٢
٢
الرياضية

عبيد الجابري: بيئة العمل الرياضي في السلطنة لا تساعد على التدريب!

06 مايو 2020
06 مايو 2020

كتب - فيصل السعيدي

أكد المدرب الوطني عبيد بن خميس الجابري أن جائحة وباء فيروس كورونا (كوفيد-١٩) خلّفت قدرا كبيرا من الركود والجمود والفتور في العمل مشيرا إلى أنه لم يتلق بعد أي عروض رسمية تعيده إلى فناء الساحة التدريبية التي تركها منذ انتهاء فترته مع نادي مجيس في الموسم الفائت مردفًا القول بأنه لم يدخل في خط أي مفاوضات رسمية أو شفهية مع أحد أندية دوري عمانتل أو أحد أندية دوري الدرجة الأولى على حد سواء في انتظار ما قد تسفر عنه الأحداث عقب انجلاء أزمة جائحة فيروس كورونا (كوفيد-١٩) والتي يُمني الجابري النفس من خلالها في أن تمضي دورة الأيام بوتيرة متسارعة لتحمل في طياتها صفحة جديدة مشرقة يستشرف معها شهد التألق والإبداع.

وقال الجابري في حديث مقتضب لـ(عمان الرياضي): إن آخر محطة تدريبية طفتها كانت مع نادي مجيس في الموسم الماضي ولكن لسوء الطالع لم يكتب لها النجاح والتوفيق حيث تقدمت بطلب استقالتي من تدريب النادي عقب اإشرافي عليه في أول ٣ مباريات فقط من منافسات مسابقة دوري عمانتل في الموسم الفائت حيث تعادلنا مع صحار في افتتاحية الدوري ١ / ١ وخسرنا أمام نادي الشباب بهدفين دون رد تبعتها الخسارة أمام صحم بهدف وحيد لينفرط بعدها عقدي مع الفريق واتخذ قرار الرحيل نظرًا لقناعتي المطلقة بعدم توافر الظروف المهيأة لقيادة الفريق حينذاك حيث كان يعاني وقتها من صعوبات جمة تتمثل في شح الدعم المادي والمعنوي مما جعلني أشدد أزري وأحزم أمري وأحسم موقفي بالرحيل المبكر عقب أول ثلاث مباريات خاضها الفريق في مسابقة الدوري آنذاك وكنت مقتنعا جدا بهذا القرار الحاسم نظرًا للمضايقات التي تعرضت إليها جراء التدخلات الإدارية المقيتة في الجوانب الفنية والتي لم يكن لها أي مبرر أو مسوّغ سوى لإحداث شرخ في العلاقة بين مجلس الإدارة والجهاز الفني الأمر الذي عمّق لاحقًا من حجم الفجوة المتراكمة بين الطرفين لتتخذ خط اللا رجعة وتقضي على أي مساعٍ محتملة في ردم الهوة وتقريب وجهات النظر ما بين كلا الطرفين.

عوامل الجذب مفقودة

وتابع الجابري قائلا: في بعض الأحيان تحتاج إلى التلويح بورقة الانسحاب للنأي عن المشهد العاصف حينما تكون البيئة المحيطة طاردة وغير مهيأة للعمل الصحي نظرًا لعدم توفر أي عوامل جذب تجعلك تنساق إليها فطريا وعاطفيا ولا أخفيك سرا بأن إدارات الأندية على وجه العموم تبحث عن لغة النتائج وتتشدق بخيطها الرفيع ولكن على حساب الدعم المادي والمعنوي الذي تعرض عنه إعراض الجاهلين.

واستدرك الجابري قائلا: تجربة مجيس استفدت منها في كيفية التعامل مع إدارات الأندية ودراسة توجهاتها بحسب الموارد المالية ووفق جودة اللاعبين وقد منحتني تجربة مجيس درسا في كيفية تكوين خلفية عن السياسات والاستراتيجيات المرسومة للنادي ومعرفة سبل التوافق معها عبر وضع آليات ومنهجيات عمل تتوازى مع تلك السياسات والاستراتيجيات وتسبح معها في ذات التيار والمساق دون ترهلات وهنا تكمن القاعدة الحقيقية لفهم عصارة أفكار إدارات الأندية والاستنارة بها على خط موازٍ ومطابق لرغباتها وأهوائها حتى لا تحيد عن المسار أو تتنصل عنه.

واقع العمل الرياضي

وأقر الجابري بصعوبة التكيف والتعاطي مع الواقع الضحل والمرير لبيئة العمل الرياضي في السلطنة وفي هذا الشأن علّق قائلا: إن بيئة العمل الرياضي في السلطنة لا تساعد على التدريب نهائيا نظرًا للمعوقات المالية وعدم انضباط اللاعبين في الحضور إلى التدريبات نتيجة تعسف إدارات الأندية وعدم وفائها بالتزاماتها في سداد مستحقات ورواتب اللاعبين التي تزداد تبعاتها وتراكماتها يوما بعد يوم وتتسع حلقة دائرة متأخراتها إلى حد لا يطاق يجعلها تتجاوز الحد المسموح وتخرج عن نطاق السيطرة نظرًا لأنها تؤثر سلبا في زعزعة الاستقرار الفني المطلوب وهذه بطبيعة الحال تعتبر عوامل منفرة لأي مدرب كان مهما كان عطاؤه ومهما كانت جودته. واستطرد قائلا: في الواقع لا توجد عوامل جذب محيطة تسهم في إنجاح مسيرة المدرب في المسابقات الكروية المحلية نظرًا لافتقارنا لعوامل عدة من بينها تفريغ اللاعبين من جهات عملهم وتأزم الوضع المالي والعزوف شبه الكلي عن حضور الحصص التدريبية وافتقار الأندية للمنشآت والمرافق الحيوية ناهيك عن أوجه القصور المتمثلة في عدم تقنين آلية دعم واضحة لأندية دوري عمانتل بحيث تحظى وتتمتع بتخصيص مستقل في توجيه الصرف المنفرد إليها طبقًا لأهميتها وهنا حينما أتحدث عن تخصيص وتوجيه وتقنين الدعم لأندية دوري عمانتل فإنني أتحدث بصفة خاصة عن دعم شركات القطاع الخاص والنقل التلفزيوني وكل هذه الإرهاصات المتكدسة بحاجة لغربلة حقيقية قبل تفاقم المحنة سوءا واستفحال المشكلة المتجذرة من أصولها والمتمثلة في المنظومة المستعصية التي يصعب من خلالها تحريك المياه الراكدة وإذابة جليد سكونها الرهيب.

الجدير بالذكر أن المدرب عبيد بن خميس الجابري قد سبق له أن أشرف من قبل على تدريب أندية السلام ومجيس، كما قاد تدريبات مدارس كروية في أكثر من موسم كان حافلا بالعطاء وهو يعتبر حاليا محاضرا آسيويا محليا تحق له المشاركة في محاضرات C وD التي هي حاليا تعتبر محلية، أما دورات B وA فلا بد من وجود نظام يصل إليه حتى يتمكن من المحاضرة في هذا الجانب.