oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

«عزلة كورونا».. أبعاد نفسية واجتماعية !

27 أبريل 2020
27 أبريل 2020

طرحت الأزمة الراهنة المتعلقة بانتشار مرض كورونا «كوفيد 16» العديد من الأسئلة حول الآثار النفسية جراء هذا الفيروس، فيما يتعلق بالحجر المنزلي والتباعد الجسدي الذي لا شك أن له آثارا اجتماعية على البشر، كذلك ابتعاد الناس عن روتين الحياة المعتاد، ذلك النظام التقليدي الذي اعتادوه في حياتهم اليومية في السابق.

ولعل كثيرا من الناس بدأت اليوم تعيد التفكير في حياتها ما قبل «العزلة» من خلال التفكير من داخل العزلة التي يعيشونها اليوم، إذ ربما سمحت هذه الأجواء بالتأمل الذاتي واكتشاف الإنسان لنفسه بطريقة لم يكن يفكر فيها من قبل.

لقد ظهرت في هذه الفترة العديد من الأفكار غير المسبوقة في كيفية قضاء وقت الفراغ واكتشاف بعض الهوايات التي لم يكن للفرد أن يضع لها اعتبارا من قبل، بالإضافة إلى أن مسألة الوقت باتت ينظر إليها بشكل مختلف من خلال الوجود في حيز متسع من الزمن، لكنه في الآن نفسه يمضي سريعا كما يرى البعض؛ فأحيانًا يكون العمل في المساحات الضيقة من الوقت أكثر إنجازا وفاعلية، وهو في نهاية الأمر شعور نفسي قد لا يتعدى ذلك التفسير، بيد أنه له انعكاسات على الواقع العملي.

مما لا ريب فيه أنه بعد انجلاء هذه الأزمة فسوف يعاد التفكير في الكثير من علوم النفس والاجتماع وربما حتى الفيزياء، إذ إننا أمام أفكار جديدة لم تكن مطروحة من قبل جراء تجربة هذا الواقع «البديل» الذي وجد الناس أنفسهم أمامه فجأة من دون مقدمات، وفي العادة فإن الدخول في مثل هذه التجارب الفجائية يسمح للعقل البشري أن يبتكر الحلول والأفكار التي قد لا تطرأ أو لا تخطر على البال في الظروف العادية؛ لأن نظام اشتغال الدماغ نفسه يختلف حسب المعطيات الخارجية التي تؤثر عليه وطرق التكيف المطلوبة، فدرجة الاستشعار ليست واحدة مع كل ظرف وآخر.

اليوم ثمة العديد من المنتديات والأفكار التي تقام بالطبع عبر تقنيات التواصل عن بعد و«الفيديوكونفرس» تقوم على محاولة فهم الطبيعة النفسية البشرية في هذه المرحلة من العزلة الإجبارية، هل لذلك آثار سلبية في الوقت الراهن أو على المدى الأبعد؟ وأيضا الجانب الثاني المتعلق بالإيجابيات التي يمكن الخروج بها أو استخلاصها من خلال التجربة بشكل عام.

ربما من الصعب الحصول على إجابات عجولة خاصة أن الأزمة لم تنته بعد، في حين أن الوضع العام لا يزال غامضا، برغم أن ثمة بشائر على المستوى العالمي في عدد من الدول بمحاولة العمل على عودة الحياة إلى طبيعتها بالشكل التدريجي الذي يسمح بإجراء بعض المعاملات والأمور اليومية دون أن يؤثر ذلك على الوضع الصحي والسلامة العامة، بيد أن ذلك يتطلب دراسة متعمقة ومراعاة لجوانب كثيرة لابد أن توضع في الاعتبار، وهو ما تضعه الجهات المختصة أمامها وهي تفكر في هذا الجانب.