١٢٣٤
١٢٣٤
المنوعات

في ظل العزلة المنزلية .. كيف نستثمر أوقات الأطفال أثناء مكوثهم في المنزل؟!

21 أبريل 2020
21 أبريل 2020

- أحمد الراشدي: التركيز على طريقة التعليم بالمتعة .. وضرورة أن يلعب الوالدان مع أطفالهما

- أحمد الحجري: إشعال حواس الأطفال دون سن المدرسة من خلال اكتشاف الأطعمة من خلال روائحها

- إيمان الكندية: عمل مسرحيات .. وكتابة قصص أبطالها أطفالك

- خالد الحراصي: أوكلنا كل نبتة زراعية لأحد الأبناء يعتني بها ويسقيها ويتابعها بشكل يومي

قام الأطفال بمهام البيت[/caption]

 

استطلاع ـ ماجد الندابي

يبدو في مخيلة الأطفال أن الإجازة الصيفية هذا العام بدأت مبكرا في ظل تعليق الدراسة بسبب الظروف التي يمر بها العالم أجمع من اجتياح فيروس كرونا (كوفيد-19‎) الذي جعل الناس يدخلون عزلة إجبارية ويمكثون في منازلهم، في ظل هذا الوضع بجب على العائلة أن تبتكر بعض الوسائل والطرق التي من خلالها يتم استثمار أوقات أبنائهم، وذلك من خلال أنشطة متنوعة يستطيع أن يحقق منها الأطفال المتعة والفائدة في الوقت نفسه، كيف يمكن ابتكار هذه الوسائل، وما هي الأفكار التي ممن الممكن أن نحولها إلى واقع في إطار المنزل لنستثمر وقت الأطفال، وما هي نوعية الأنشطة التي من الممكن أن يمارسونها، كل ذلك ستجدونه في الاستطلاع.

في البداية تحدث الكاتب والتربوي أحمد الحجري عن هذا الموضوع بقوله أنه ينبغي في البداية (ينبغي أولا تحديد الفئة المستهدفة، فهنالك أنشطة خاصة بالأطفال دون سن المدرسة وأنشطة خاصة بالأطفال في سن المدرسة مع وجود هامش كبير لعمل أنشطة مشتركة بين الفئتين).

القراءة

تعليم الأطفال في المنزل[/caption]

أحمد الحجري[/caption]

وبيّن الحجري أنه يمكننا البدء بنشاط القراءة: الفئة الأولى يمكن أن نقرأ أو نروي لها قصصا من حياة العظماء أو قصصا متخيلة أو عالمية، أما الفئة الثانية فتحتاج إلى تعزيز كبير لتشجيعها على القراءة الحرة لقصص خيالية أو كتب علمية ثم عمل ملخصات في صورة خرائط ذهنية مبتكرة تعتمد على الرسم والألوان.

وأضاف: يمكننا أيضًا أن نقيم تمثيليات قصيرة، ومسرحًا للدمى داخل البيت من خلال القصص التي قرأوها، أو رويناها لهم، وهنا يمكن أن نعمل مشغولات يدوية بسيطة من مقتنيات البيت أو نعيد تدوير بعض الألعاب لعمل ديكورات ودمى خاصة بالمسرحيات.

أما الكتاب أحمد الراشدي المهتم بالمبادرات القرائية فيرى أنه من أجمل ما حدث له في هذه العزلة وأجمل هدية هي أن يتعلم من أطفاله وهذه زاوية جديدة تمثل نوعًا من مراقبة الذات أثناء عملية التعلم والتعليم، فهو يمثل دور المعلم في تدريسهم بعض المواد التي أرى أني أعرف فيها مثل اللغة العربية وهي تخصصي، فقمت بتدريسهم وكان من أوائل الدروس قصيدة للشاعر المصري أحمد زرزور وعنوانها (أنا إنسان) عن الطفل المعوق، ويقول (تعلمت من خلال تدريس أطفالي، ما هي المهارات التي تنقصني في تدريس أطفالهم، فاكتشفت على سبيل المثال أنني أحتاج أن أطور في مهارتي لتبسيط المعلومة، وكيفية تحويل المعلومة التجريدية إلى معلومة حسية أو من خلال استخدام وسائل تعليمية أكثر لتفهيمهم المعلومات).

ويضيف الراشدي: الأمر الآخر الذي سعيت فيه لأن أتعلم من أطفالي من خلال تدريبهم على بعض المهارات فمثلا منذ البداية وضعت لهم جدول قراءة وأعطيت كل واحد كراسة على أن يقرأ الكتاب ويلخصه من خلال ذكر اسم الكتاب والمؤلف والرسام ودار النشر، ثم يلخص الكتاب برسالة يكتبها لي، وبهذه الطريقة يكون قد دربته على مهارة القراءة والكتابة، وبهذا التدريب كنت أتعلم ما هي الكتب التي يحتاجونها، وما هي الطريقة المثلى في تبصيرهم بالكتابة، وما هي الأشياء التي تنقصهم في هذا الجانب.

