oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

السلطنة والتعاون الأممي

06 مايو 2020
06 مايو 2020

على مدى خمسة عقود مستمرة ومنذ قيام الدولة الحديثة في فجر السبعينيات، قامت السلطنة بتأسيس سياسة خارجية راسخة قوامها احترام الآخرين وتبادل المنفعة المشتركة والسعي إلى بناء عالم فاضل من القيم والمفاهيم التي تؤسس لمعنى التسامح والإخاء بين الشعوب، والتزمت بالمواثيق والقوانين الدولية والأممية وكل ما من شأنه أن يعمل على بناء التقارب بين الدول والشعوب بما يرسخ المشترك الإنساني.

وقد أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - أن السلطنة ماضية في هذا المسار الذي تأسس عبر هذه العقود في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - وهو ما أشادت به الدول والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، التي كانت قد وقفت بجلاء أمام مواقف السلطنة الإيجابية والملموسة، وكثيرا ما نوهت بها كنموذج في التعاون الدولي، وليس من صورة أبلغ لذلك من التأبين الكبير الذي كانت قد أقامته للسلطان الراحل - رحمه الله - وشهد شهادات عميقة في الأدوار العمانية في صناعة السلام وتأكيده على مستوى العالم.

في هذا الإطار يأتي شكر الأمم المتحدة لجلالة السلطان المعظم - أيده الله - والسلطنة، حيث أعربت سعادة روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية عن خالص شكرها وتقديرها لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - وللسلطنة على المساعدة السخية لبعثة الأمم المتحدة في الحديدة باليمن، من خلال إعادة التموضع المؤقت لبعض أفراد البعثة، وقالت: إن هذه المساعدة كانت حاسمة بالنسبة للأمم المتحدة خلال فترة صعبة للغاية، وقد قامت السلطنة بدور التسهيل لقدوم أفراد هذه البعثة بالسفينة إلى مدينة صلالة، حيث تم إجلاؤهم بعدها بالطائرات من هناك إلى وجهاتهم المقصودة.

ولابد أن هذا التسهيل والتعاون في مثل هذه الظروف التي يمر بها العالم اليوم أمام جائحة كورونا (كوفيد19) يستحق الوقوف والتقدير، طالما كانت كل دولة منشغلة بأحوالها وهي تعمل على مكافحة هذا الوباء الذي انتشر في كل دول العالم.

لكن الدرس الآخر الذي على الكل أن يتعلمه وتؤمن به السلطنة تماما وطالما كان ثمة تأكيد عليه، أن الأزمات والظروف الصعبة التي تكون مصحوبة بالتحديات، هي التي تشكل الاختبار الأساسي لإمكانية تلمس الأفضل في بناء العلاقات الإنسانية والأخوية بين الشعوب، بدلا من أن تكون مدعاة للتفرقة والشتات.

تؤمن السلطنة دائما في سياستها الخارجية بوحدة الإنسانية والتشارك الكبير الذي يجب أن يقوم في العالم المعاصر لأجل تلمس الآفاق الأرحب لتعزيز المشتركات في سبيل كل ما هو إيجابي ولصالح البشر جميعهم، وفق مفاهيم عديدة قوامها احترام الذات الإنسانية والعقل البشري وأن التعاون والتكامل الاقتصادي والثقافي والمعرفي، كل ذلك هو ما يكفل للبشرية أن تسير نحو المزيد من النماء وتستطيع في الوقت نفسه أن تجتاز التحديات الراهنة.