1476606
1476606
المنوعات

إبراهيم الصلتي يطلق منصته الإلكترونية لبيع الإصدارات العمانية

09 مايو 2020
09 مايو 2020

  • عبر شعار "تحدي الحجر المنزلي بالقراءة"

  • - يمثل الكتاب لي أكثر من حياة واحدة وأحاول التقريب بين الكاتب والقارئ

حاوره - عبدالوهاب الهنائي: بين حب الاطلاع والمعرفة التي نشأت لديه منذ الصغر ومشقة التسريح من العمل التي قضى منها حتى الآن سبعة أشهر، استجمع إبراهيم الصلتي قواه وإرادته، وقرر إنشاء مكتبته الخاصة لبيع الكتب التي كانت حلما يراوده في الماضي وأصبحت ضرورة بحكم الأمر الواقع، بعد فقدانه لمصدر رزقه الوحيد. وفي هذا الحوار، يروي لنا إبراهيم بن أحمد الصلتي قصته في إنشاء منصة إلكترونية (قراء المعرفة) عبر الانستجرام، لبيع الكتب وتوصيلها للزبائن، والتي أطلقها بالتزامن مع أزمة انتشار الوبائي العالمي (كوفيد 19)، حاملا شعار (تحدي الحجر المنزلي بالقراءة). نشأت على القراءة يقول الصلتي، "نشأت بين إخوة وأخوات يحبون القراءة ويحرصون على المطالعة في شتى المعارف والعلوم، كذلك كان لأمي دور كبير في تربيتنا وتنشئتنا على حب القراءة، كانت تقول لنا إذا وجدت ورقة مرمية على الأرض التقطها واقرأ ما فيها، كانت دائما حريصة على أن نكون قراء، كذلك الوالد - رحمة الله عليه - كان يحرص على إحضار بعض الصحف والمجلات ويطلب منا أن نقرأها، من هنا نشأت العلاقة بيني وبين الكتاب والقراءة، وتعززت هذه العلاقة من خلال معارض الكتاب من الدورة الثالثة تقريبا". ويتابع إبراهيم: "هناك مقولة شهيرة لإمبرتو إيكو يقول فيها: من لا يقرأ يعيش حياة واحدة حتى لو اجتاز السبعين عاما، أما من يقرأ يعيش خمسة آلاف عام، القراءة أبدية أزلية.. ولذلك يمثل الكتاب لي أكثر من حياة واحدة، ولا يمكنني أن أذهب إلى الفراش بدون أن أقرأ، وكذلك أحاول الآن أن أربي أولادي على القراءة حيث أحثهم وأشجعهم على القراءة والاطلاع". تسريحي من العمل وحول فكرة إنشاء المكتبة يقول الصلتي: "في الحقيقة هذه الفكرة قديمة جدا وتراودني بين فترة وأخرى، لكن لم أقدم على أية خطوة في اتجاه إنشاء مكتبة ليس فقط لأسباب مادية لكن كنت أخشى دائما من الفشل وكنت اعتقد بأن المجتمع ليس فيه الكثير من القراء، وإن وجد القارئ فهو يقرأ في مجالات معينة ومحددة. وكذلك من الأسباب التي جعلتني لا أقدم على إنشاء مكتبة هو وجود مكتبات لها حضورها واسمها داخل المجتمع العماني، فكنت أطرح على نفسي سؤال: إذا ما أقدمت على إنشاء مكتبة فما الشيء المميز الذي يمكنني تقديمه للقارئ العماني؟ لكن بعدما تعرضت للتسريح من المؤسسة التي كنت أعمل بها وفقدت مصدر الدخل الوحيد الذي كنت أعتمد عليه فما كان مني إلا أن البحث عن بديل يمكنني من الإيفاء بالتزاماتي تجاه أسرتي وكذلك الإيفاء بالتزاماتي البنكية والتمويلية، هكذا حاولت إحياء الفكرة من جديد". إصدارات عمانية وحول نوع الكتب المعروضة والفئة المستهدفة، يقول الصلتي: "خصصت المنصة للإصدارات العمانية وأنوي الاستمرار في هذا الاتجاه خلال الفترة القادمة، السبب الذي دفعني لذلك هو سهولة التواصل مع المؤلفين والكتاب العمانيين، أيضا هناك مشكلة التسويق لدى الكاتب العماني فنحن أمام تدفق معرفي وأدبي غزير لكن القارئ العماني يتجه للكتب غير العمانية وسبب ذلك أن الكاتب العماني لا يجيد التسويق لإصداراته، هذه الأسباب وغيرها دفعتني لمحاولة للتقريب بين الكاتب والقارئ العماني". القراءة والحجر الصحي ويكمل إبراهيم: "بدأت في المشروع مع بداية أزمة انتشار فيروس كورونا، ولذلك انطلقت من عبارة تشجيعية للقراء وهي (تحدي الحجر المنزلي بالقراءة)، هناك إقبال كبير جدا على شراء الكتب وتصلني الكثير من الاستفسارات عن كتب لا تتوفر لدي لكتاب عمانيين، وتواصلت مع العديد من منهم لكن للأسف بسبب الحجر المنزلي وعزل المحافظات لم أتمكن من الحصول على الكثير من الإصدارات الأخرى، وأنوي التوسع خلال الفترة القادمة بشكل أكبر بعد زوال هذه الجائحة". الثقة بالكاتب العماني وحول تقييمه للحراك الثقافي بالسلطنة، يقول الصلتي: "كوني قريبا نوعا ما من المشهد الثقافي ومتابعا له، فشخصيا أشعر بالرضا التام عن الحراك الثقافي وأرجو أن نشهد خلال الفترة القادمة نقلة نوعية وحرية أكبر للكلمة وحق التعبير فمن خلال الحرية والتدافع المعرفي والفكري سيكون لدينا مجتمع أكثر وعيا وثقافة، ويكون لدينا قراء يثقون في النتاج الفكري للكاتب العماني". وختتم إبراهيم حديثه: "أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى عائلتي على دعمهم المتواصل لي، كما أشكر جميع الكتاب والمؤلفين الذين دعموني من خلال مؤلفاتهم والبعض منهم لم يطلب مقابلا أو نسبة من البيع تشجيعا منهم لي، وأشكر كل القراء الذين دعموني من خلال شراء الكتب المعروضة في المنصة".