Untitled-1 copy
Untitled-1 copy
العرب والعالم

الصين تدعو إلى الوحدة الدولية وتؤكد «عدم تسترها».. ووهان ترفع حصيلة الوفيات بالفيروس إلى 50 %

17 أبريل 2020
17 أبريل 2020

روسيا تجيز عقار «الهيدروكسيكلوروكين» وألمانيا تنتظر أولى نتائج تأثير «ريمديسيفير» خلال 3 أشهر -

عواصم (وكالات) - دعت الصين امس إلى الوحدة الدولية في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد بعد انتقادات وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعواصم غربية عدة حول إدارة بكين لوباء كوفيد-19، ونفت أي تستر على حجم تفشي الوباء على أراضيها.

وقد أقرت مدينة ووهان الصينية التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد للمرة الأولى بأخطاء في إحصاء الوفيات بالوباء وقامت امس بمراجعة الحصيلة لترفعها فجأة بنحو 50 بالمائة وذلك في أعقاب تصاعد الشكوك على مستوى العالم إزاء شفافية الصين.

وكانت الولايات المتحدة شككت في طريقة إدارة الصين للوباء وأثارت التساؤلات بشأن حجم المعلومات التي شاركتها بكين حقيقة مع المجتمع الدولي منذ ظهور الفيروس أواخر العام الماضي.

وحاولت سلطات ووهان في بداية الأمر التغطية على الوباء وعاقبت أطباء دقوا ناقوس الخطر على الانترنت في ديسمبر، وبرزت تساؤلات إزاء تسجيل الحكومة للإصابات في وقت كانت تغير فيه باستمرار معطيات الإحصاء خلال ذروة تفشي الفيروس.

وقال مركز مراقبة العدوى في ووهان في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة إنه أضاف 1290 وفاة إلى الحصيلة الإجمالية في ووهان التي سجلت أكبر عدد من الوفيات في الصين بكوفيد-19 الوباء الناجم عن الفيروس.

ويرتفع بذلك العدد الإجمالي للوفيات في المدينة إلى 3869 وفاة. غير أن حكومة المدينة أضافت 325 إصابة فقط ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات في المدينة إلى 50333.

وهذه المراجعة للأرقام ترفع حصيلة الوفيات على مستوى البلاد بنسبة 39 بالمائة لتبلغ 4632، بحسب بيانات رسمية نشرت في وقت سابق امس.

غير أن الحصيلة الرسمية للوفيات في الصين البالغ عدد سكانها 1,4 مليار نسمة، لا تزال أدنى بكثير من مثيلاتها في بلدان أصغر مثل إيطاليا وإسبانيا.

وتعرضت الصين لضغوط متزايدة من دول غربية، فأثارت واشنطن الشكوك إزاء الشفافية الصينية بشأن تفشي فيروس كورونا المستجد وأطلقت تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الفيروس نشأ فعلا في مختبر في ووهان.

وكان علماء صينيون قد أعلنوا أن الفيروس انطلق من سوق في ووهان تباع فيه على الأرجح حيوانات برية للاستهلاك البشري.

وأقر المتحدث باسم وزارة الخارجية تجاو ليجيان إن الانتشار السريع للفيروس ساهم في إحصاء أقل لكنه أضاف «لم يكن هناك أي تستر (على المعلومات) ولن نسمح بأي إخفاء».

ودافعت صحيفة غلوبال تايمز القومية والتي تشرف عليها الحكومة، عن مراجعة الأرقام في افتتاحية اعتبرت فيها الخطوة «تصحيحاً مسؤولاً» يستند على «حقائق» ومضيفة أن البعض في الغرب «يبالغون» في تكهناتهم.

وأضافت «نأمل أن تضع دقة البيانات حدا لكل الجدل المحيط بها».

قال أستاذ الأمراض المعدية الجديدة في جامعة هونغ كونغ الصينية جوزف كام إن السلطات المحلية ربما تم تكليفها بمهمة سياسية تقضي بإنجاز هدف محدد في إبلاغها عن الوفيات وحالات الإصابة المؤكدة».

وقال كام لوكالة فرانس برس «بالنظر إلى سذاجة هذه الأرقام، يبدو أن هذا التوقيت على الأرجح هو محاولة لتهدئة الغضب الخارجي وانعدام الثقة وسط ارتفاع معدلات العدوى والإصابات التي شاهدناها».

