1475390_389
1475390_389
كورونا

بعد كورونا.. هل ستتغير أساليب العمل؟

04 مايو 2020
04 مايو 2020

كتبت: رحمة الكلباني

مسقط في 4 مايو/ لم تمنع قرارات التباعد الجسدي والبقاء في المنزل المؤسسات من ممارسة أعمالها، وتقديم خدماتها المختلفة من خلال المنصات وقاعات الاجتماع الافتراضية التي منحتها إياها شبكة الإنترنت.. وقد سرع انتشار فايروس "كورونا" من تحويل خيال العمل من المنزل إلى حقيقة يعيشها اليوم أغلب سكان العالم بأساليب وطرق مختلفة لإبقاء أعمالهم صلبة أمام المنعطفات الاقتصادية الحادة التي يشهدها العالم.

وحول ما إن كان "العمل عن بعد" سيذهب أم يبقى بعد انقضاء الجائحة، توقع مجموعة من الإداريين في مقابلات لـ"عمان" أن تواصل المؤسسات تسيير بعض أعمالها عن بعد، وزيادة عدد الشركات ذات المقرات الافتراضية نظرًا للوفرات الاقتصادية التي يحملها هذا الخيار، مما قد ينذر بظهور قطاعات جديدة وغياب قطاعات حالية. آليات جديدة وحول تجربة إدارة الأعمال عن بعد، يقول محمد الحارثي، الرئيس التنفيذي لشركة "عكاسة" للإنتاج الفني: كنا نطبق العمل عن بعد فيما سبق على بعض جوانب العمل باستخدام قنوات التواصل الاجتماعي فيما بين الفريق، ولكن بعد الجائحة طورنا آليات التواصل، حيث أصبحنا نبدأ كل يوم باجتماع مرئي بحضور جميع أعضاء فريق عمل الشركة لمناقشة المهام.

وكذلك بالنسبة للتواصل مع زبائننا. "العمل عن بعد هو أسلوب مستجد، يجب الاعتياد عليه لحين التمكن منه"، هكذا أجاب الحارثي عند سؤاله عن تحديات التجربة، وأضاف: إن العمل من المنزل بالتحديد قد يكون هو التحدي، خاصة مع غياب مساحات هادئة ومشجعة على الإنتاج. وأكد الحارثي أن إنجاز العمل وتسليمه في الوقت والصورة المحددة له هو الأهم بغض النظر عن مكان العمل، والذي يتوقع أن تقل أهميته أكثر فأكثر مع تطور أدوات التواصل الإلكتروني.

وتيرة أسرع ويرى أحمد بن مبارك الحرملي ، نائب الرئيس التنفيدي لـ "بيت بيان للاستثمار" بأن التواصل مع الجهات والشركات الأخرى والتفاوض معها عن طريق الإنترنت بات أكثر فاعلية وسرعة، حيث إن المنصات الافتراضية ألغت الكثير من البروتوكلات التي عادة ما تؤخر من سير الأعمال ودفعت الأطراف إلى الدخول بشكل أسرع إلى صلب الموضوع والوصول إلى اتفاق مثمر للطرفين.

ومن ناحية أخرى، يقول الحرملي بأن العمل عن بعد قد يضر إنتاجية الموظفين في الأعمال التي تتم داخل المؤسسة نفسها، وقد تنقص من حماسه في الكثير من الأحيان. وحول توقعاته، قال الحرملي: ستتغير الكثير من الموازين الاقتصادية بعد الجائحة، فقد تواصل الجهات الحكومية والخاصة طرح بعض من خدماتها إلكترونيا وقد تضيف عليها خدمات أخرى، ولعل التقنيات الحديثة وشبكة الجيل الخامس ستعزز من هذا الأمر. وأضاف: سيكون من الممكن إنشاء شركات بمقرات افتراضية بتكلفة أقل، تساهم في توظيف الكثير من الشباب والباحثين عن عمل.

وعي تقني وحول تجربتها، تقول أنوار الخنبشية، موظفة تقنية معلومات بإحدى الجهات الحكومية: واجهنا ضغط عمل مضاعف مع بداية الأزمة، فقد أنهالت علينا الكثير من الأسئلة حول منصات العمل عن بعد وأسئلة تقنية عديدة أخرى لم يكن يتطرق إليها الموظفون من قبل. وباتت ساعات العمل تتمدد وتزداد ولم يعد هناك ما يسمى بساعات دوام رسمية، حيث كنا نضطر للعمل حتى في أيام الإجازة الأسبوعية. إلا أنه مع زيادة الوعي وبعد فترة قصيرة بدأ الجميع بالتعود على الأنظمة الجديدة. وأضافت: "سرعة الإنترنت هي العائق"، وإلا فجميع الأعمال يمكن إنجازها عن بعد، ولعل هذه الأزمة تكون سببًا لرؤية إنجاز الأعمال بشكل مختلف.