1473875_301
1473875_301
المنوعات

خالد سامح يسرد حكايات اللجوء في رواية الهامش

27 أبريل 2020
27 أبريل 2020

عمَّان - العمانية في 27 ابريل/  تدور أحداث رواية "الهامش" للقاص الأردني خالد سامح بين عامي 2003 و2006، التي شهدت سقوط بغداد وتداعيات ذلك الحدث وما تبعه من فوضى وعنف وتحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية في العراق وبعض دول المنطقة. ويركز الكاتب عبر مائة وثلاث وثمانين صفحة، على انعكاسات تلك المرحلة التاريخية القاسية على الساحة الأردنية التي شهدت لجوء عشرات الآلاف من العراقيين إليها. فلكل من هؤلاء اللاجئين حكاية، والكثيرون منهم شهدوا أهوالًا وعاشوا تفاصيل يعجز الخيال عن تصورها، لذا تبدو تجربة كلّ منهم رواية بحد ذاتها. يتداخل الخاص مع العام في الرواية الصادرة عن "ضفاف" في بيروت و"الاختلاف" في الجزائر.

فمن خلال علاقة جمعت بين شاب وفتاة فرّت من جحيم الإرهاب يكتشف القارئ وجوهًا أخرى للأحداث، ودَور الحروب والمآسي الكبرى في تحديد المصائر الشخصية للبشر ورسم مستقبلهم ومنح حياتهم "أبعادًا درامية جديدة" كما يرد على لسان بطل الرواية. والكاتب هنا لا يستعيد الوقائع بقصد التوثيق والتسجيل بقدر ما يهدف إلى إعادة استكشافها ورصد أسرارها وخباياها بضمير المتكلم (الراوي العليم)، مستعينًا بتقطيع الزمن، واستعادة الصور والمشاهد، والحوار الداخلي. وقد صدّر الكاتب روايته بإهداء جاء فيه: "إلى كل العابرين.. أولئك الذين يمرون في حياتنا متبرعين بسرد حكاياهم، ثم يختفون سادرين في غيابٍ أبدي".

ومن أجواء الرواية: "دخلت حكاية لهيب بعد ذلك، في أكثر فصولها مأساويةً وبشاعة؛ تحولت إلى ما يشبه تراجيديا أسطورية من زمن الإغريق: الفتاة البريئة التي خالفت أوامر الآلهة وسارت مع الأشرار لأنهم كانوا ملاذها الإجباري، لم تتفهمها الآلهة أو تشفق عليها، أطلقت في طريقها وحوشًا ضارية وأرواحًا منتقمة من كل حدب وصوب، فتمنّت لو مسختها إلى ضفدعة تتقافز على حواف دجلة المفروشة بالقاذورات، أو أنها حولتها إلى نخلة جافة وسط الصحراء اللاهبة، أو جعلت منها غولة خرساء هائمة في الطرقات". يُذكر أن خالد سامح يعمل صحفيًا في صحيفة "الدستور" اليومية، صدر له في القصة أربع مجموعات هي: "نافذة هروب" بعام 2008، و"نهايات مقترحة" بعام 2011، و"ويبقى سرًا" بعام 2016، و"بين سطور المدينة" بعام 2017.