وترى التربوية إيمان الكندية معلمة اللغة الإنجليزية أن أعظم المسؤوليات في هذه الحياة هيه التربية، والأم هيه عامل أساسي في هذه العملية وهي المعلم الأول في حياة طفلها

فهي تقول إن أول الخطوات هي وضع جدول واضح بالأعمال التي سوف يتم إنجازها ليتهيأ عقل الطفل لهذا اليوم، وفيما يتعلق بالقراءة فهي تطرح مجموعة من الأفكار مثل: حفظ القران، قراءة قصة، تدريب على سلوك معين، عمل مسرحيات، كتابة قصة أبطالها أطفالك أذكر أني كتبت لطفلي قصة (تركي في الوادي) وكم سعد بها وأراها لكل العائلة وكل عززه بطريقته، طفلي لم يكن يبلغ الخامسة ساعدته وأكسبته مهارة سيستفيد منها وما زلنا مستمرين على ذلك.

كما أوضح الكاتب والتربوي خالد الحراصي مدة المكوث في البيت مع الأهل والأبناء جعلتهم يستحدثون بعض الأعمال والعلاقات والأنشطة داخل منازلنا حتى نضمن قضاء وقت ممتع وأيضا نعمل على عدم تفشي وباء كورونا ببقائنا داخل البيت، ولعل من أبرز الأفكار التي استحدثناها وطبقناها مع الأبناء منها تشجيع القراءة الحرة الواعية للأبناء، والحث على القراءة الجهرية بالتحديد، وتبادل النقاشات حول كل قراءة.

الألعاب الشعبية والرياضة

ألعاب الأطفال[/caption]

وفيما يتعلق بمجال ممارسة الأنشطة الرياضية يقول الحجري: يمكن أيضا أن نشرك الفئات العمرية في مسابقات رياضية وأخرى ترفيهية في ساحة البيت، مثل مسابقة نقل الماء، أو نقل الكرات، أو نط/ شد الحبل، أو اللبيب بالإشارة يفهم إلى آخره من هذه المسابقات.

ومن المهم تخصيص نصف ساعة على الأقل يوميًا لممارسة تمارين رياضية متنوعة بشكل جماعي في جو من الحماس والمتعة.

ويؤكد على هذا الأمر أحمد الراشدي بقوله: سعيت لتدريب أطفالي على مهارة التقارب الاجتماعي داخل البيت، أن أتعلم منهم ما هي المهارات التي تنقصهم، فسعيت إلى تعليمهم بعض الألعاب الطفولية الشعبية الجماعية التي كنت أنا ألعبها في الحارة أو مع أقراني مثل لعبة (كراسي الموسيقى) أو لعبة الغميضة.

فنون الطبخ

ومن الأشياء التي يمكن أن تكسب الطفل الفائدة والمتعة والمهارة هي مهارة الطبخ فيقول الحجري: يمكننا أيضًا الاستفادة من المطبخ في إشعال حواس الأطفال دون سن المدرسة من خلال اكتشاف الأطعمة من خلال روائحها المميزة، أما الفئة الثانية فيمكن أن تساهم في عمل وجبات صحية بأشكال مختلفة والمساهمة في إعداد الحلويات والعصائر الطازجة.

ويبين الراشدي أن هذا الأمر مرتبط أيضا بالمهام الأخرى في المنزل مركزا على فكرة التعلم من الأطفال أثناء تعليمهم هذه المهارات بقوله: قمت بتدريبهم مهارات تحمل المسؤولية في البيت بتكليفهم بعض الأعمال المنزلية، وكنت أتعلم منهم كيفية تطوير هذه المهارة.

كما أن هذا الأمر يراه الحراصي مجديا كأحد الأفكار المطروحة لاستثمار وقت الأطفال بما يناسبهم فيقترح (إعداد طبخات جديدة من قبل البنات وتحضير وجبة من الوجبات الرئيسية بشكل شبه يومي، مع تنويع في طريقة الإعداد وإشراك الأولاد في حال الشواء والطبخ خارج المطبخ).

سينما المنزل

أحمد الراشدي[/caption]

ويوصي الراشدي باستثمار سينما البيت في هذه الفترة وقت وجد مجموعة من الأصدقاء قد قطعوا شوطا كبيرا في هذا الجانب بما يرسلونه له من اقتراحات أفلام عائلية الجيدة التي يجتمعون عليها وتحمل أهدافا ومغازي وأبعادًا إنسانية، وتكسب الأطفال معارف وخبرات تفيدهم في الحياة.