ولفتت ووهان إلى أسباب عدة لعدم احتساب الحالات بينها حقيقة أن الفرق الطبية في المدينة واجهت وضعا يفوق قدرتها في الأيام الأولى مع ارتفاع أعداد المصابين ما أدى إلى «التأخر في الإبلاغ عنها أو الإغفال أو الخطأ في الإبلاغ».

وأشارت أيضا إلى عدم إجراء فحوص كافية والافتقار لمرافق العلاج، وقالت إن بعض المرضى توفوا في المنازل وبالتالي لم يتم الإبلاغ عن موتهم بشكل صحيح.

وسبق لسلطات الصحة في مقاطعة هوباي وعاصمتها ووهان، أن أجرت مراجعات بشكل مفاجئ للأرقام.

ففي منتصف فبراير أضافت السلطات بشكل غير متوقع نحو 15 ألف حالة إصابة للحصيلة بعد أن بدأت في إحصاء المرضى الذين تم تشخيص حالتهم من خلال تصوير الرئة إضافة إلى الذين يخضعون لفحوص مخبرية.

في وقت لاحق حذفت اللجنة الوطنية للصحة 108 وفيات من الحصيلة الإجمالية، بعد أن اكتشفت أن بعض الوفيات احتسبت مرتين في هوباي.

وعادت السلطات إلى تغيير طريقة احتسابها مجددا في أواخر فبراير عندما توقفت عن إحصاء حالات التشخيص من خلال تصوير الرئة.

مؤخرا، بدأت الصين في إحصاء الحالات التي لا تظهر فيها أعراض على المصابين، وذلك في أعقاب تصاعد قلق الرأي العام إزاء الأشخاص الذين جاءت فحوص إصابتهم بالفيروس إيجابية دون أن تبدو عليهم أعراضه.

سعى تجانغ المواطن من ووهان والبالغ 52 عاما، للحصول على أجوبة من الحكومة الصينية بعد أن توفي والده المسن بالفيروس في أعقاب عملية جراحية غير متعلقة بالفيروس، واعتبر مراجعة العدد بمثابة «تقدم».

وقال «أعرف العديد من المصابين الذين توفوا في منازلهم ولم تكن لديهم الفرصة لإجراء فحص كوفيد-19، لذا لم يتم إحصاؤهم ضمن الوفيات».

وأضاف إن «مراجعة الأرقام تظهر أن الحكومة المحلية يمكنها أن تأخذ في الاعتبار المشكلات التي أثارها أقارب المتوفين، وهذا قد يحمل بعض العزاء للعائلات المفجوعة».

ماكرون: هناك أمورا حدثت لا نعلم عنها شيئا

وفي سياق متصل، نفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حوار شامل مع صحيفة فاينانشيال تايمز نشر أمس الاول، فكرة أن تعامل الصين مع وباء كورونا المستجد يمكن أن يكون نموذجا يحتذى به للدول الديمقراطية.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن ماكرون قوله إنه لا توجد مقارنة بين الدول التي تتدفق فيها المعلومات بحرية وتلك التي يتم فيها طمس الحقيقة.

وذكر ماكرون للصحيفة: «بالنظر إلى هذه الاختلافات، والخيارات التي تم اتخاذها وما باتت الصين عليه اليوم، التي أحترمها، دعونا لا نكون ساذجين لدرجة أن نقول إنها كانت أفضل بكثير في التعامل مع هذا (الوباء)».

وأضاف: «نحن لا نعرف. من الواضح أن هناك أمورا حدثت لا نعلم عنها شيئا».

حصيلة كورونا:مليونان و182 ألف إصابة

ارتفع عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد حول العالم إلى 145 ألفا و673 شخصا امس، بحسب حصيلة أعّدتها فرانس برس امس استنادا لمصادر رسمية.

وتم تسجيل أكثر من مليونين و182 ألفا و740 إصابة معلنة في 193 بلدا ومنطقة منذ ظهور الوباء في الصين في ديسمبر. وتم إعلان تعافي 474 ألفا و900 من هذه الحالات على الأقل.

وباتت الولايات المتحدة حاليا بؤرة الوباء الأولى مع بلوغ حصيلة الوفيات 33 ألفا و286 والإصابات 671 ألفا و425، بينما تعافى 54 ألفا و703 مرضى على الأقل.

وتحتل إيطاليا المرتبة الثانية كالبلد الأكثر تأثّرا مع 22 ألفا و170 وفاة و168 ألفا و941 إصابة مؤكدة.

