1472599_388
1472599_388
العرب والعالم

الامم المتحدة: وباء كورونا قد يؤدي الى تفاقم المشكلات الغذائية في العالم

21 أبريل 2020
21 أبريل 2020

باريس-(أ ف ب) - حذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة من أن وباء كوفيد-19 قد يؤدي في العام الجاري الى تفاقم وضع السكان الذين هم على شفير المجاعة وسجلت أعدادهم تزايدا كبيرا أساسا في العام 2019. وأفاد التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية للعام 2020 والذي نشرته امس مختلف وكالات الأمم المتحدة والجهات المانحة الدولية أن نحو 135 مليون شخص في 55 بلدا طاولتها النزاعات ومشاكل المناخ كانوا في وضع "انعدام أمن غذائي حاد" في العام 2019. وهذا الرقم هو الأعلى منذ أربعة اعوام حين بدأ اصدار التقرير الذي سترفعه منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الاغذية العالمي الى مجلس الامن الدولي امس. ويبدو أن افريقيا دفعت العام الفائت مجددا ثمن "انعدام الامن الغذائي الحاد" الذي طاول 73 ملايين شخص هم أكثر من نصف سكان القارة. وبين الدول الاكثر تضررا من هذه الافة جنوب السودان (61 في المائة) واليمن (53 في المائة) وافغانستان (37 في المائة)، اضافة الى سوريا وهايتي وفنزويلا واثيوبيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية والسودان والشطر الشمالي من نيجيريا. وأورد التقرير ان "النزاعات كانت دائما المحرك الرئيسي للأزمات الغذائية في 2019، لكن الظروف المناخية القصوى والصدمات الاقتصادية باتت أكبر" محذرا من أن فيروس كورونا المستجد قد يشكل عاملا يفاقم هذا الوضع. ولفت معدو التقرير الى انه احصى 22 مليون شخص اضافي في دول او مناطق مقارنة بالتقرير السابق، ولكن عبر مقارنة الدول الخمسين التي تضمنها تقريرا 2019 و2020 يتبين ان عدد الافراد المتأثرين بالازمات "ارتفع من 112 الى 123 مليون" نسمة. ولاحظ التقرير ايضا ان تفاقم انعدام الامن الغذائي هو موضوع بالغ الحساسية في مناطق نزاعات مثل جمهورية الكونغو الديموقراطية وجنوب السودان، او في دول تعرضت لجفاف حاد او تدهور اقتصادها مثل هايتي وباكستان زيمبابوي. على الصعيد الاقتصادي، يمكن ان يتفاقم الوضع بشكل سريع جدا في الدول ال55 المعنية بازمات غذائية والمدرجة في التقرير نظرا لانتشار فيروس كورونا المستجد. وحذر التقرير من أن تلك الدول التي تشملها هذه الأزمات الغذائية "لديها قدرة محدودة جدا وربما معدومة على مواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية" لهذه الازمة. الى جانب المشاكل اللوجستية التي تخلفها هذه الأزمة التي تهدد امدادات دول واردة في التقرير فان الوباء "يمكن ان يزيد مستوى انعدام الامن الغذائي لدول أخرى" مشيرا خصوصا الى الدول المصدرة للنفط في وقت سجلت فيه اسعار النفط هذا الاسبوع هبوطا تاريخيا. والملاحظة نفسها عبرت عنها منظمة اوكسفام غير الحكومية الثلاثاء قائلة انه في افريقيا الغربية يمكن ان يتسبب وباء كوفيد-19 تضاف اليه مشاكل الجفاف وانعدام الأمن في المنطقة، بارتفاع عدد الاشخاص المهددين بالمجاعة بثلاثة أضعاف تقريبا الى 50 مليونا في اغسطس مقابل 17 مليونا في يونيو. بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا هناك بعضها من أكبر مصدري الارز في العالم، وسط قلق من تقلبات سوق الارز في الاسابيع الماضية. وأكد ابرز خبر اقتصادي لدى الفاو عبد الرضا عباسيان لوكالة فرانس برس ان الأرز، الغذاء الاساسي، شهد في الاونة الاخيرة "ارتفاعا كبيرا" في الاسعار. وذكر ارنو سوليه الوسيط في شركة "اس سي بي" السويسرية ان فيتنام ثالث مصدر عالمي "فرضت حظرا على التصدير عمليا" مؤكدا ان هذا الحظر تزامن مع شلل منشآت الموانىء الهندية بسبب اجراءات العزل. ونتيجة لذلك، ارتفع سعر الأرز التايلاندي، الوحيد المتبقي في السوق، سريعا الى 570 يورو للطن قبل ان يتراجع مجددا الى 525 يورو بعد اعادة فتح جزئية للسوق الفيتنامية الأسبوع الماضي ما أدى الى تنفس الدول المستوردة الصعداء. وقال عباسيان إن "مسألة الأسعار مهمة، لكن هناك الكثير من القضايا الاخرى التي يجب أخذها بالاعتبار". وخلص الى القول "المدارس مغلقة في الغرب والكثير من الناس يشتكون لكن الوجبات لا تزال تقدم الى الاولاد. وفي الدول الأكثر فقرا حين تغلق المدارس هذا يعني عدم الحصول على وجبة غداء".