١١٢٢٣٣
١١٢٢٣٣
آخر الأخبار

لجان التحري مزودة بمناظير رصد وموزعة على جميع محافظات السلطنة

09 مايو 2020
09 مايو 2020

يكون القمر في مرحلة الاقتران الجمعة (09:39) مساء بتوقيت السلطنة

مازن المفرجي: رؤية هلال «شوال» ٢٩ رمضان ممكنة في حال صفاء الجو

"الذكاء الاصطناعي" تقنية عالية الجودة تعزز كفاءة الرصد وتعمل دون تدخل بشري

إبراهيم المحروقي: الحسابات الفلكية تعطي نتائج دقيقة يمكن الوثوق بها

سالم الفريسي: أجهزة الرصد تم اختيارها بعناية لتتناسب مع وضعية الهلال

إبراهيم المعمري: البرامج الحديثة تحدد الأحداث فلكية قبل حدوثها بأوقات طويلة

 

موضع الهلال السبت 29 رمضان 1441هـ[/caption]

كتب – سالم بن حمدان الحسيني

 

مازن المفرجي[/caption]

توضح الحسابات الفلكية التي أجريت حول رؤية هلال شهر شوال 1441 هـ: يوم السبت بتاريخ 29 رمضان 1441 هـ الموافق 23 مايو 2020 م: في مدينة مسقط: سيكون القمر في مرحلة الاقتران يوم الجمعة عند الساعة التاسعة وتسع وثلاثين دقيقة (09:39) مساء بالتوقيت المحلي للسلطنة، وسينزل القمر يوم السبت عند الساعة السابعة وسبع وعشرين دقيقة (07:27) مساء، وتغرب الشمس عند الساعة السادسة وست وأربعين دقيقة (06:46) مساء، أي أن القمر سينزل بعد غروب الشمس بحوالي إحدى وأربعين دقيقة، ويبعد عن الشمس بمقدار 10 درجات، وعلى ارتفاع عن الأفق الغربي بمقدار 8 درجات ونصف، وشدة إضاءته تبلغ 0.79 %. وتكون الشمس في برج الثور منزلة الثريا والقمر في برج الثور منزلة الدبران. وعليه ففي حال صفاء الجو سنتمكن إن شاء الله من رؤية هلال شهر شوال 1441 هـ في هذا اليوم في السلطنة.. ذلك ما أوضحه مازن بن سالم المفرجي رئيس قسم التقويم الهجري بدائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

جدول يوضح غروب الشمس ونزول القمر بمدن وولا يات السلطنة ليوم السبت 29 رمضان1441هـ[/caption]

 

ابراهيم المحروقي[/caption]

وعن الآلية المتبعة لدى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في رصد الأهلة في السلطنة؟ خاصة هلال شهر رمضان الفضيل؟ والأعياد الدينية؟ يقول إبراهيم بن محمد المحروقي - رئيس رصد الأهلة بدائرة الشؤون الفلكية: لا يختلف منهج السلطنة في دخول الأشهر القمرية عن المنهج الذي تتبعه أغلب دول العالم الإسلامي وهو الرؤية البصرية للهلال سواء أكانت الرؤية بالعين المجردة أو بالمنظار ويؤخذ بالحسابات الفلكية قطعاً في حالة استحالة الرؤية بسبب نزول القمر مع أو قبل غروب شمس التاسع والعشرين، ويستأنس بالحسابات الفلكية في إثبات الرؤية ولكن لا يقطع بها؛ فالعبرة هنا بشهادات الشهود.

وأشار إلى أن الحسابات الفلكية ليست كما يظن كثير من الناس أنها ضرب من التنجيم قد تصيب وقد تخيب، ولكنها تعتمد على قوانين رياضية مسلّم بها وتعطي نتائج دقيقة يمكن الوثوق بها. والحسابات الفلكية هي التي يحدد بها أوقات الصلوات وهي التي يحدد بها مواعيد الخسوف والكسوف وبقية الأحداث الفلكية بدقة.. فكيف يقبل بها هنا ولا يقبل بها في وضع الهلال؟!! على أن الحسابات الفلكية مجرد معطيات علمية توضع بين أيدي الفقهاء يحددون على ضوء نتائجها الرأي الشرعي. فالحسابات الفلكية إذاً هي عمود علم الفلك الحديث.

وأوضح المحروقي أن عملية التحري تمر بمنظومة هيكلية رسمية وهي: اللجنة الرئيسية: برئاسة معالي الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الدينة، وعضوية كل من: سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة، وسعادة السيد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وسعادة المهندس وكيل وزارة الداخلية، وعدد من أصحاب الفضيلة القضاة. واللجان الفرعية وهي: لجان في مراكز الولايات برئاسة الولاة. ودورها تلقي بلاغات الشهود. وأيضا اللجان الميدانية: وهي لجان التحري مزودة بمناظير رصد وموزعة على محافظات السلطنة، وفي كل لجنة راصد فلكي وواعظ وإمام وأي مشارك من المواطنين.

