1477205
1477205
العرب والعالم

تقرير: سكان أستراليا الأصليون يواجهون أزمات مستحدثة في زمن كورونا

11 مايو 2020
11 مايو 2020

كانبرا - (د ب أ) - يقول جون باترسون -62 عاما- وهو أحد قادة السكان الأصليين من مدينة داروين بالإقليم الشمالي (نورذرن تريتوري) في أستراليا، إنه لم ير مجتمعات السكان الأصليين في البلاد تواجه تحديات ضخمة كتلك التي تواجهها الآن.

وتخضع مجتمعات السكان الأصليين النائية حاليا لإغلاق صارم، حيث تعلن بعض الولايات عن فرض غرامات تصل إلى 50 ألف دولار أسترالي (31 ألف دولار أمريكي) على من يخالف القيود على حرية التنقل.

وقال باترسون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "ولكن السكان الأصليين يواجهون خطر الملاحقة القضائية بموجب تدابير الأمن البيولوجي (التي تهدف إلى منع انتشار الأمراض المعدية)، حيث يُضطرون إلى الذهاب إلى مراكز إقليمية لشراء الطعام والمستلزمات الأخرى."

وأضاف: "المتاجر المجتمعية خاوية، ولا تستطيع توفير ما يكفي من الإمدادات. وبسبب حمى الشراء والتخزين، هناك فجوة كبيرة في توريد المستلزمات الأساسية للمجتمعات النائية".

الأطعمة الطازجة نفدت

وقال باترسون إن الأطعمة الطازجة قد نفدت من بعض المتاجر بعد ثلاثة أيام من وصولها في موعدها الأسبوعي، في حين ارتفعت الأسعار بنسبة 50 في المئة بسبب العجز، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن.

ويقول قادة ومجموعات السكان الأصليين إن المجتمعات النائية تعاني أثناء أزمة فيروس كورونا بسبب العجز في توفير احتياجاتها الأساسية، وبينها مواد البقالة والمنتجات الخاصة بالأطفال الصغار.

ودعا ائتلاف من 13 منظمة تمثل السكان الأصليين في أستراليا وتعمل في قطاعات الصحة والإسكان والطب والقانون، إلى "ضمان الأمن الغذائي" لهذه المجتمعات في خضم الجائحة.

وسجلت أستراليا أكثر من 6600 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس. وحتى الآن، لم يتم تسجيل حالات إصابة مؤكدة في أي من مجتمعات السكان الأصليين.

وقال باترسون: "نريد الحفاظ على هذا الحال".

ويعمل باترسون رئيسا تنفيذيا لتحالف الخدمات الطبية للسكان الأصليين في الإقليم الشمالي، وهو أحد أعضاء التحالف الذي يدعو الحكومة الاتحادية في كانبرا إلى تحرك فوري.

وحذرت السلطات الصحية من تنامي خطر انتقال العدوى بين السكان الأصليين حيث إن لديهم "عبئا أكبر من الأمراض" إلى جانب المزيد من الحالات الطبية الكامنة.

وقال بات فاولر، وهو أحد السكان المحليين لـ (د.ب.أ) إنه حتى في مركز إقليمي مثل "أليس سبرينجز"، أكبر مدن وسط أستراليا (سنترال أستراليا)، يواجه تجار التجزئة صعوبة من أجل توفير المواد الأساسية.

وأضاف: "ولا يستطيع السكان الأصليون من المجتمعات النائية حتى الحضور إلى هنا لأنه سيتعين عليهم الالتزام بقاعدة الخضوع للحجر الصحي لمدة 14 يوما".

وأوضح فاولر، الذي يعمل متطوعا في خدمة المجتمع، أنه في الوقت الذي تلتهم فيه متاجر السوبر ماركت معظم السلع مباشرة من المنتجين، يكافح صغار الموردين من أجل توفير المنتجات الغذائية الأساسية.

وذكرت منظمة "ماي ويرو"، غير الربحية والتي تدير متاجر في بعض مناطق "وسط أستراليا" إن المتاجر المجتمعية لديها تعاني من عجز، وتتلقى 40 في المئة فقط من طلباتها.

وهناك أكثر من 250 مجتمعا نائيا للسكان الأصليين في النصف الشمالي من أستراليا، ومعظمها في "ويسترن أستراليا" و"نورذرن تريتوري" و"فار نورث كوينزلاند".

وبحسب بيانات الحكومة، هناك أكثر من 25 في المئة من إجمالي 228 ألفا و833 شخصا في "نورذرن تريتوري" من السكان الأصليين.

وقال باترسون، الذي يعيش على مشارف داروين، عاصمة إقليم نورذرن تريتوري: "تواجه جميع المجتمعات النائية نفس المشكلة بالضبط... تعطل سلسلة التوريد".

وأضاف: "لازلنا لا نملك المعكرونة والطحين (الدقيق) والأرز وورق التواليت. هذه هي أسوأ (أزمة) نواجها نحن كسكان أصليين في الآونة الأخيرة".

وقال باترسون إنه يتعين على الحكومة أن "تستجيب كما فعلت مع قطاعات أخرى مهمة، مثل الأموال التي قدمتها لشركات الطيران وقطاعات الأعمال".

يسلكون طرقا خلفية

وقال نشطاء آخرون يدافعون عن السكان الأصليين إن السكان في المناطق النائية معرضون أيضا لخطر الإصابة بفيروس كورونا، حيث قد يسلكون طرقا خلفية إلى المدن للحصول على الإمدادات.

وذكر تحالف السكان الأصليين إن المجتمعات النائية تدفع في المتوسط زيادة قدرها حوالي 60 في المئة في أسعار السلع الأساسية أكثر من سكان المراكز الإقليمية والحضرية.

وطلب التحالف من الحكومة الاتحادية تخصيص كمية معينة من السلع والأساسيات، حصريا للمتاجر النائية.

وقال جو مارتين جارد، الرئيس التنفيذي لـ "سنترال لاند كاونسيل": "لا تملك الحكومة أن تملي على المنتجين ما ما يفعلون، لكنها يمكن أن تعمل معنا من أجل التوصل لنتيجة. يمكنها تخصيص 2 في المئة من الإمدادات، وهذا لن يسبب ضررا".

وقالت دونا أه تشي، الرئيسة التنفيذية لمؤتمر السكان الأصليين في "وسط أستراليا" إنه "ليس هناك مزيد من الوقت لنضيعه".

وأضافت في بيان: "نتضرر جميعا من هذه الأزمة، ويتضرر البعض أكثر من الآخرين عندما يتعلق الأمر بالحصول على مواد غذائي بأسعار معقولة".

وقال وزير السكان الأصليين الأستراليين، كين ويات، إن الحكومة جعلت الأمن الغذائي، بما في ذلك توفير المواد الغذائية للمجتمعات الإقليمية والنائية، "أولوية قصوى" في إطار جهود مواجهة "كوفيد19-".

وأضاف الوزير إن الحكومة تواصلت بالفعل مع مديري أكثر من 200 متجر كائنة في مجتمعات السكان الأصليين لفهم "وضع حالة التوريد وأين يتعين توجيه الدعم".