قالب درامي بين الواقع والخيال ... المسلسلات الخليجية في حلقاتها الأولى.. قصص مشوقة وأخرى مستهلكة

- حياة الفهد يهودية في الخليج.. وكبار النجوم تجّار في شارع محمد علي

كتبت- شذى البلوشية

انطلق السباق الدرامي للقنوات الخليجية في الموسم الرمضاني، حيث يختار الكتّاب أفضل النصوص، والنجوم أفضل الأدوار، ليحظى كلّ منهم بالنقد أو الثناء، فالدراما الرمضانية هي باب متسع للبداية والانطلاق للنجوم الشباب، وإثبات للجدارة للممثل القدير، ومهما تعددت الأوجه والوجهات في الأعمال الدرامية، يبقى الجمهور هم الحكم ولجنة التقييم.

ورغم أن هذا العام -على غير العادة- لم تشهد الدراما الخليجية زخما إعلاميا كبيرا، بل على العكس تماما، فالتسيد مازال للجائحة العالمية التي تطفئ وميض وشعلة الأجواء الرمضانية، من اجتماع للعائلة لمتابعة الأعمال الرمضانية على الشاشات، ويبدو من خلال متابعتي لانطلاق المسلسلات أن بعضها ليست ضمن قائمة العرض الرمضاني، وبعضها الآخر تم الاشتغال عليها على عجالة فلم تظهر بالشكل أو المستوى المطلوب، بل وأن بعض القنوات استعادت عرض أعمال سبق وعرضت في السنوات الماضية.

ضجة اليهود في أم هارون..

حياة الفهد في أم هارون[/caption]

رغم الضجة التي احدثها الاعلان الترويجي لمسلسل «أم هارون» الذي تؤدي في بطولته الفنانة القديرة حياة الفهد دور امرأة يهودية، إلا أن الحلقة كشفت تفاصيل القصة التي يتناولها المسلسل، وهي قصة حدثت قبل عام ١٩٤٨، وتجسد حقيقة تاريخية وهي وجود اليهود في الخليج قبل احتلال فلسطين، حيث يعيش مجموعة من اليهود في حي خليجي برفقة المسلمين وكأنهم أخوة، يتشاركون الفرح والمناسبات كعائلة واحدة، وأم هارون هي ولّادة وطبيبة نسائية، ساعدت النساء في تربية أبنائهن، دون الاكتراث للأديان المختلفة.

يبدو فعلا من الحلقة الأولى أن العمل سيجذب الكثير، بلونه وقصته وأداء ممثليه، وسيخرج عن الصبغة المعتادة للأعمال الخليجية، ورغم القالب السياسي والديني الذي يغلفه، إلا أن تفاصيل القصة الاجتماعية، والعلاقات الانسانية هي أيضا موضع جذب وتشويق للجمهور.

واستطاع المسلسل منذ بدايته أن يحرك فضول المشاهدين للبحث والتقصي حول مضمون القصة إن كانت مرتبطة بالواقع، وهذا ما دلّت عليه كتب التاريخ من وجود اليهود في الخليج قبل سنوات طويلة.

لاشيء جديد في «جنة هلي»..

سعاد عبدالله خلال تصوير جنة هلي[/caption]

وقد لا يكون الانحياز لبطل على غيره، ولكن يبدو أن حياة الفهد قد تفوقت على سعاد عبدالله في اختيارها ألوان مختلفة، وشخصيات متنوعة، بينما بقت سعاد عبدالله على لون واحد، وهي المرأة ذات النفوذ والمال، وتعامل بناتها بتذمر دائم، ولها جارة تكثر من لقائها والحديث معها، وحتى المشهد الملفت في الحلقة الأولى حين حاول ابنها الانتحار، لم يكن جاذبا أو جديدا، وأخذت "هند البلوشي" التي تسعى في المسلسل أن تكون مغنية رغم رفض أخيها ذلك، حيزا كبيرا من مشاهد الحلقة الأولى، دون أن تترك خاتمة الحلقة أثرا في ذهن المشاهد.

الأداء واختيار الكلمات وطريقة الحوار، كلها بدت كشخصية مشابهة لمسلسل سابق، وكأنها أجزاء متتالية لا تخرج سعاد عبدالله منها إلا إليها.

شوارع مومباي في ذاكرة الكويت..

نجوم المسلسل الخليجي محمد علي رود[/caption]

وأعاد مسلسل "محمد علي رود" الطمأنينة لعشاق الدراما الخليجية، حين عرضت الحلقة الأولى منه عبر القنوات الفضائية، حيث أن العمل قد أثير حوله الكثير من التساؤلات ما إذا كان جاهزا للعرض في رمضان، نتيجة تأخر تصوير بعض المشاهد، وتوقف الرحلات إلى الهند بسبب جائحة كورونا، ولكن طاقم العمل أثبت جدارته في تقديم العمل كاملا على شاشات القنوات.

يحكي المسلسل قصة قديمة، حيث التجارة البحرية المزدهرة بين الكويت والهند، واستقرار البعض في مومباي لفترة طويلة، والعمل يضم أسماء فنية بارزة في الساحة الخليجية، ورغم أن التفاصيل لم تكن واضحة بشكل كبير في الحلقة الأولى، إلا أنها تتنبأ بالتشويق لقصة العمل، ولعلّ الملفت في المسلسل أن بعض الممثلين الموجودين في مومباي، يتحدثون اللغة الهندية، ويجيد آخرون الانجليزية، ويبدو أن التفاصيل الأخرى في القصة التي بدأت تتكشف منذ بدايات عرض المسلسل تروي قصص طمع ومؤامرات، إضافة إلى الحب والحرمان.

شغف الفن التشكيلي..

هدى حسين وعبدالله بو شهري في شغف[/caption]

ويبدو أن هدى حسين تحب امتهان أعمال مختلفة، فكانت مرة محامية، وطبيبة نفسية، وهاهي هذا العام تكون فنانة تشكيلية، إلا أن الحلقة الأولى من المسلسل "شغف" لم تثر الكثير من الشغف لمتابعته، فهي الفنانة التي تواجه صعوبة في قدرتها على الامساك بالريشة بسبب مشكلة في أعصاب يدها، وتوظف شابا "عبدالله بو شهري" ليكون مدير العلاقات العامة، الا أن الأخير يواجه مشاكل عائلية تحول دون إكماله لليوم الأول من العمل، ولكن الفنانة "دانة" يلفت انتباهها الموهبة الفنية للشاب حين قام برسم لوحة على عجالة، وتستدعيه لرسم اللوحات، هل تكون نواياها الإمساك بيده ليصبح فنانا؟ أم أنها تستغله ليقوم برسم لوحاتها؟

الكون في كفة .. وإلهام الفضالة في كفة أخرى

إلهام الفضالة برفقة طيف في مشهد من مسلسل الكون في كفة[/caption]

وصرحت الفنانة إلهام الفضالة أنها تفضل أدوار المرأة القوية المتسلطة، وهو دورها الذي تختاره في مسلسلها "الكون في كفة"، وهي امرأة ورثت المنزل والمال من أبيها، تعيش برفقة اخوتها الأربعة وزوجاتهم، إلا أنها متسلطة ومتحكمة في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالبيت وحياة اخوتها، وهو ماجعل الجميع لا يكنها لها إلا مشاعر الكره والحقد.

المسلسل يحكي قصة مستهلكة، مع الكثير من المبالغات البعيدة عن الواقع، وليس واضحا من ردود الأفعال من الجمهور أن العمل سيلاقي اقبالا ومتابعة كبيرة.