ييييي
ييييي
كورونا

"الأطقم الطبية": نخاطر بحياتنا لأجلكم .. فابقوا في منازلكم

13 مايو 2020
13 مايو 2020

نضطر لعزل أنفسنا عن عائلاتنا وهاجس الخوف من العدوى يرافقنا

 

د. خلفان السناني: التباعد المجتمعي خير وقاية

رياء الأبروية: لا للتجمعات والزيارات

منى البلوشية: نحث المجتمع على أن يكون عونًا لنا

زكريا الشرجي: الطاقم الطبي خط الدفاع الأول

ريما البروانية: الطب مهنة عظيمة ذات طابع إنساني

مروان العُبيدي: نحمي أسرنا من أنفسنا

خالد الرحبي: نثق بكم ونعوّل عليكم

شمسة البلوشية: ستنتهي الأزمة بفضل جهودكم

كتب - عبدالوهاب الهنائي

تصوير - محمد المحجوب

"عزلنا أنفسنا، ضاق بنا الحال، تغيرت نفسياتنا، واشتقنا لعائلاتنا، رغم ذلك كله نقف صامدين في الخطوط الأمامية كالجيش الأبيض نعمل بصمت خلف ستائر المرضى ونحارب بكل تفانٍ

شمسة البلوشية[/caption]

وإخلاص لننقذ روحًا غالية على هذا الوطن"، هكذا لخصت شمسة البلوشية الممرضة بقسم الطوارئ بمستشفى جامعة السلطان قابوس لـ(عمان) أحوال الطاقم الطبي بكافة كوادره وهم يواجهون معركة القضاء على فيروس كورونا ورعاية المرضى المصابين.

وتكمل: "‏أما أنتم، فنحن نعلم أنكم سئمتم المكوث بالبيت واشتقتم لعودة الحياة لطبيعتها ولتجمعات الأهل والأحباب ولكن جميعنا يعلم أننا نواجه حربًا شرسة من فيروس لا يرى بالعين المجردة وأننا ‏كمواطنين مسؤولون أمام الله عن حماية أنفسنا وطننا ومقدراته وثرواته وملزمون بأن نؤدي دورنا في مواجهة هذه الجائحة وذلك عن طريق بقائنا في بيوتنا ومنع تجمع عائلاتنا وأحبابنا والالتزام بالتباعد الاجتماعي حماية لأنفسنا وللجميع".

وتؤكد شمسة أن "هذه الحرب ستنتهي بفضل جهودكم أنتم بالتزامكم بالبقاء في بيوتكم ولا ننسى جهود الجيش الأبيض الواقف في خط المواجهة الأمامي".

تفاؤل وأمل

أما ريما البروانية، ممرضة عناية مركزة أطفال، فتقول: إن "الطاقم الطبي في العالم يواجه أزمة حرجة تبعث القلق والهلع في نفوس العاملين في هذا القطاع، نتيجة لموقعهم المهني الذي يقف في مقدمة الصف ويفرض عليهم مواجهة المرض والعمل لساعات طويلة وبذل كل الجهود رغمًا عن كل الظروف والتحديات".

وتشير إلى أن "مهنة الطب هي مهنة عظيمة ذات طابع إنساني في المقام الأول، تستوجب على ممتهنيها العمل بإخلاص وحب وخدمة الصغير والكبير، الغني والفقير، وتقديم الرعاية الصحية لأجل الجميع بدون استثناء.. ويعيش الطاقم الطبي في هذه الأزمة بنظرة تفاؤل وأمل وبعزيمة وصبر على هذه الشدة، ودعاؤنا دائمًا أن يرفع الله البلاء ويعجّل الفرج ويكتب لهم الأجر".

وتختتم ريما قائلة: "نحث الجميع على أن يبقوا في منازلهم وأن ينتهجوا النهج السليم في الوقاية من هذا الوباء، كتجنب المصافحة أو الاختلاط بغض النظر عن الظروف أو العادات والتقاليد (فالوقاية خير من العلاج)".

وباء قاتل

وتؤكد منى بنت عبدالعزيز البلوشية، اختصاصية مختبرات طبية، أن "الكادر الطبي وهو خط الدفاع الأول ضد فيروس كورونا (covid-19) المستجد والذي يفرض تداعياته النفسية التي تتمثل في القلق والهواجس والوساوس التي تتولّد من التفكير بإجراءات الوقاية والحذر أثناء التعامل مع المرضى أو المشتبه في إصابتهم أو التعامل مع العينات المخبرية، خوفًا من الإصابة ونقلها لأسرهم، علمًا أن هناك من الكادر الطبي أيضًا من هم أصحاب أمراضٍ مزمنة الذين لا يتوانون عن أداء واجبهم الإنساني والوطني في الوقت ذاته رغم خطورة الوضع ومنهم من فرض على نفسه الحجر والبعد عن الأحبة والأهل حتى لا يكون سببا في فقدهم".

