Screen Shot 2020-04-12 at 11.54.31 AM
Screen Shot 2020-04-12 at 11.54.31 AM
أعمدة

الرجيم الإلكتروني

19 أبريل 2020
19 أبريل 2020

حمده بنت سعيد الشامسية

[email protected]

جعلتنا الجائحة ندرك إلى أي حد أصبحت حياتنا مفتوحة على العالم، فقد ألغت الإنترنت الحدود بشكل مذهل، وجعلت من الصعب أن يحمي المرء منا نفسه من سيل المعلومات التي تنهمر علينا بدون حسيب ولا رقيب، فمع بداية الجائحة وجدت حالة من الهلع والذعر تسود من حولي، عبّر عنها المحيطون بي بطرق شتى، أغلبها انتهجت متابعة أخبار الجائحة ونشرها عبر شبكات وسائل التواصل، كنت أستيقظ كل صباح على الرسائل ذاتها، وقد وصلتني من عشرات الأشخاص في آن معًا، ولاحقتني هذه الأخبار في حالات قائمة الهاتف، وعلى صفحاتي في التواصل الاجتماعي، أينما أتجه أجد إشاعات، وأخبارًا، وتحليلات وتحذيرات حول الجائحة، أمر وجدته مؤذيًا جدًا للروح، ومع الحجر المنزلي وما ترتب عليه من عزلة اجتماعية، وابتعاد عن الأسرة، وغياب التواصل مع الآخرين، ناهيك عن القلق الذي تفرضه الضبابية حول الجائحة ومستقبلنا معها، جاء سيل هذه الإشاعات والأخبار ليزيد الطين بلة.

فقد وجدها البعض وسيلة للتغلب على العزلة التي وجد نفسه فيها، وطريقة للتعبير بها عن خوفه وقلقه، ولا ألومهم فلكل طريقته في التعامل مع مشاعره والتعبير عنها، لكن بالنسبة لي أجد أن الهوس بتتبع أخبار الكوارث ونشرها مؤذ جدا، ربما أكثر من الكارثة نفسها، وعلى الرغم من صعوبة ابتعادنا كلية عن هذا السيل المعلوماتي الجارف، إلا أن بعض الإجراءات للحد منها غاية في الأهمية، لحماية الروح، والاحتفاظ بمعنويات عالية تساعدك على التعامل مع هذا الحدث الاستثنائي، الذي وجدنا أنفسنا فيه.

أضعف الإيمان بالنسبة لي وجدته في إيقاف هذا الغزو المعلوماتي قدر استطاعتي، ووفقًا للإمكانيات المتاحة في هذه التقنية، بالتوقف عن متابعة الأخبار والشائعات، وطبعًا التوقف كلية عن استقبال رسائل بهذا المحتوى ما أمكن، وتفعيل خاصية الخصوصية التي تتيحها أغلب المواقع، التي تتيح لك حجب محتوى معين، والخروج من المجموعات الواتسابية بشكل مؤقت، ذلك أنه من الصعب وأيضا من غير اللائق أن تفرض رأيك فيما يطرح على أفراد مجموعة، والأسهل أن تنسحب بهدوء.

ما نحتاجه في هذه الأوضاع هو الأمل، ومن يذكرنا بأن مع العسر يسرا، وأن كل غيمة لا بد لها أن تنجلي، خاصة كبار السن الذين يعجزون عن تحليل الأخبار والأرقام لمعرفة الحقيقة وراء ما يتم تداوله، فهؤلاء الأكثر عرضة لاستقبال الأخبار عبر الإشاعات المتداولة، فرفقًا بهم.