1477520
1477520
كورونا

الأسر العمانية تبتكر طقوسا رمضانية مختلفة في مواجهة جائحة "كورونا"

15 مايو 2020
15 مايو 2020

  • التزاما بتعليمات "التباعد الاجتماعي" ولتخفيف الضغوطات النفسية
  • الصلاة جماعة بالمنزل..تعميق روح الألفة .. وتقديم أطباق جديدة

أجرت اللقاءات - وردة بنت حسن اللواتية رمضان هو شهر استثنائي عن باقي شهور السنة، ليس فقط في العبادة، ولكن أيضا في طقوسه المميزة، كالصلاة في المسجد، والتجمع على الإفطار، والأطباق الرمضانية، والتزاور. ولكن هذا العام أدت كورونا إلى حرماننا من هذه الطقوس الجميلة، لكنها لم تمنعنا من ابتكار طقوس جديدة تخفف علينا ابتعادنا عن المساجد وأهلنا وأصدقائنا. تشعر ام تسنيم أن هذا أحلى رمضان مر عليها، وأن كورونا نعمة من عند الله، حيث صار أفراد الأسرة أكثر قربا من بعض. فتحرص أن تصلي جماعة مع زوجها والأبناء في مكان مخصص بالبيت تمت تهيئته كمصلى للأسرة، وهناك يؤم الأب جميع أفراد أسرته لتأدية الصلوات الخمس وصلاة التراويح. وأيضا يجتمعون مع بعض لتناول الوجبات، والكل يساعد في أعمال المنزل. ولأن أم تسنيم مشتركة في محاضرات التدبر، فإنها في اليوم التالي تقوم بتنظيم محاضرة بسيطة لأفراد أسرتها تشرح فيه ما درسته. وذكرت قائلة: في ليلة المنتصف من رمضان، قامت البنات بتزيين المنزل، ولبسن ملابس تقليدية جميلة، وقام زوجي بشراء بعض الحلويات، ومن ثم قامت البنات بالدوران في المنزل وهن يرددن أناشيد القرنقشوه. أطباق جديدة أما أم لجين فإن أغلب وقتها يذهب في العمل والدراسة، حيث تداوم إلى الساعة الثانية والنصف ظهرا. وتشير قائلة: عادة قبل رمضان أقوم بتزيين المنزل، لكن هذه السنة لم أفعل، ولكن أطفالي يساعدونني في المطبخ، وفي تحضير الإفطار، ثم نجتمع معا لنتحدث ونلعب، حتى أنني أشاركهم في لعب الألعاب الإلكترونية. ولأن هذا العام لا توجد تجمعات وعزائم رمضانية، فإنني أحاول أن أبتكر أطباقا جديدة ذات طابع ممتع، مثل فطيرة الدجاج وطاجن الروبيان، وكل يوم أعد طبق حلوى مع الأطفال. الصلاة جماعة بالمنزل وبالنسبة لأم خالد الحارثي فإن طقوسها في رمضان هذا العام لم تتغير عن الأعوام السابقة، فسنويا تقوم بناتها بتزيين المنزل في شهر رمضان، وإعداد الوجبات. ولأن أم زوجها تقطن في المنزل الملاصق لهم، فإنهم دائما يأكلون الإفطار والسحور معا، وايضا يجتمع أفراد الأسرة لتلاوة القرآن الكريم فترة الظهر. وتوضح قائلة: الشيء الذي تغير بالنسبة لأسرتنا هو أن الصلاة صارت جماعة في المنزل بدل المسجد، سواء الصلوات الخمس أو التراويح، وأبنائي أيضا صاروا يتشجعون لإمامة الصلاة. وبالنسبة لي فكنت أذهب لمدرسة القرآن، ولكن الآن صرنا نستخدم تطبيق زووم مرتين في الأسبوع للدراسة. طقوس جديدة تعودت أم عباس منذ زواجها أن تفطر سنويا مع أفراد أسرتها في منزل والدها، حيث يأتي الإخوة والأخوات أيضا مع أفراد أسرهم، وكذلك الأخوال، لذا أول ليلة في رمضان شعرت بشعور غريب جعلني أبكي. وتقول: هذا أول رمضان أفطر فيه في بيتي منذ أن تزوجت، لذا في الليلة الأولى كان الجو غريبا بالنسبة لي، حيث تعودت على الزحمة ووجود كل أهلي في بيت والدي، وهذا أيضا كان شعور أختي عندما كلمتها. لذا حاولت هذا العام أن أقوم بطقوس جديدة في بيتي، وهذه الطقوس ساعدتنا في الخروج من الضيق الذي سببه كورونا، خاصة إنني لا أخرج أبدا من المنزل. وشرحت قائلة: في كل رمضان أقوم بتزيين منزلي، ولكن هذه السنة قمت بتخصيص مكان في البيت لتكون فيه جلستنا الرمضانية، وتزيينه. كما قلت لزوجي أننا سنقوم بتطبيق نظام جديد في البيت، حيث الصلاة ستكون فيه جماعية، ونفطر مع بعض، ومن ثم نقرأ القرآن الكريم والأدعية الرمضانية، كما قمنا بتخصيص يوم من السفرة الرمضانية لروح المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد غفر الله له ونقرأ الفاتحة له. أيضا الشيء الجديد هو أن أبنائي تعلموا أن يقوموا هم ايضا بأدوارهم، فمثلا ابني أحيانا يصلي بنا صلاة الجماعة، وهذا لم يكن يحدث في بيت الوالد، واحتفلنا أيضا بليلة النصف من رمضان (القرنقشوه) وجهزت بعض التوزيعات لهم. وأضافت: تعودنا أن نقضي العيد في صحار عند أهل زوجي، وهناك الأجواء مختلفة، فالكل يجتمع لإعداد وجبات العيد، فقلت لأبنائي أننا سنقوم بنفس الطقوس هنا، حيث سنعد الشواء ولكن في الفرن بدل التنور، إلى جانب المشاكيك والعرسية، وايضا سيصلي أبنائي صلاة العيد في المنزل مع والدهم. وتختتم أم عباس حديثها قائلة: بالرغم من أن كورونا مرض لكنه يعلم الإنسان درسا، فالإنسان عندما يبتلى بالبلاء فإنه يأخذ عظة منه، ويغير نمط حياته للأفضل، واعتبرت رمضان هذا العام فرصة لتجمع الأسرة