١٢٣
١٢٣
كورونا

هل تبلّغ عن جارك أو قريبك المخالف للحجر المنزلي والإجراءات الاحترازية؟!

10 مايو 2020
10 مايو 2020

مختصون ومواطنون لـ"عمان" يجيبون على سؤال

العقيد محمد الشنفري: التجمعات هي أكثر المخالفات التي يتم الإبلاغ عنها

د. نبهان المعولي: القانون وضع التزاما بتنفيذ إجراءات منع انتشار العدوى

إبراهيم الصوافي: تقديم النصح فإن لم يستجب يجب إبلاغ الجهات المختصة

د. نوال الراشدية: البقاء في المنزل مسؤولية مشتركة وعدم التهاون في الإبلاغ عن التجاوزات

مواطنون: كواجب وطني ننصحهم وفي حالة عدم الالتزام نضطر للإبلاغ دون النظر للحرج الاجتماعي لمصلحة الجميع

كتبت- مُزنة بنت خميس الفهدية

يتردد ويتحرج كثير من الناس من مسألة الابلاغ عن أية تجاوزات من جيرانهم أو أقربائهم أو أصدقائهم فيما يخص عدم الالتزام بالحجر المنزلي والتقيد بالإجراءات الوقائية والاحترازية للتعامل مع فيروس كورونا كوفيد 19، ولكن لو فكرنا قليلا من ناحية الضرر الذي يقع على صحة الفرد والمجتمع ككل لن يكون لدى أي فرد الاستعداد في المشاركة في هذا الضرر! يرى البعض أن الابلاغ أمر صعب بالنسبة للمجتمع الذي نعيش فيه، فهناك مراعاة للجيرة والأقرباء والأصدقاء، ولم تقف "عمان" عند هذا الحد بل استطلعت آراء مختصون ومواطنون حول هذا الموضوع.

العقيد محمد الشنفري[/caption]

قال العقيد محمد بن عوض الشنفري مساعد مدير عام العمليات "أن شرطة عمان السلطانية تعمل جنباً إلى جنب مع باقي مؤسسات الدولة المعنية بالتعامل مع الأحداث المرتبطة بفيروس كورونا كوفيد19، ووضعت خطة عمل لغلق المحافظات ومناطق العزل التي أقرتها اللجنة العليا، وفعلت مركز الحوادث بالإدارة العامة للعمليات لمتابعة كافة الأحداث المرتبطة بالفيروس على مدار الساعة، وذلك من خلال تلقي البلاغات والتنسيق مع تشكيلات الشرطة والجهات الحكومية الأخرى ذات الاختصاص للتعامل معها، بما فيها البلاغات عن مخالفة قرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا.

وأوضح أن التجمعات هي أكثر المخالفات التي يتم الإبلاغ عنها، ويتم التعامل الفوري معها بتسيير دوريات الشرطة لتمشيط أماكن التجمعات واستخدام طائرات التحكم عن بعد "الدرون" لرصد التجمعات وتوجيه الأشخاص وإرشادهم بعدم التجمع، كما تقوم شرطة عمان السلطانية بتسيير دورياتها في الأماكن التجارية، وسعت إلى إيجاد بيئة تعاونية مع الجهات ذات الاختصاص والعاملين في المؤسسات التجارية والصناعية لتطبيق القرارات الصادرة من اللجنة العليا المكلفة بمتابعة انتشار الفيروس والحد من انتشاره.

وأشاد العقيد مساعد مدير عام العمليات بالتجاوب الكبير من كافة شرائح المجتمع في التقيد بقرارات اللجنة العليا، والابلاغ عن المخالفات والتجاوزات بمختلف أشكالها، ودعا الجميع إلى مواصلة الالتزام والبقاء في المنازل وتطبيق مفهوم العزل والتباعد المجتمعي، وأخذ المعلومات من مصدرها، تحقيقاً للصالح العام ولتمكين الجهات المعنية من التعامل الأمثل مع هذه الجائحة والحد من انتشارها.

