تحدي كرستيانو
تحدي كرستيانو
المنوعات

صاحب كتاب "أسرار السمنة".. يناقش أهمية الصيام في الحد من الوزن الزائد

06 مايو 2020
06 مايو 2020

د. جيسون فانغ:

- الأنسولين هو المسبب الرئيسي لزيادة الوزن وليس عدد السعرات الحرارية

- الصيام هو أسرع طريقة لخفض الأنسولين والفكرة السائدة حول خسارة الوزن بزيادة عدد مرات الأكل في اليوم خاطئة

الأغدية الصحية أساس في الصحة الجسدية[/caption]

 

متابعة - خلود الفزارية

بالتزامن مع شهر رمضان المبارك الذي يحتفل به المسلمون في كل أرجاء الكرة الأرضية قام الدكتور بيرج باستضافة الدكتور جيسون فانغ في قناته اليوتيوبية، وهو طبيب كندي، ومؤلف كتاب "أسرار السمنة"، للوقوف على أهمية الصيام وفوائده، وتأثيره على جسم الإنسان، ولأن تخصص الدكتور جيسون فانغ هو أمراض الكلى ومعالجة مرض السكري، فإن الأسئلة التي وجهت إليه تركزت حول نقطة السمنة ومسبباتها، وطرق علاجها ومكافحتها، وكيفية الاستفادة من الصيام للوصول إلى جسم صحي عن طريق اختيار الأغذية المناسبة والحمية الصحيحة لمقاومة السمنة والوزن الزائد.

وفي بداية الحوار يقول الدكتور جيسون فانغ: إن سبب الإصابة بالسمنة في الأساس هي مشكلة هرمونية، وهناك الكثير من الهرمونات المسببة لها، ولكن الهرمونان الأساسيان هما الأنسولين والكورتيزول، والكورتيزول هو الثاني في الأهمية بعد الأنسولين.

وقد اختلط الأمر عند كثير من الناس حول مسببات السمنة، ولكن من الناحية العلمية فإن علينا معرفة إذا كان الأنسولين يسبب زيادة الوزن، فأعطينا الأنسولين للناس وازداد وزنهم، واتضح أن هذا هو الواقع، وهو أننا حين نصف للمرضى الأنسولين فإن وزنهم يزداد. وإذا كان الشخص مصابا بالورم الأنسوليني -مع إفراز الكثير من الأنسولين- يزداد وزنه، وعند وصف أدوية ترفع مستوى الأنسولين كالكبريت واليوريا يزداد وزنهم أيضا.

والجانب الآخر من العلاقة السببية أنك إذا قللت الأنسولين ينقص وزنهم، وهذا بالضبط ما نراه، ففي مرضى السكري من النوع الأول مع عدم إفراز ما يكفي من الأنسولين ينقص الوزن، وعندما يحقن مرضى السكري من النوع الأول بالأنسولين وهم يريدون إنقاص وزنهم، فهناك ما يسمى الشره الغذائي بحيث يتوقفون عن الحقن بالأنسولين فيخسرون الوزن.

مضيفًا إنه عند تناول أحد الأدوية الحديثة الذي يسمى SGLT2 ينخفض الأنسولين فينقص الوزن، فكلما ارتفع الأنسولين زاد الوزن، وكلما انخفض الأنسولين نقص الوزن.

ويوضح الدكتور فانغ أنه يمكن اتباع الطريقة نفسها مع الكورتيزول، ولكن اتضح أنه ليس بهذه الدرجة من الأهمية، فإذا أعطيت الكورتيزول للناس زاد وزنهم، وإذا منعتهم -كما هو الحال مع مرض أديسون- نقص وزنهم، فنحن نعلم بوجود علاقة سببية هنا، فإذا كان الأنسولين السبب الأكبر للمشكلة، فعلينا أن نركز على خفض الأنسولين، لأنه إذا كان يسبب ارتفاع الوزن، فعليك أن تخفض مستوى هذا الهرمون.

ويشير الدكتور فانغ إلى أن المشكلة أننا لا نركز على ذلك، بل نركز على السعرات الحرارية، فهناك تداخل في المعلومات، وسبب اللبس الحاصل أن معظم الأطعمة هي مزيج من الكربوهيدرات والدهون والبروتين، ولا تحتوي سوى أطعمة قليلة على نوع واحد فقط منها، باستثناء الكربوهيدرات المعالجة التي لا تحتوي إلا على الكربوهيدرات الخالصة، فشرائح اللحم مثلا تحتوي على مزيج من الدهون والبروتين، ومعظم الوجبات تحتوي على مزيج من الأنواع الثلاثة، فهناك لبس بشأن كمية السعرات الحرارية وتأثير السعرات والأنسولين، والمغزى أن الأطعمة ليست متساوية من حيث التسبب بالسمنة وذلك منطقي، فالكذبة التي كنا نسمعها أن كل السعرات الحرارية تسبب السمنة بالتساوي، فيمكنك أن تأكل الملفوف الأجعد أو البسكويت ولا فرق بينهما، فإذا ما تناولت البسكويت في الغداء وتركت السلطة ستكون بخير، ولكن لا يخفى على أحد أنك لن تكون بخير إذا أكلت البسكويت على الغداء.

