بيس
بيس
آخر الأخبار

فيصل البوسعيدي: لا بد من التوسيع في استخدام التكنولوجيا المتطورة في التعليم الإلكتروني

25 أبريل 2020
25 أبريل 2020

أهمية إيجاد إطار وطني يُعنى بآليات ومجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم

تفعيل أنظمة وتطبيقات تعلم فاعلة وشاملة

استخدام أجهزة إنترنت الأشياء ودمجها داخل المدارس والتفاعل مع الطلبة

رفع مستوى الوعي الرقمي لدى كافة شرائح المجتمع وتوفير المحتوى التعليمي الملائم

كتبت- مُزنة الفهدية

فيصل البوسعيدي[/caption]

أكد فيصل بن علي البوسعيدي مدير عام مساعد بالمديرية العامة لتقنية المعلومات بوزارة التربية والتعليم أن الجانب التعليمي أو التربوي أحد أبرز المجالات التي حظيت بالاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي في ظل تكنولوجيا المستقبل الجديد، وشكل الإبداع الرقمي الذي يقوم على نظم الدمج المتعددة نقطة تحول كبيرة في ابتكار العديد من البرامج والتطبيقات والأنظمة الإلكترونية المتصلة بالتعليم الإلكتروني أو بالخدمات التربوية والتعليمية عامة، مما جعلها تحظى بالكثير من الاهتمام العالمي خلال السنوات القليلة.

وقال البوسعيدي" إن الانتقال نحو توسيع استخدام هذا المجال بالمستقبل أصبح واقعا لا بد من التعاطي معه خاصة في ظل ما يواجهه العالم من تأثيرات جائحة كورونا كوفيد 19 المستمرة، والتي وجهت الأنظار العالمية نحو أهمية توظيف المعلومات والاتصالات واستخدامها في كافة المجالات وبكفاءة عالية، وعليه فقد أصبح التوجه نحو توسيع استخدام نظم التكنولوجيا المتطورة في مجالات التعليم والتعلم الإلكتروني أمرا في غاية الأهمية.

إطار وطني

وأشار إلى أهمية إيجاد إطار وطني معني بآليات ومجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم بحيث يمثل خارطة طريق للتطوير التكنولوجي التعليمي المستقبلي، كما يمكن الإشارة كذلك إلى بعض أبعاد تطبيقاته في المجال التربوي والتعليمي من خلال توظيف التكنولوجيا الذكية في عمل منصات التعلم الرقمية الجديدة بحيث يمكن التفاعل مع هذه الأنظمة من خلال التفاعل الصوتي المباشر في تنفيذ الخدمات، أو من خلال قدرة هذه المنصات على تحليل بيانات التعلم والاستخدام الخاصة بالطلبة وتقدير مؤشرات ذكية بصورة دورية، بالإضافة إلى قدرتها على إرسال التقارير الآلية الرقمية تلقائيا عند وجود أية مؤشرات لم تحقق المستوى المطلوب من النقاط المرجعية التي تحددها المؤسسة التربوية، كما يمكن توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المنصات التعليمية من خلالها قدرتها على تحليل نتائج الطلاب في نظم الاختبارات الرقمية وتقدم المعارف والوسائط الرقمية التي تتناسب مع قدرات وإمكانيات الطلبة ومستوياتهم المعرفية التي قام الذكاء الاصطناعي بتحليلها في ضوء التفاعل الرقمي مع الطلبة، وغيرها الكثير من التطبيقات الذكية المدمجة مع المنصات التعليمية الرقمية الجديدة.

إنترنت الأشياء

بالإضافة إلى استخدام أجهزة إنترنت الأشياء التي يمكن دمجها داخل المدارس ويتم من خلالها التفاعل مع الطلبة وإرسال قواعد البيانات المباشرة إلى البرامج الإلكترونية التي تستطيع تحليلها وتقديم مؤشرات تربوية مهمة حولها، ومثال ذلك قراءة بصمة الوجه لمعرفة حضور الطلبة اليومي، أو تحليل مشاعر الطلبة، أو تحليل مدى الانتباه الخاص بهم داخل الفصل أثناء تنفيذ الموقف التعليمي، وتقديم مؤشرات حول دخول الطلبة لبعض مرافق المدرسة مثل مركز مصادر التعلم والمختبرات التعليمية وكل ذلك بالتفاعل مع الكاميرات الذكية الملحقة بالمدارس كجزء من استراتيجيات المدن الذكية في تطبيقاتها التعليمية. والتي تشمل تقنيات وخدمات أخرى متعددة ذات الصلة بالقطاع التعليمي.

ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في برامج التعليم الإلكتروني المتفاعلة مع نظم التقويم الإلكترونية والمدمجة مع المنصات التعليمية والتي يمكنها من تحليل تفاعلات الطلبة وتشخيص مستوى الطلبة وتحليل خبراتهم التعليمية المتنوعة، بالإضافة إلى تشغيل واستخدام أنظمة المؤشرات التربوية التي أصبحت من أهم الأنظمة التي تستخدمها المؤسسات التعليمية في العالم، وقد تطورت بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية حيث أصبحت لها القدرة على محاكاة نظم التفكير عبر الذكاء الاصطناعي وأصبح لها القدرة على التفاعل الآلي الذاتي المباشر والتواصل الرقمي الآلي مع مختلف المستخدمين، ومع القيادات التربوية بمختلف مؤسساتهم عبر تقديم تقارير آلية تصل عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني، حيث لا يستوجب ذلك الدخول لهذه الأنظمة إطلاقا بل تقوم بهذا الدور تلقائيا في ضوء المعايير الرقمية التي تمت برمجتها مع قواعد البيانات الضخمة المتاحة للمؤسسة، كما يمكن أن تقوم هذه الأنظمة بالتنبؤ المستقبلي واقتراح خطط إجرائية وآليات تنفيذ جيدة اتخذ النظام القرار في اقتراحاتها آليا بناء على مقارنة تأثيرها على عدد آخر من الطلبة أو عدد آخر من المدارس في ضوء تشابه المتغيرات التربوية بين الاتجاهين.

منهجية لين

وتطرق فيصل البوسعيدي في حديثه إلى أسس نجاح هذه البرامج والأنظمة بصورة فعالة في المجتمع التربوي والتعليمي، ولعل المختصر الأفضل الذي يمكن أن نشير إليه في هذا الجانب هو استخدام منهجية لين في التحسين المستمر عبر التغذية الراجعة، والتي تعتمد على ثلاث ركائز مهمة وهي (الابتكار، القياس، التعلم) وهذه الثلاثية يمكن اختصارها نحو أهمية إيجاد أنظمة مبتكرة وجديدة وعليه يجب الحرص قبل تصميمها أو تشغيلها السعي نحو قياس مدى حاجة الزبائن أو المستخدمين لهذه الخدمات والاستئناس برؤاهم ومقترحاتهم وتوقعاتهم من هذه الأنظمة بهدف التعلم منهم في تحديد أفضل الآليات أو التطبيقات أو التقنيات التي يمكن استخدامها عند بناء الحلول الرقمية، بالإضافة إلى أهمية استخدام أدوات قياس مستمرة حتى بعد تشغيل واستخدام هذه الأنظمة وذلك بهدف التعلم أيضا من المستخدمين حول التحديات التي تواجههم في الاستخدام للتحسين المستمر وبصفة دائمة بما يضمن تطوير هذه النظم بحيث تعطي أفضل قدر ممكن من الكفاءة والموثوقية والتوظيف المتواصل.

وأوضح أن تمكين متطلبات استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم بشتى أنواعه والاستثمار فيه أمر مهم للغاية، مع توفير كافة هذه المتطلبات اللازمة لنجاحه والمتمثلة في إيجاد أنظمة وتطبيقات تعلم فاعلة وشاملة، وتوفير البنى الأساسية للاتصالات داخل السلطنة، وتوفير الأجهزة والمعدات الرقمية الداعمة لهذا التوجه، ورفع مستوى الوعي الرقمي لدى كافة شرائح المجتمع بهذا التوجه الرقمي المهم، مع توفير المحتوى التعليمي الملائم والمتوافق مع معايير التصميم التعليمي، وإعداد التشريعات وأطر العمل المتعلقة بهذا الجانب، بالإضافة إلى الحرص المتواصل على القياس والتقييم المستمر بما يضمن كفاءة الاستخدام وتحقيق الأهداف التعليمية بجودة عالية.