الجانب القانوني

د. نبهان المعولي[/caption]

بداية قال الدكتور نبهان بن راشد المعولي عميد المعهد العالي للقضاء " نظرا لأن فيروس كورونا كوفيد 19 عام من حيث الانتشار، وله تداعيات كبيرة ومتسارعة على المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها، كان لا بد من مواجهته محليا بشكل متكامل باعتباره مسألة وطنية هامة تتطلب تضافر الجهود الرسمية والخاصة والشعبية على حد سواء، ولذلك تم تأسيس منظومة وطنية متكاملة تعمل في تناسق ومرونة تامة لمجابهة هذا الوباء؛ ولا ريب أن القانون يعد وسيلة من وسائل مكافحة هذا المرض إلى جانب الجهود الصحية المبذولة في هذا الشأن، ولذا جاءت التوجيهات السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – بعدم التهاون في تطبيق القوانين بما يضمن التزام الجميع بالإجراءات التي تحول دون انتشار هذه الجائحة واستفحالها في أوساط المجتمع، وما تلك التوجيهات السديدة إلا إدراك من جلالته – حفظه الله – بالدور المحوري والفعال الذي يمكن أن يؤديه القانون في مواجهة انتشار هذا المرض.

أوقف الانتشار وكن أنت الفارق[/caption]

" وأضاف الدكتور نبهان" من جانب آخر، أصدر جلالته – حفظه الله – المرسوم السلطاني رقم 32/ 2020 بتعديل بعض أحكام قانون مكافحة الأمراض المعدية، حيث وضعت تلك التعديلات التزامات جديدة على الشخص المصاب أو من يشتبه بإصابته بمرض معد تتمثل في وجوب التوجه الفوري إلى أقرب مؤسسة صحية لإجراء الفحص الطبي، وتلقي العلاج والمشورة والتوعية بمخاطر المرض وانتقاله، وعليه فإن أمر إبلاغ المؤسسة الصحية من قبل المصاب أو من يشتبه بأنه مصاب بمرض معدي ليس بالأمر الاختياري؛ بل هو واجب فرضه القانون ورتب على مخالفته عقوبات مغلظة، والوقع أن واجب الإبلاغ عن المرض لا يقتصر فقط على المريض بل يمتد ليشمل فئات أخرى بموجب المادة الثالثة من ذات القانون المشار إليه، وعلى المصاب أو المشتبه بإصابته بمرض معد كذلك واجب قانوني يتمثل في الالتزام التام بالتعليمات الطبية التي تصدر إليه كالالتزام بالعزل المؤسسي أو المنزلي والحرص على عدم نقل المرض إلى الآخرين، ومخالفة تلك التعليمات تعد جريمة رتب عليها القانون جزاءات محددة، كما أن القانون وضع التزاما عاما على جميع أفراد المجتمع بعدم تعطيل أو الامتناع عن تنفيذ الإجراءات والتدابير المقررة لمنع انتشار العدوى، أو انتقالها للغير، ويدخل في هذا الالتزام القانوني – على سبيل المثال لا الحصر – القرارات الصادرة عن اللجنة العليا بمنع التجمعات وإقامة الأنشطة الدينية والرياضية والاجتماعية وغيرها، ويمكن للجميع الإبلاغ عن وجود مثل هذه التجاوزات."

وأكد المعولي أن التعديلات المشار إليها على قانون مكافحة الأمراض المعدية اتسمت بتغليظ العقوبات، وإضافة بعض الأفعال الجرمية الجديدة، ولا ريب أن هذا الحراك التشريعي قد جاء مواكبا لمتطلبات المرحلة الحالية التي ينتشر فيها هذا الوباء الخطير والتي لا تقبل أي نوع من أنواع التهاون كما جاء في التوجيهات الواضحة والصريحة لجلالة السلطان المعظم – حفظه الله -، موضحا أنه على الجانب القضائي، فقد أصدرت المحاكم المختصة عددا من الأحكام الرادعة في هذا الشأن ضد المخالفين للقانون المشار إليه والقوانين الأخرى ذات الصلة، كما صدرت عددا من الأحكام ضد مطلقي وناشري الشائعات المتصلة بالمرض وسبل علاجه ومكافحته، ولا ريب أن تلك الأحكام تحقق الردع بشقيه الخاص والعام؛ الردع الخاص بالنسبة لمن صدرت الأحكام في حقهم، والردع العام بالنسبة لعموم أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين.

الجانب الديني

 

إبراهيم الصوافي[/caption]

من الناحية الدينية حدثنا الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي أمين فتوى بمكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية قائلا " من رأى مخالفا من جيرانه أو أقربائه أو أصدقائه يؤمر أولا أن ينصحه ويبين له خطورة هذه المخالفة والضرر الذي ينتج عليه وعلى غيره، ويذكره بحديث الرسول صل الله عليه وسلم" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فكما لا يحب لنفسه الضرر يجب أن لا يحبه للآخرين، فإن لم يستجب للنصح يجب إبلاغ الجهات المختصة وعدم الشفقة على المخالفة، لأن حماية المجتمع أهم من مراعاة شعورالمخالف، ويمكن الإبلاغ بدون علم المخالف."