مبينا أننا إذا نظرنا إلى الأمر من منظور علمي بحت، فكل المعلومات المنتشرة عن الزيادة في الوزن خالية من المنطق، وإذا كانت السعرات الحرارية مهمة إلى هذه الدرجة، فلماذا لا يوجد في الجسم أي آلية لحساب السعرات الحرارية؟!

فالجسم لا يعلم مقدار السعرات الحرارية التي تتناولها، فإذا أردت تقليل السعرات الحرارية كما هو الحال في الحمية منخفضة الدهون، لأن الدهون الغذائية هي أعلى الأطعمة من حيث السعرات الحرارية، إذا قللت منها -مما يعني تقليل السعرات- فينبغي أن ينقص وزنك.

ويذكر الدكتور فانغ أن ملايين الناس جربوا الحمية الغذائية منخفضة الدهون والسعرات على مدار الخمسين عاما الماضية، ومعدل الفشل لديهم يقارب 99 بالمائة، إذا علمنا أن الحمية الغذائية منخفضة الدهون والسعرات تفشل بمعدل 99 بالمائة، فلماذا ننصح الناس باتباعها!

وهذا ما أتحدث عنه في كتاب "أسرار السمنة"، ما الذي يسبب السمنة؟ هذا أهم ما علينا معرفته، إذا كان السبب في ارتفاع الأنسولين فعلينا خفضه، كيف نفعل ذلك؟ بتقليل الكربوهيدرات المعالجة في النظام الغذائي، مع تناول كمية متوسطة من البروتين، وتناول المزيد من الدهون الطبيعية.

ويوضح الدكتور فانغ أنه من الطرق الأخرى للتخلص من السمنة، الصيام المتقطع، أي الامتناع عن الأكل لفترة محددة، لأن أسرع طريقة لخفض الأنسولين، هي الامتناع عن الأكل بالصيام، ولا توجد مشكلة جوهرية في هذا، ولكن هناك فكرة منتشرة أن على المرء أن يأكل عشر مرات في اليوم لكي ينقص وزنه، وهذا مستغرب، فكيف يمكن لكثرة الطعام أن تنقص الوزن؟! الأمر أشبه كمن يقول لك تمرغ في الطين عشر مرات لتصبح نظيفا، وهذا لا يعقل، لأن الأنسولين يرتفع كلما أكلت، بافتراض أنك تأكل مزيجا من الأطعمة الرئيسية كبيرة المقدار، فالتفاعل الطبيعي هو أن الأنسولين يرتفع ويشير إلى الجسم بتخزين بعض الطعام في شكل طاقة، وعند الامتناع عن الأكل -في حالة النوم مثلا- ينخفض الأنسولين، وهذه إشارة، لأن الجسم يحتاج إلى استخدام الطاقة الغذائية المخزنة كي يحرق الأنسولين، فهناك توازن "عندما تأكل يخزن الجسم الطاقة الغذائية، وعندما تمتنع عن الأكل، يحرق الجسم الطاقة الغذائية، وعند الحفاظ على التوازن لن يزداد الوزن"، ولكن إذا أكلت طيلة الوقت، فأنت تخبر الجسم -من خلال الأنسولين- بأن يستمر في تخزين الطاقة الغذائية، وهذا لن يجعلك تفقد الوزن، بل يجعلك تزداد وزنا، وهذا ما نراه.

ويتابع الدكتور فانغ بأن منذ عام 1977 حتى عام 2004، على سبيل المثال انتقلنا من تناول ثلاث وجبات يوميا في المتوسط إلى ست وجبات يوميا، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الناس يأكلون في إطار زمني يتراوح بين أربع عشرة، وخمس عشرة ساعة من اليوم، ومن المتوقع أن يتغير هذا لاحقا، فإذا تناول الشخص الإفطار في الثامنة صباحا فلن يتوقف عن الأكل حتى 10:45 مساء، وهذا يعني أنه يأكل طوال اليوم، وهذا يخالف فترة 1977، حين كان الناس يتناولون الإفطار والغداء والعشاء فقط، لم تكن هناك وجبات خفيفة بين الوجبات أو قبل النوم، فكانوا يأكلون في عشر ساعات، ويصومون أربع عشرة ساعة، بدلا من فعل العكس.

فما يحدث أننا لا نمنح الجسم الوقت الكافي لحرق الطاقة الغذائية التي خزنها، فإذا أردت فقدان الوزن، أولا: لا تأكل الأطعمة التي ترفع الأنسولين، وثانيا: امنح الجسم مهلة -بالامتناع عن الأكل- حتى ينخفض الأنسولين لحرق الدهون.