FILE PHOTO: Nurses receive training on using ventilators, recently provided by the World Health Organization, in a hospital wing allocated for coronavirus patients in Sanaa, Yemen
FILE PHOTO: Nurses receive training on using ventilators, recently provided by the World Health Organization, in a hospital wing allocated for coronavirus patients in Sanaa, Yemen
العرب والعالم

الأمم المتحدة تحذّر من الانتشار السريع لفيروس كورونا في اليمن

28 أبريل 2020
28 أبريل 2020

جوتيريش يدعو الفرقاء إلى حوار شامل

صنعاء- "عمان"- جمال مجاهد

قالت الأمم المتحدة إن وكالات الإغاثة تشعر بمخاوف بالغة من وجود ومن إمكانية الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-19) في اليمن، مشيرة إلى أن اليمن بقيت وحتى الآن خلافاً لبقية بلدان منطقة شرق البحر الأبيض المتوسّط بحالة واحدة مؤكدة مخبرياً لكورونا تم الإعلان عنها في حضرموت في 10 أبريل.

وقالت منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن ليز جراندي في بيان حمل عنوان "اليمن في قلب العاصفة المتكاملة لفيروس كورونا" أمس "حذّرنا منذ أوّل حالة إصابة بكورونا من أن الفيروس موجود الآن في اليمن وقد ينتشر بسرعة".

وأضافت "العوامل كلها موجودة هنا. مستويات منخفضة من المناعة العامة، ومستويات عالية من الضعف الحاد، ونظام صحي مشّ ومثقل".

واستناداً إلى أنماط انتقال الفيروس في البلدان الأخرى، وبعد مرور 17 يوماً منذ إعلان الحالة الأولى، حذّرت الوكالات من أن "هناك احتمالاً حقيقياً جداً أن يكون الفيروس قد تم انتشاره دون أن يتم اكتشافه أو التخفيف من حدّته داخل المجتمعات المحلية. وهذا يزيد من احتمال حدوث زيادة في الحالات التي قد تطغى بسرعة على القدرات الصحية".

وذكرت جراندي "ليس هناك وقت لنضيّعه. يجب إعلام الناس بدقة وسرعة حول ما يحدث حتّى يتمكّنوا من القيام بما هو ضروري لحماية أنفسهم وأسرهم".

بدوره قال ممثّل منظّمة الصحة العالمية في اليمن ألطف موساني "السجل واضح. فقد تم وقف انتقال الفيروس في البلدان التي يكون فيها السكان على علم بما يجري وتم تحذيرهم منه، وحيث توجد إجراءات للفحص والتتبّع والعزل".

وأضاف "تمشّياً مع اللوائح الدولية (المادة السادسة)، فإن الإعلان عن أي تهديد محتمل للأمن الصحي العالمي وإدارته، بما في ذلك الأمراض، هو مسؤولية تقع على عاتق السلطات الوطنية".

على الصعيد السياسي قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إنه يتابع بقلق التطورات على الأرض في جنوب اليمن. وحثّ جميع أصحاب المصلحة المعنيين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن أي إجراءات من شأنها أن تزيد من تصعيد الموقف.

وكان "المجلس الانتقالي الجنوبي" (المطالب بالانفصال) أعلن في 25 أبريل، حكماً ذاتياً في المناطق التي يسيطر عليها في جنوب البلاد.

وفي ردّ على أسئلة الصحفيين، دعا الأمين العام، في بيان منسوب إلى المتحدّث باسمه، صدر الليلة قبل الماضية، الجميع إلى الدخول في حوار شامل لحل خلافاتهم ومعالجة الشواغل المشروعة لجميع اليمنيين، بما في ذلك المجموعات الجنوبية.

كما دعا الأمين العام إلى تنفيذ اتفاقية الرياض وكذلك تركيز الجهود على مكافحة انتشار جائحة كوفيد19 والاستجابة للفيضانات التي أثّرت على عشرات الآلاف من اليمنيين.

وشدّد جوتيريش على ضرورة الحفاظ على سلامة المؤسّسات اليمنية، مجدّداً التأكيد على أنه ما من حل للصراع في اليمن إلا من خلال تسوية سياسية يتم التوصّل إليها عبر التفاوض.

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يعاني 80 في المائة من سكانه من الحاجة الماسّة لشكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية. وأصبح عشرة ملايين على شفا المجاعة. كما يعاني سبعة ملايين شخص من سوء التغذية.

وأدّت السيول الجارفة الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة، منذ منتصف أبريل إلى تأثّر آلاف العائلات التي تعاني أصلاً بسبب النزاع الدائر منذ خمس سنوات.

وبحسب التقارير الأوّلية، تأثّر أكثر من 100 ألف شخص في جميع أنحاء اليمن بالأمطار الغزيرة والفيضانات. وأكدت السلطات الصحية في محافظة عدن، واحدة من أكثر المناطق تضرّراً، وفاة سبعة أشخاص، من بينهم أربعة أطفال.وفقد شخصان، كما تم الإبلاغ عن حالات وفاة وإصابة أخرى في أماكن أخرى من اليمن .

أمريكا: إجراءات "الانتقالي الجنوبي" تعقّد العملية السياسية

من جانبه قال السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل إن الإجراءات التي اتّخذها "المجلس الانتقالي الجنوبي" مؤخّراً ومنها ما أسماه إعلان "الإدارة الذاتية"، تهدّد بتعقيد الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي الخاص لإحياء المفاوضات السياسية بين الحكومة وجماعة "أنصار الله".

وأعرب في بيان أمس عن قلقه إزاء تلك الإجراءات، معتبراً أنها "غير مجدية" لاسيّما في أوقات تتعرّض فيها اليمن لتهديد فيروس كورونا.

وأكد السفير الأمريكي أن اتّخاذ خطوات أحادية الجانب كهذه لا يؤدّي إلا إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في اليمن.ودعا هنزل المجلس الانتقالي إلى العودة إلى العملية السياسية المنصوص عليها في "اتفاق الرياض".