المنوعات

رغم كورونا.. نساء غزة ينتجنّ الوصفات الرمضانية

30 أبريل 2020
30 أبريل 2020

قطاع غزة - الأناضول داخل مطبخٍ يتبع لمؤسسةٍ أهلية، في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، تعمل عشر النساء الفلسطينيات، على إنتاج عددٍ من الوصفات الرمضانية، التي يتم تناولها على موائد الإفطار طيلة شهر الصيام.

وفرضت الظروف الاستثنائية، على تلك العاملات، ارتداء وسائل الوقاية، بسبب جائحة كورونا، كالمعطف الطبي، والكمامة، والقفازات الطبية؛ حفاظًا على أنفسهنّ، وكذلك حرصا على سلامة المُنتج الذي يسوّق محليًا، عبر مؤسسة البراعم التنموية (غير حكومية)، التي تحتضن المطبخ واسمته "كرموسة"، نسبة لأحد أنواع الحلوى الجزائرية. وتسعى المؤسسة المالكة للمطبخ، من خلاله، إلى دعم فئة "النساء المهمشات"، بغرض مساعدتهن على مواجهة سوء الأوضاع المعيشية.

ويعمل المطبخ طوال العام؛ لكنّ إنتاجه يتضاعف خلال شهر رمضان، وهو ما يوفر فرص عمل إضافية للنساء الفقيرات. وتقاسمت النساء العمل فيما بينهنّ، فكل مجموعة تتولى مهمة محددة، عليها أن تُنجزها في أقصر فترة، مع دقة وجودة عالية. ورغم أهميتها في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا، بدت وسائل السلامة، غير مريحة لمعظم العاملات، بسبب ارتفاع درجات الحرارة داخل المطبخ، وشعورهن بالاختناق من الكمامات الطبية. وتعمل النساء بجد، لإنجاز الطلبيات وتلبية حاجة الزبائن، في ظل منافسة مصانع ومطابخ أخرى مماثلة. ومن الأصناف التي ينتجها المصنع: سنبوسك محشوة بالخضار والجبن، والكبّة السورية المعجونة بالبرغل، والمحشوة باللحمة المفرومة. وتقول، ختام عرفات (27 عامًا)، مديرة المطبخ: إنهن بدأن العمل، قبل بداية شهر رمضان، بغرض تلبية الطلبات التي وردت للمطبخ. وتضيف عرفات، في حديث مع الأناضول: "قبيل شهر رمضان يتم إنتاج كميات كبيرة من السنبوسك والكبّة، وأصناف أخرى، لزيادة الاستهلاك؛ رغم ظروف فيروس كورونا، إلا أن الطلب طبيعي ويعتبر في نطاق المعدّل السنوي". وتكمل عرفات وهي تتابع بنفسها التزام العاملات بإجراءات السلامة: "بسبب أزمة كورونا اتخذنا وسائل السلامة، منها توفير القفازات الطبية والكمامات وملابس واقية، حفاظًا على سلامة العاملات والمجتمع، وكذلك تعقيم المنتج قبل خروجه من المطبخ، كي يصل سليمًا صحيًا".

وتتابع قائلة: "بسبب زيادة الطلب هذا العام، تمت مضاعفة عدد العاملات إلى عشر، وفي باقي شهور العام تكون خمس عاملات، والعدد منوط بنوعية وكمية الطلب". وتكمل عرفات: "دربنا نحو 60 امرأة فلسطينية مهمشة، على جميع الوصفات والمأكولات، خاصة الرمضانية؛ بهدف دعمهنّ اقتصاديًا". وتضيف: "في حال تفشى الفيروس في قطاع غزة، قد نضطر إلى غلق المطبخ بالكامل، وربما خسارة ما أنتجناه".