وتكمل منى: "- المنة لله - أن سخرنا جدارًا يحمي هذا الوطن في ظل انتشار وباءٍ قاتل، ونحث المجتمع في هذا الشهر الفضيل على أن يكون عونًا لنا في التصدي لهذا الفيروس وتقليل الخسائر في الأرواح والحفاظ على موارد الوطن من الاستنزاف في الفحص المخبري والعلاج ولنتمكن من الإعداد الفعّال للقضاء عليه، وذلك بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والإرشادات الوقائية الصادرة عن جهات الاختصاص من منعٍ للتجمعات وتبادل الأطباق والولائم والعزائم وممارسة الرياضة في المرافق العامة".

الاستهتار يكلّف الكثير

 

د. خلفان السناني[/caption]

يقول الدكتور خلفان بن زايد السناني: إن "أشد من نفكر فيه عند قيامنا بواجبنا الوطني الصحي هو كيف نجنّب أنفسنا العدوى فكم وكم تساءلنا هل يا ترى سأكون أنا من يجلب المرض لأهل بيتي وأقاربي؟، فما بين خوف الإصابة وحس الواجب تسطع أحاسيس من باطن القلب تضيء بنورها لكل ساعة أمكثها بالمستشفى لتكون منارة لي للمتابعة الواجب رغم الخطورة والصعوبة".

ويكمل: "دائمًا ما أشعر بالضيق عندما أعلم أن هذا المريض للأسف قد زار الكثير من أهله ولم يلتزم بتعليمات الحجر الصحي وأعجب كل العجب لمن استهتر بالمرض وخرج غير عابئ بالناس الذين قد يتأذون من خروجه ومخالطته لهم، نعم قد تكون لدى المستهتر أعراض خفيفة ولكن قد يكون سببًا في حالة حرجة لأحد من أحبابه وإخوانه".

ويختتم: "رسالتنا للجميع بقاؤك في البيت يحميك ويحمي أحبابك وأهلك وأقاربك ويعجّل في رفع هذه الغمة من وطننا الحبيب عمان فبما أنه لا يوجد علاج للمرض فالوقاية هي خير علاج في الوقت الحالي والتباعد المجتمعي خير وقاية".

مجتمع واعٍ

 

زكريا الشرجي[/caption]

أما الممرض زكريا بن بشير الشرجي، فيقول: "يأتي يوم التمريض العالمي هذا العام، والعالم يشهد ظروفًا استثنائية سببها انتشار جائحة كورونا عالميًا، الأمر الذي أدّى إلى خسائر فادحة في الأرواح والاقتصاد، وفي انتظار تطوير لقاح فعّال الأمر الذي قد يستغرق مدة تزيد عن السنة، ويبقى الأمر معقودًا على الطاقم الصحي ليكون خط الدفاع الأول ضد الوباء، حماية للوطن وأبنائه ومداواة للمرضى وانتصارًا للإنسانية في معركتها ضد الفيروس".

ويكمل زكريا: "لعل بعضنا شاهد الأخبار التي تتحدث عن العاملين الصحيين وكونهم خط الدفاع الأول ضد انتشار الفيروس في الوقت ذاته كانت عائلاتهم هي من يدفع الثمن من نقص الاهتمام وقضاء الكثير من الوقت خارج البيت، أو ربما البقاء في الحجر الصحي، وأحيانًا تعرض عائلاتهم لخطر الإصابة كون الناقل هو فرد يعمل في القطاع الصحي، الأمر الذي كان له الأثر الكبير على الوضع النفسي وحتى الأسري".

ويؤكد أننا "مدفوعون بالروح العالية والهمة الوقادة، ظل أفراد القطاع الصحي يبذلون طاقاتهم ملتزمين بالوعد الذي قطعوه بحماية وصون الحياة البشرية والتي هي غاية الوجود ومنتهاه، ولم يكن كل ذلك ليتحقق لولا وجود مجتمع واعٍ ومدرك لحجم المسؤولية وهو شريك أساسي يمنح الدعم بتنفيذه واستجابته الحريصة والواعية لكل تعليمات اللجنة العليا والتي حرصت منذ أول يوم على تخفيف آثار الجائحة وحماية المواطنين والمقيمين من آثارها على النفس والمال، ليكونوا هم السد الحصين للدفاع عن مكتسبات الوطن العزيز وقدراته وفي أولها".

