Screen Shot 2020-04-04 at 8.02.12 PM
Screen Shot 2020-04-04 at 8.02.12 PM
أعمدة

نوافذ: ما ذنبنا إذا استهتر غيرنا؟!

09 مايو 2020
09 مايو 2020

عاصم الشيدي

[email protected]

طرح الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة سؤالا استنكاريا في المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي تعقده اللجنة العليا للرد على استفسارات الصحفيين حول مستجدات جائحة كورونا. قال الوزير بكثير من الحسرة: "ما ذنب الملتزمين بالإرشادات بسبب عدم التزام البعض الآخر؟!! وأنا أقول ما ذنبي أنا أيضا ألّا أرى والدي ووالدتي لأكثر من شهرين على أمل أن تنتهي هذه الجائحة سريعا وتعود الحياة إلى صفائها؟ ما ذنب آخر والدته على بعد كيلو متر واحد ولكنه لم يرها منذ شهرين خوفا من أن ينقل لها العدوى بعد أن سمع الإرشادات تقول للجميع: «تعاملوا مع أنفسكم ومع الآخرين على أنكم مصابين»؟ وما ذنب أصحاب المحلات المغلقة والنشاطات التجارية التي توقفت وتوقف معها مصدر رزق أصحابها وأصبحوا في حالة صعبة جدا؟ ما ذنب رجل طاعن في السن وقلبه متعلق بالمسجد ولكنه لا يستطيع الذهاب؟ وآخر كان قد أعدّ نفسه لأن يذهب للعمرة أو للحج، وآخر يكاد يجن من كثرة بقائه في المنزل؟ ما ذنب جميع هؤلاء إذا كانت هناك فئة مستهترة وغير ملتزمة بالبقاء في المنزل أو باتباع التعليمات الصحية وتساهم في نشر المرض وإطالة بقائه؟!! لا ذنب للناس في نشأة الوباء ولكن ذنبهم كبير اليوم في نشره أو التهاون في اتقائه، واحتمالية إطالة بقائه، وفي الضغط على المؤسسات الصحية وحتى على ميزانية الدولة في هذه الظروف الاقتصادية العصيبة. يتحدث الكثير من الأصدقاء في اتصالاتنا الهاتفية أو عبر الدردشات في مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم التزام البعض بالتعليمات خاصة منذ دخول شهر رمضان، ويتساءلون لماذا لا يكون هناك حزم في تطبيق التعليمات؟ نحن في حالة جائحة وخطرها لا يقل بأي حال من الأحوال عن خطر الحرب، ولذلك نحتاج إلى حزم يتناسب مع الوضع تماما. من يعرض نفسه للخطر في حالة الأوبئة لا يضر نفسه فقط ولكن يضر المجتمع بأكمله وطريقة انتقال فيروس «كوفيد 19» سريعة جدا وتجاوز المصابون به 4 ملايين في أربعة أشهر فقط. اتصل بي أكثر من صديق منزعجين من عدم التزام الناس، وكثافة وجودهم خارج المنازل في فترة المساء، بل إن أحدهم قال: إن الكثير من المناشط الرمضانية الأسرية ما زالت قائمة، والناس تتجمع في المنازل بشكل كثيف. وتناقل الناس في الأيام الماضية مقاطع لشباب في شمال محافظة الباطنة وهم يتجمعون لمشاهدة استعراضات بالسيارات، وهي علاوة على أنها ممنوعة في الأوقات العادية إلا أن فيها تحد صارخ لمنع التجمعات، وفيها تحد للمجتمع، وتعريض حياته للخطر مرتين: الأولى خلال عمليات التفحيط أو«التخميس» والثانية عبر احتمالية نقل الفيروس. وهناك مشاهد أخرى لمسيرات طويلة بالدراجات الهوائية! منحنى الإصابات وإن بقي مسطحا إلا أنه يرتفع بشكل يومي، ومنحنى الوفيات بدأ في الارتفاع بعد أن سجلت وزارة الصحة 4 وفيات خلال أقل من 48 ساعة وعلينا أن ننظر للرقم في النسبة التي يشكلها من بين عدد الإصابات وفي نسبة ارتفاع العدد خلال يومين فقط لا أن ننظر له باعتباره رقما مجردا فقط. العالم أجمع يعرف خطورة الوباء الذي يمر بنا اليوم والذي يتضح أكثر في أعداد الوفيات التي تجاوزت 275 ألف حالة وفاة وفي الكلفة الاقتصادية التي يتحملها العالم اليوم ولكن، مع الأسف الشديد، هناك فئة ما زالت تستمرئ الاستهتار حتى لو كان ذلك ثمنه حياة الناس.