 

ابراهيم المعمري[/caption]

وفي سؤال عن الفترة الزمنية التي تستطيع البرامج الفلكية الحديثة رصد الظواهر الطبيعية قبل حدوثها أوضح إبراهيم بن يحيى المعمري – من الفريق التقني بدائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن البرامج الفلكية الحديثة تستطيع تحديد أحداث فلكية قبل حدوثها بأوقات زمنية طويلة، وأيضاً تستطيع تحديد أحداث حدثت في أزمنة غابرة.. مشيرا الى ان الحسابات الفلكية هي أحد الأدوات الأساسية التي احتاجها الإنسان على مدى العصور السابقة لمعرفة مشارقه ومغاربه من الشمس والقمر والأجرام السماوية الأخرى سواءً للرصد أو لمعرفة سبيله واتجاهاته، أو للتوثيق. فالله سبحانه خلق هذا الكون البديع والشاسع بنظام في منتهى الدقة، لذلك سخره للبشر بأن يستخرجوا المعادلات الحسابية لحركة هذه الأجرام المرتبطة بالفيزياء والمعادلات الرياضية، ومع تطور التقنيات الحديثة أصبحت علوم الفلك والفضاء من المجالات المحفزة في تطوير هذه المعادلات والتقنيات فقد تم تطوير برامج حاسوبية ببيانات ضخمة جداً لكل الأجرام السماوية بتفاصيل خصائصها وحركاتها والقدرة على استخراج حسابات لحركات هذه الأجرام وأحداث فلكية بدقة للمستقبل وبيانات تفصيلية وتاريخية سابقة بل وصل الحال القدرة على حساب موعد وصول المهام الفضائية بدقة إلى المدارات المخصصة للأقمار الصناعية ومحطة الفضاء الدولية وغيرها، وأيضاً هبوط المركبات على سطح القمر والمريخ بالتوقيت المحدد. ولأنها من أكثر العلوم التي تستدعي الفضول العلمي ولصعوبة هذه العلوم وتحدياتها البالغة تعتبر من أكثر العلوم التي تساهم في تطوير التقنيات الحديثة بل المساهمة في اختراع وابتكار تقنيات أحدث كالثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، حيث كانت من أولى القطاعات التي احتضنت هذه التقنيات في استكشاف الكون عبر إرسال مركبات ذاتية القيادة وتوفير بيانات ضخمة ومفتوحة المصدر منذ نهايات القرن الـ ٢٠ أي أكثر من ٢٠ سنة ماضية، حيث سهلت على الباحثين والمتخصصين في الحصول على المعادلات الحسابية وتطويرها والتي نستخدمها في أعمالنا، والتي بدورها ساهمت في تحفيز تنفيذ هذه التقنيات في القطاعات الأخرى في الأعوام القليلة المنصرمة.

 

سالم الفريسي[/caption]

أما عن مدى دقة أجهزة الرصد الفلكي؟ وإلى أي مدى وصل علم الفلك الحديث في هذا المجال؟ فأوضح سالم بن ناصر الفريسي - رئيس المراصد والمناظير بدائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية: أن من أهم عوامل نجاح منظومة تحري الأهلة في السلطنة والتي تشرف عليها دائرة الشؤون الفلكية هي اختيار وتفعيل أجهزة الرصد الميدانية المتخصصة لرصد الهلال فقد تم اختيارها بدقة وعناية لكي تتناسب مع وضعية الهلال بحيث يكون المنظار ذو حقل واسع للرؤية بحكم أن القمر يعتبر من الأجرام الكبيرة في السماء وفي نفس الوقت يجب أن يكون المنظار ذو جودة عالية في وضح الصورة للهلال النحيل جداً في كثير من الاحيان. وكذلك نوعية قاعدة المنظار المحوسبة والمستخدمة لتحديد موقع الهلال، حيث يجب أن يكون دقيق في تحديد موقع الهلال وتتبعه اثناء عملية الرصد من غير أي انحراف كما هو موجود حاليا في الدائرة وفي لجان الرصد الميدانية، ولا يخفى على الجميع بأن قسم المراصد والمناظير بالدائرة لها دور ليس فقط على مستوى رصد الأهلة فحسب بل أيضاً رصد الأجرام الأخرى بشكل دوري، الأمر الذي يدعو للذكر بأن من لديه خبرة طويلة في رصد الأهلة بشكل احترافي يسهل عليه رصد الأجرام الأخرى ليلاً وذلك لصعوبة رصد الأهلة خصوصاً في يوم التاسع والعشرين. ولله الحمد فقد وصلت الدائرة ممثلة بقسم المراصد والمناظير لمرحلة إمكانية الفريق من صيانة الأجزاء الأساسية لمعظم أجهزة الرصد بشكل دوري.

وعن تقنية الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها دائرة الشؤون الفلكية؟ وما الذي أضافته على آلية الرصد؟ وهل تم تزويد الفرق الميدانية لرصد الأهلة بها؟ يقول سالم الفريسي: لقد وفرت الدائرة تقنية جديدة في تسهيل عملية الرصد الفلكي والتصوير عن طريق تعزيز الذكاء الاصطناعي لأجل تطوير وتسهيل عملية الرصد وتوثيقها، حيث تعمل هذه التقنية بتحليل البيانات وتعريض ومعالجة الصور المباشرة للهلال والأجرام السماوية من أجهزة الرصد وحفظها تلقائياً؛ وتعمل بشكل ذاتي من غير التدخل البشري. وبعد تجربة الدائرة لهذه التقنية؛ فقد كانت نتائجها إيجابية وتساعد على تسريع آلية الرصد وزيادة كفاءة الموظفين في العمل، حيث كان فريق العمل يستخدم سابقاً تقنيات برمجية يدوية وقد كان يأخذ منهم الوقت في تعريض ومعالجة الصور وتحليلها وإلتقاطها وحفظها بشكل يدوي. أما بعد توفير التقنية الحديثة؛ فقد سهلت لهم التركيز بشكل أكبر في تطوير العمل وأخذ نتائج ذات جودة. مشيرا الى ان إدارة الدائرة تؤمن أن توفير بيئة محفزة للعمل وتوفير أحدث التقنيات والمستجدات تساعد على إنتاجية كوادرها البشرية ويعزز من تطوير كفاءاتهم ومهاراتهم.