معرضون للعدوى

 

رياء الأبروية[/caption]

أما مسؤولة التمريض بمركز غسيل الكلى ببوشر رياء بنت سالم الأبروية، فتقول: "الكادر الطبي كان من البداية متواجدًا يدًا بيد مع الأجهزة الأمنية الأخرى في عدة مواقع من بينها المطارات ومواقع التقصي والحجر المؤسسي والمستشفيات والمراكز الصحية كل بدوره فهم أيضًا معرّضون حالهم حال الفئات الأخرى في المجتمع ويتحتم عليهم الالتزام بالضوابط والقواعد الصحية للحدد من انتشار العدوى والالتزام بالقواعد الوقائية التي تحث عليها إدارة مكافحة العدوى خصوصًا أنهم خط الدفاع الأول للتصدي لهذه الجائحة".

وتكمل: "إننا نتعرض لنفس الضغوط النفسية التي يتعرض لها الآخرون خصوصًا أن من بيننا من لديهم أمراض مزمنة أو مناعتهم ضعيفة، ونوجه رسالة إلى كل مواطن ومقيم بأن يكونوا عونًا لنا لا علينا وبالالتزام بالتباعد المجتمعي وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى وبالالتزام بالقواعد والضوابط والاشتراطات الصحية عند الخروج من المنزل حتى لا يكونوا عرضة للإصابة أو إصابة أحبائهم ولا يكونوا سببًا لتعريض الآخرين للعدوى، لا للتجمعات والزيارات وإرجاؤها إلى أن تنتهي هذه الأزمة بسلام".

نعيش في معركة

 

مروان العبيدي[/caption]

ويقول مروان بن مسلم العبيدي، الممرض بمستشفى الجامعة: إنه "مع إعلان منظمة الصحة العالمية، بأن فيروس كورونا جائحة فقد تغيرت كل المفاهيم في عالم الرعاية الصحية، أصبح العالم يعيش معركة دامية في كل بقعة منه، يظن البعض أن تعليمات اللجنة العليا هي تقييد للحريات وتضييق للممارسات اليومية، لكن في المستشفيات نحن نعيش معركة لا خيار فيها سوى المواجهة مع الجائحة في كل لحظات تواجدنا مع المرضى أو من نتقاسم جنبات الأقسام من زملاء العمل".

ويكمل: "أصبحت تأدية الواجب الوطني ليست محصورة على مؤسسة صحية أو مجتمع صغير بل هي أسلوب حياة نعيشها في كل ممارساتنا اليومية، اصبحنا نعزل وننعزل عن من نحب.. تتقلب الأخوال وتتغير الاتجاهات في الصباح علينا حماية أنفسنا من خطر العدوى وفي المساء نعود للمنازل لحماية أسرنا من أنفسنا مجددا".

ويختتم العبيدي قائلا: "رسالتي وأمنياتي للجميع بأن نستمر في مواجهة هذا الوباء رغم التحديات الاجتماعية ورغبتنا في لقاء أحبائنا، حتى ينتهي هذا الكابوس وتعود الحياة كما نحب بأقل الخسائر".

مرابطون

 

خالد الرحبي[/caption]

أما الممرض خالد بن خلفان الرحبي فيقول: "مرابطون هنا من بداية أول حالة لـ(كوفيد19) حتى الحالة الأخيرة التي نسأل الله أن يعجل بها ويمن بشفائه على الأرض ومن عليها، أيام مضت عشناها في القلق والأيام القادمة لا تقل مستوى عما سبقها، ليس إحساسنا بالقلق نابع من صعوبة المهمة فنحن اعتدنا أن نقوم بخدمتكم على مدار 24 ساعة دون ملل ولا كلل، ولا يساوركم شك في أن القلق نابع من طول ساعات العمل ولا من ثقل الأدوات التي يتطلب منا ارتداؤها مع ارتفاع الحرارة هنا، ولا من خوف الإصابة، نحن نقلق بأن تكونوا مصابين بـ(كوفيد-19) معرضين حياتكم وحياة أسركم وأحبابكم للخطر، متسببين بسلوك فردي غير مسؤول بكارثة مجتمعية".

ويكمل: "نرجو منكم الصبر وملازمة التباعد الاجتماعي والأخذ بكل سبل الوقاية والحماية دون داعٍ لذكرها فنحن نعلم أنكم تعلمونها حق العلم والمعرفة.. أيام معدودات فقط من الصبر، سيكون أثرها واضحًا في تباطؤ انتشار الفيروس".