الجانب الصحي

 

د. نوال الراشدية[/caption]

وتقول الدكتورة نوال بنت علي الراشدية استشاري طب الأسرة ومديرة دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية بوزارة الصحة " تعتبر جائحة كورونا أزمة عالمية بكل المقاييس من الناحية الصحية والاقتصادية والاجتماعية، ونظرا للغموض الذي يدور حول فيروس كورونا وعدم مقدرة العلماء لفك شفراته وقدرته على التكيف مع جميع الأحوال الجوية، فإن كل يوم يأتي بشيء جديد نتعلمه عن هذا الفيروس،" مؤكدة ضرورة الأخذ بالإجراءات الوقائية الاحترازية من ناحية التباعد الجسدي وغسل اليدين جيدا والبقاء في المنزل، فهي الوسائل التي من خلالها نستطيع التغلب على الفيروس والحد من انتشاره.

" وأضافت " بذلت الحكومات والدول الكثير للسيطرة على انتشار الوباء ولكن بدون تعاون الفرد والمجتمع لا يتأتى السيطرة عليه فلا للتجمعات والزيارات العائلية لا للخروج بدون ضرورة لا للتهاون في الأمور التي يجب اتباعها، فإن خوفك على نفسك وأفراد عائلتك ينبع من حمايتهم وتجنب نقل العدوى لهم بممارسات خاطئة فلا أحد يريد أن يضر والديه أو أولاده أو أحد من أفراد أسرته، وتكمن أهمية الحجر المنزلي ومدته في مدى التزامنا، فالبقاء في المنزل واجب وطني فاجعله أهم مسؤولياته. " مشيرة إلى ضرورة نصح الاقرباء والجيران بخطورة الفيروس واتباع الاجراءات الوقائية والاحترازية، وان لم يستمع من الجيد الابلاغ عليه لأن هذا سيؤدي الى نشر العدوى بينهم.

مواطنون

 

وعلى صعيد المواطنين، قال (ن. ح) " الابلاغ عن الجار أو عن أحد أقربائي يسبب لي إحراج كبير، خاصة أنه من الممكن أن تكون لهم وجهة نظر وهي أنه لا علاقة لي بعدم التزامهم بالحجر والاجراءات المتخذة ضد فيروس كورونا، بل يجب عليّ ملازمة المنزل وعدم الخروج وتحذير أفراد أسرتي بعدم المخالطة مع الاخرين" موضحا أنه بإمكانه تقديم النصيحة الحسنة وبطريقة مهذبة ومقنعة. وترى (س. ع) " تقديم النصيحة تأتي في المقام الاول، ويجب تقديمها عدة مرات، وان لم أر استجابة ممكن اللجوء الى الابلاغ، من منطلق الحرص على سلامتهم أولا ومن ثم سلامة أفراد المجتمع، ولكن سوف أكون حريصة بأن لا أحد يعلم قيامي بذلك، خوفا من فقدان العلاقات الاجتماعية الطيبة مع الجيران والاقرباء." ويلفت (م. ع) في حديثه قائلا" أننا اليوم في حرب مع فيروس مخيف وخفي، والحذر يجب أن يكون أضعافا مضاعفة، فإن لم نتعاون ونكون يدا واحدة فجميعنا سيتضرر، وضرورة الابلاغ عن وجود أية تجمعات أو مخالفات" وأضاف" نلاحظ في هذا الشهر الفضيل ممارسة الكثير الرياضة في أماكن مفتوحة مع وجود ازدحام!، ويجب تجنب الأماكن المزدحمة، ما ذنب الملتزمين والمتقيدين بتهاون الآخرين؟.

" "يجب الابلاغ بلا تردد عن أية تجاوزات" هكذا علّقت (ش. خ) وقالت" أنصح الجميع كواجب وطني ومسؤولية وطنية بتقديم النصح والتوعية للمتهاونين في اتخاذ الاجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا، وفي حالة عدم الاخذ بالنصيحة ضرورة الابلاغ عنهم دون النظر عن تأثر العلاقات الاجتماعية، لأن هذا بدوره يصب في مصلحة الجميع."