ويرى الحجري أنه لا بأس أيضا من تخصيص وقت لمشاهدة برامج هادفة وإن كانت قديمة مثل برنامج المناهل وافتح يا سمسم وكان ما كان الحياة وفي جعبتي حكاية، كما يمكن تدريب الأطفال في سن المدرسة على برامج مايكروسوفت أوفيس كالوورد والبوربوينت والرسام وبرامج تصميم الصور والفيديوهات.

وتركز الكندية على استكشاف الأثر أو الانطباع الذي يخلفه الفيلم بعد مشاهدته فهي ترى تخصيص يوم لمشاهدة فيلم هادف ومناقشة الأطفال فيه ومن ثم يمكن وضع أنشطة عليه، كالرسم، التعبير على حسب العمر.

ويقترح الحراصي عمل سينما مصغرة وذلك بأن يتم إعطاء الابناء تذاكر دخول لمشاهدة فيلم من أفلام الأطفال مع تحويل القاعة إلى سينما والاعتماد على تنزيل أفلام من النت.

أفكار أخرى

وهنالك أفكار أخرى يمكن تنفيذها في بعض الأوقات من اليوم كما يراها الحجري فيقول: لتكن فترة العصر في كل يوم فرصة للاعتناء بالأشجار المنزلية وسقيها وتهذيبها وتقليمها وغرس شتلات جديدة وبذور لزهور متنوعة.

يمكن أيضًا أن نقيم حلقات مصغرة لقراءة القرآن الكريم، وترديد الأناشيد بشكل جماعي، وإقامة مسابقات ثقافية وألغاز رياضية، وحفظ أبيات شعرية متفرقة على أن يرافق كل ذلك تشجيع من الوالدين ومشاركة الأطفال في معظم تلك الأنشطة.

كما يقترح الراشدي ان تخصص أوقات للتعليم وأوقات أخرى للعب، وأن يكون التعليم بالمتعة من خلال استخدام التقنية، والوسائل التعليمية وعدم الضغط عليهم وعدم إشعارهم بالضجر والنفور من التعليم في البيت، وذلك لأنهم محصورون داخل البيت، وذلك لأنه لا يوجد لديهم متنفس إلا فسحة البيت، وذلك لأنه ربما تطول هذه العزلة المنزلية، فيجب على الأطفال أن لا تفوتهم الدروس التي سيحتاجون إلى دراستها العام الدراسي المقبل، ولكي لا يقوموا بنسيان ما تم تعليمهم إياه في الصفوف السابقة.

كما يشدد الراشدي على ضرورة أن يلعب الوالدان مع أطفالهما وذلك لما يتركه هذا الأمر من أثر بالغ الأهمية، كما أركز على أن توضع لهم جوائز على هذه الألعاب مثل الآيس كريم أو الحلويات، أو ابتكار جوائز أخرى تجعل من اللعب أداة ممتعة وملاحة ومحفزة.

ومن الأفكار الأخرى التي تقترحها إيمان الكندية أنه من الممكن ان نستغل الفرصة في تعليم مهارة الرسم للأطفال وذلك بوضع رسومات بخطوات وهنالك الكثير من البرامج الإلكترونية التي تختص بتعليم الرسم وسنكتشف من خلالها المهارات والمواهب التي يمتلكها أطفالنا والتي تعزز تنمية خيال لدى الطفل.

كما ترى أنه من المفيد جدًا القيام ببعض التجارب العلمية فتقول: عندما يسألني أطفالي كيف يحدث البركان، نريهم مقطعا في الهاتف عن البراكين ومن الممكن أن نعمل تجربة بركان بسيطة في البيت، وهذا يبسط المعلومة لديهم، ويثبتها في أذهانهم، ويشعرون بالسعادة والإنجاز بعد هذه التجربة.

خالد الحراصي[/caption]

ويسرد الحراصي مجموعة من الأفكار التي قام بتطبيقها مع أبنائه منها التشجير والاعتناء بالمزروعات بحيث أوكلنا المهمة لكل نبتة زراعية لأحد الأبناء بحيث يعتني بها ويسقيها ويتابعها بشكل يومي.

وفي مجال تنمية العمل اليدوي والمهاري أيضا شجعنا الأبناء على تخصيص فترات يقوموا فيها بالرسم اليدوي عن موضوعات شتى، إضافة إلى التعود على إصلاح بعض الأعطال إن وجدت داخل البيت مع وجود المراقبة من قبلنا وأيضا عدم الاقتراب من دائرة الخطر.

وفي مجال البرمجيات شجعناهم على المضي في تطبيق برامج التصميم وأن يقوموا بتصميم مستجدات في مجالات متنوعة وتتناسب مع مستوياتهم العمرية والعقلية.

وأيضا قيامهم بأداء مهام وتكاليف بيتية كأعمال التنظيف والغسيل والترتيب بين الحين والآخر.