ففففف
ففففف
الاقتصادية

ابتكارات ومبادرات عمانية تتصدى لـ«كورونا» وتعجل من مواكبة "الثورة الرابعة"

27 أبريل 2020
27 أبريل 2020

استخدام طيارات صغيرة للتعقيم وقياس حرارة الجسم مع منصات تعليمية متطورة

كتبت: رحمة الكلبانية

يقال بأن فيروس كورونا دفع العالم إلى الدخول للثورة الصناعية الرابعة حيث باتت الدول تستند على تقنيات كانت تراها ثانوية كالطباعة ثلاثية الأبعاد وتقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها لإنتاج مستلزماتها الطبية وفحص المرضى والتقصي الوبائي، واعتماد المنصات الالكترونية في العمل عن بعد وعقد أهم المؤتمرات والاجتماعات.

وقد تمكن الشباب العمانيون بنجاح في اقتناص الفرص التي خلقها كورونا في تقديم مبادرات وابتكارات تقنية لدعم جهود الحكومية في التصدي للفايروس، وإعادة نمط الحياة الطبيعي. منها تصنيع غرف خاصة للتعقيم، واستخدام الطائرات بدون طيار لتعزيز الأمن الغذائي وقياس درجات الحرارة الجسم ورش المعقمات، كما بادر الكثيرون في خلق منصات للتعلم عن بعد وتوصيل الأدوية والمستلزمات الضرورية، وهو ما رصدته الجلسة الثانية من مبادرة التعلم المستمر التي نظمتها شركة سالكون على منصة زوم الإلكترونية، ومنها الآتي:

غرف تعقيم

غرف التعقيم من مصنع الابتكار[/caption]

الأعمال في مشروع انتاج غرف التعقيم[/caption]

يسخر 40 شابا وشابة عمانيين في مصنع الابتكار كل وقتهم وجهدهم للعمل على مشروع «الحصن» لصنع 112 وحدة أو غرفة تعقيم ليتم توزيعها في ما بعد للجهات الحكومية والخاصة.

وقد بدأت الفكرة قبل شهر حين قرر فريق المشروع جمع طاقاته ومهاراته المختلفة للخروج بآلة تعقيم توضع أمام المراكز والجهات الجكومية، وقد سارعوا في انجاز تصاميم الأولى وعرضها على عدد من المؤسسات، وقد اثبتت بالفعل كفاءتها في التخلص من أي فيروسات أو عوالق ضارة على الملابس والأجسام.

وقالت شيماء الغيلانية، أحد أعضاء الفريق: نعمل في مصنع الابتكار على مدار الساعة وبالتعاون مع عدد من المتطوعين على إنتاج وحدات تعقيم تقوم على عدد من التقنيات ونعتمد في صناعة الكثير من الأجزاء على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وتقوم الفكرة على ربط غرفة صغيرة بجهاز تعقيم بالبخار وعدد من التقنيات الأخرى، وهناك درج خاص بالمستلزمات الشخصية ليتم تعقيمها كذلك.

ويعتمد فريق العمل في مشروع «الحصن» على الموارد العمانية والموجودة في السلطنة لضمان الانتهاء من العمل في وقت قياسي، إذ تقول الغيلانية : تعمدنا عند البدء في المشروع على التعاقد مع شركات عمانية لتوفير الأدوات والخامات التي نحتاجها، حيث أن الاستيراد في هذا الوقت قد يأخر العمل بشكل كبير.

ومن المميز في مادة التعقيم التي يستخدمها فريق عمل «الحصن»، هو وجود مادة اللبان العماني مما يضيف رائحة طيبة بالإضافة إلى خصائصه التعقيمية.

تقصي الحالات الكترونيًا

بعد سماعهن بحاجة السلطنة إلى تطبيق إلكتروني لتقصي الحالات المصابة بفيروس الكورونا، قررت الأخوات مزنة ومزون ورحمة الحبسي ضم مهاراتهن المختلفة في البرمجة والتصميم للخروج بمنصة «إصحاح» لتقصي الفيروس بشكل سريع والتنبؤ المبكر بالإصابة به. وتقوم فكرة التطبيق على تتبع الحالات المصابة عن طريق سوار الكتروني ملحق ومتابعة حالاتهم الصحية من خلال إدخال درجة حراراتهم في المنصة، وعرض تقويم خاص بفترة العزل اللازمة.

وقد نال التطبيق على المركز الأول في مسابقة «أفضل تطبيق لمراقبة مصابي كوفيد 19» - أحد البرامج التابعة لمجلس البحث العلمي. وحول ذلك علقت مزنة الحبسي: تم جمع التطبيقات الحائزة على المراكز الثلاثة الأولى في تطبيق واحد، ولكن وزارة الصحة كانت قد سبقتنا في إطلاق منصة "ترصد" آن ذلك، إلا أننا تعلمنا الكثير من هذه التجربة.

وعلى الرغم من معرفتهن وقدراتهن المحدودة في مجال تصميم التطبيقات، أنجزت الأخوات مزنة ومزون ورحمة التطبيق في غضون أربعة أيام، صاحب ذلك تعلم لغة برمجة جديدة كليًا والكثير من العقبات، إلا أن إصرارهن على المشاركة تلبية النداء سارع من وتيرة العمل.

