Screen Shot 2020-05-04 at 5.58.01 PM
Screen Shot 2020-05-04 at 5.58.01 PM
أعمدة

نوافذ: العالم أعينه على منارة الصحافة

04 مايو 2020
04 مايو 2020

سالم بن حمد الجهوري

[email protected]

رمزية اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام ليست كالاعوام التي سبقته ، منذ احتفال العالم بهذة المناسبة التي حددتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ، لتحيي عبره ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي تم في اجتماع للصحافيين الأفارقة في 3 مايو 1991، كونه عاما استثنائيا بكل المعايير، نظرا للجائحة التي يمر بهذا هذا الكوكب لأول مرة في عصرة الحديث .

ويهدف هذا اليوم للاحتفاء بالمبادئ الأساسية التي تحملها الصحافة ، وتقييم حالها وتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، والتذكير بالعديد من الصحافيين الذين واجهوا المواقف الصعب في حياتهم كالموت أو السجن كثمن للقيام بمهامهم لاعدداد موادهم الصحفية لتزويد وسائل الإعلام بالأخبار اليوميه .

استثنائية كون أن العالم يستقي كل معلوماتة وأوضاعه الصحية ثانية بثانية من الصحافة والاعلام ، والذي لاشك أنه يمثل حالة قلق لسكان الكرة الأرضية الذين يتساووا فيه البشر لأول مرة في مواجهتهم لنفس القلق لعدو واحد ، وهو مالم تستطع الحروب أن تجمعهم عليه طيلة تاريخ البشرية .

وكون أن الصحافة والاعلام يمثلان الوجه المشرق للتصدي لهذه الجائحة التي يرى منها عامة الناس مستقبلهم ومراقبة مؤشر قلقهم لحظة بأخرى ، لذلك لم يشهد الاعلام في تاريخة هذه الأهمية التي هي عليها اليوم .

من هنا تبرز أهمية الحاجة للصحافة في هذا الوقت الذي صادف الاحتفال به عالميا هذة المرة يوم أمس الأول الثالث من مايو بخلاف سنواته الماضية ، لأن المتلقي يواجه عدوين في صراعه مع فيروس كورونا ، الأول قلق الناس من نظرية الفناء بارتفاع ارقام الوفيات اليومية التي قاربت من 350 الف شخص ، والثاني المعلومات المضللة التي تبثها بعض وسائل الصحافة والاعلام وغيرها من وسائل التواصل المؤثرة .

انطونيو جوتيريش الامين العام للأمم المتحدة بهذة المناسبة التي أطلق عليها عنوان " مزاولة الصحافة دون خوف أو محاباة "، قال "يضطلع الصحفيون والعاملون في وسائل الإعلام بدور بالغ الأهمية في مساعدتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة ، وفي الوقت الذي يكافح فيه العالم جائحة "كوفيد-19 "، فإن تلك القرارات يمكن أن تنقذ حياة الناس من الموت.

وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، نناشد الحكومات - وغيرها - أن تضمن تمكن الصحفيين من أداء عملهم طوال فترة تفشي جائحة كوفيد-19 وما بعدها ..

وقد اقترن تفشي هذه الجائحة أيضا بجائحة ثانية تتمثل في تضليل الناس سواء عن طريق نشر نصائح صحية مضرة ، و بالترويج لنظريات المؤامرة بطريقة لا تعرف حدا تقف عنده ، والصحافة هي التي تقدم الترياق بما تقدمه من أنباء وتحليلات علمية مؤكدة ومدعومة بالوقائع .. ولكن منذ اندلاع الجائحة والعديد من الصحفيين يتعرضون للمزيد من القيود والعقوبات لا لشيء سوى أنهم يؤدون عملهم ، وإننا بمناسبة هذا اليوم، نوجه الشكر لوسائل الإعلام على تقديم الحقائق والتحليلات .

أما رسالة الثانية بهذه المناسبة ، فكانت للمديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي فقالت "للابد لنا من التمتع بحرية الإعلام لمواجهة الأزمة الصحية الراهنة وفهمها والتفكر فيها والتغلب عليها، إذ تنقلنا جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) إلى عالم جديد يسوده القلق والشك وعدم اليقين ، وإننا لندرك الأهمية الحيوية لحرية الإعلام، إذ يؤدي إعلام الناس إلى تزويدهم بالوسائل اللازمة لمكافحة المرض عن طريق التحلي بالسلوك المناسب.

ولذلك تشارك اليونسكو وسائر المنظمات التابعة لمنظومة الأمم المتحدة في مكافحة "الوباء الإعلامي" الناجم عن انتشار الشائعات والأخبار الزائفة والمعلومات الخاطئة التي تؤدي إلى تفاقم الجائحة وتعرّض حياة بعض الناس للخطر.

ونقوم بتوحيد قوانا للعمل في هذا الصدد من خلال حملتَين إعلاميتَين كبيرتَين في مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إحداهما إلى الوحدة والعمل معاً من أجل نشر الحقائق وتعزيز العلم والتضامن (Together for Facts, Science and Solidarity)، وتدعو الأخرى إلى مكافحة تفشي "وباء التضليل الإعلامي" عن طريق نشر المعلومات الصحيحة (Don’t go viral).

أذا ستبقى الصحافة بذات ثقل الأهمية التي مثلته طيلة تاريخها مهما أختلفت أدواتها التي تتطور من وقت الى آخر

، وستبقى المنارة الآمنة التي يثق فيها عامة الناس كونها تعتمد على منهج المهنية الذي ينير دروب الحياة للناس ومنارة يهتدون اليها ، وكما ارادت لها قيادة هذا البلد التي آمنت انها رافعة التنمية في عهديها السالف والأتي ، وكل عام وزملاء المهنة في أمن وسلام .