تعقيم جوي

طائرات "وكان تيك" خلال عملية الرش[/caption]

وبعد نجاحها في عمليات التلقيح الجوي في مشروع المليون نخلة، تواصل الشركة العمانية الناشئة "وكان تيك" في تقديم خدمات مبكرة لحل تحدي الوصول إلى الأماكن البعيدة والصعبة لتعقيمها، وذلك باستخدام الطائرات بدون طيار وعن طريق التحكم عن بعد.

يقول مالك التوبي: بعد انتشار فايروس كورونا في السلطنة، بادرنا باقتراح امكانية تسخير الطائرات التي تملكها الشركة في التعقيم لما في ذلك من توفير للجهود والوقت وإمكانية الوصول إلى أماكن بعيدة ورش المواد التعقيمية بشكل محدد. حيث تتميز طائراتنا التي كنا نستخدمها في تلقيح النخيل على خزانات مناسبة لحمل المادة المعقمة، وقد تم ذلك بالفعل في بعض مناطق ولاية السيب بالتعاون مع بلدية مسقط.

وحول امكانية استخدام هذه الطائرات بصورة أوسع لتشمل خدمات التوصيل،قال التوبي: إن القيود الأمنية التي تفرضها السلطنة على استخدام هذا النوع من الطائرات للتحليق في الأماكن العامة يحد من إمكانية استخدامها لخدمات التوصيل في الوقت الحالي، إلا أنه من الممكن استخدامها في مؤسسات بعينها كالموانئ والمطارات.

امكانيات غير محدودة

ورأت شركة "أرض الابتكار" المتخصصة في صناعة وتسيير الطائرات بدون طيار، مجالا آخر رحب لاستخدام هذه التقنية، حيث عمل فريق الشركة على تزويد الطائرات بمستشعرات حرارية لقياس درجة حرارة الناس في مناطق معينة. بالإضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي من خلال فحص النخيل والاشجار في المزارع لاكتشاف أي أمراض أو أوبئىة من خلال المسح التصويري، حيث تستطيع الطائرة مسح أكثر من 100 شجرة خلال دقيقة واحدة فقط.

ويقول زيد اللواتي، أحد القائمين على الشركة : بادرنا في ابتكار طريقة جديدة لفحص درجات الحرارة عن بعد عن طريق الطائرات بدون طيار، حيث يمكن للمستشعرات الحراية رصد درجات الحرارة من على بعد 7 إلى 10 أمتار، ولكن بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو بشكل عام، فإن أفضل وقت رصدناه لقياس درجات الحرارة كان بعد الساعة الرابعة والنصف. وأضاف بأن عملية فحص الحرارة عن بعد تعد أأمن وأكثر فاعلية وسرعة من الطرق التقليدية.

الأدوية إلى البيت

وعلى غرار الكثير من المبادرات العمانية التي نشأت خلال الأزمة، تم تأسيس منصة «وريد» الالكترونية لتوصيل الأدوية والمستلزمات الطبية إلى المرضى قبل ثلاثة أسابيع فقط. وتعد المنصة أحد استثمارات الصندوق العماني للتكنولوجيا.

وتربط المنصة، وفقًا لرائف الحارثي، الرئيس التنفيذي لـ«وريد» ما بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى وشركات التوصيل، وقد تعاقدت حتى الآن مع كل من مستشفى السلطاني ومستشفى خولة، وتعكف المنصة على التواصل مع 7 مستشفيات جديدة ليتم إضافتها إلى القائمة.

ويقول الحارثي: فكرة المنصة في أساسها جاءت لتوصيل الأدوية للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، فوجود الدواء في وقته لهؤلاء هي مسألة حياة أو موت. إلا أن المنصة توسعت لتشمل جميع المرضى، ووجدنا إقبال كبير عليها خلال الأزمة الحالية، بل وتصلنا مطالبات للتوصيل خارج حدود محافظة مسقط وولاية بركاء. وأضاف: نعمل في الوقت الحالي على إضافة خدمات جديدة بالتعاون مع القطاع الخاصة ومجموعة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

دروس مجانية

أحد الدروس على منصة أسهل للتعلم عن بعد[/caption]

إن أحد أهم المبادرات التي عمل عليها الشباب العماني للتأكد من مواصلة العملية التعليمية على أكمل وجه، هي منصة «أسهل» التي تتيح للطلاب حضور الدروس والتفاعل مع المعلمين في أغلب المواد الدراسية بالمجان.

ووفقًا لمؤسسها، سالم الراشدي، تضم المؤسسة 2400 درس مصور للصفوف من الخامس وحتى الثاني عشر، ويضم خدمات عديدة منها إمكانية إعادة الدرس في أي مكان وزمان، وامتحانات قصيرة بعد كل درس لضمان الفهم، وخدمة استشارات تعليمية وتربوية لأولياء الأمور.

ويطمح الراشدي وفريق عمل المنصة إلى تطويرها لتضم المدارس ثنائية اللغة، والمراحل الدراسية الأخرى، والوصول إلى أقطار جديدة من العالم، كما يعمل الفريق حاليًا على تطبيق خاصة للمنصة يتوقع توفره العام المقبل.

وقال الراشدي بأن على الطلبة استغلال هذه الفرصة الذهبية في تطوير معارفهم وتنمية مهاراتهم، والاستفادة من الخدمات والمعلومات التي توفرها شبكة الإنترنت بشكل عام، فوفرة الوقت التي يحصل عليها الطالب اليوم قد تكون فرصته للتفوق.