وتحل إسبانيا في المرتبة الثالثة مع 19 ألفا و478 وفاة و188 ألفا و68 إصابة مؤكدة، من ثم فرنسا مع 17 ألفا و920 وفاة و165 ألفا و27 إصابة، تليها بريطانيا بـ 847 وفاة إضافية في المستشفيات حيث يعالج المصابون بفيروس كورونا المستجد، في حصيلة قريبة من سابقتها (861) وترفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 14576.

والترتيب قائم على أساس الأعداد المطلقة ولا يأخذ في الحسبان أعداد المصابين بالنسبة لعدد السكان.

وحتى امس، أعلنت الصين -- ولا تشمل حصيلتها ماكاو وهونغ كونغ -- عن 4632 وفاة و82 ألفا و367 إصابة، بينما تعافى 77 ألفا و892 شخصا.

وسجّلت أوروبا مليونا و99 ألفا و211 إصابة و94 ألفا و21 وفاة حتى الآن. وبلغ عدد الإصابات المعلنة في الولايات المتحدة وكندا معا 701 ألف و335 مع 34 ألفا و499 وفاة.

وسجّلت آسيا 154 ألفا و943 إصابة و6751 وفاة، والشرق الأوسط 115 ألفا و745 إصابة و5357 وفاة، وأمريكا اللاتينية والكاريبي 85 ألفا و237 إصابة و4001 وفاة، وإفريقيا 18 ألفا و546 إصابة و965 وفاة، وأوقيانيا 7730 إصابة و79 وفاة،علما بان الأرقام المذكورة قابلة للزيادة مع الوقت.

ألمانيا: نتائج العلاج خلال 3 شهور

يتوقع رئيس المعهد الاتحادي الألماني للأدوية والمنتجات الطبية، كارل برويش، أن تخرج أولى نتائج الدراسات حول علاج مرض «كوفيد19-» بمادة «ريمديسيفير» الفعالة إلى النور في غضون ثلاثة أشهر.

وقال بوريش امس في برلين إنه من المنتظر ظهور نتائج من دراستين كبيرتين عن هذه المادة الفعالة في ألمانيا في غضون ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن هاتين الدراستين تُجريان على مرضى في حالة حرجة وشبه حرجة.

تجدر الإشارة إلى أن مادة «ريمديسيفير» تم تطويرها في الأساس لعلاج مصابي فيروس «إيبولا».

وذكر بوريش أن هناك بوجه عام مناهج علاجية مبشرة، مشيرا إلى أن هناك تجارب سريرية أجريت على جرعات مختلفة من عقار «هيدروكسي كلوروكوين».

تجدر الإشارة إلى أن هذا العقار يستخدم كمضاد لمرض الملاريا، إلا أن له آثارا جانبية بالغة.

اسبانيا: تسجيل 585 حالة وفاة

أحصت إسبانيا امس 585 وفاة جراء وباء كوفيد-19 خلال 24 ساعة، ما يرفع عدد الوفيات الإجمالي بالفيروس في البلاد إلى 19478، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الإسبانية.

وغيرت السلطات الإسبانية طريقة إحصاء الوفيات من أجل أن تكون المعايير ذاتها في كل المناطق التي تتلقى منها أرقاما عن الإصابات والوفيات، ما استتبع تغييرا في عدد الوفيات المعلنة خلال الأيام السابقة.

وكان وصل العدد الإجمالي للوفيات امس الأول إلى 19130 مع تسجيل 551 وفاة في 24 ساعة. وإسبانيا ثالث بلد يسجل أعلى عدد وفيات في العالم بعد الولايات المتحدة وإيطاليا.

وباتت الحصيلة لا تشمل إلا الأشخاص الذين أجروا فحصا مخبريا تبين أنه إيجابي. إلا أن السلطات في مناطق إسبانية عدة تشكك بهذه الحصيلة، مشيرة إلى أن هناك آلاف الوفيات الأخرى غير المسجّلة ضمن الحصيلة الوطنية رغم ظهور عوارض الفيروس عليهم.

روسيا: السماح بعقار الهيدروكسيكلوروكين

أجازت الحكومة الروسية علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد بعقار الهيدروكسيكلوروكين الخاص بعلاج الملاريا، والذي تثير فعاليته جدلا في العالم.

وفي مرسوم نشر مساء امس الأول أعطت الحكومة الروسية توجيهات بهذا المعنى للهيئات الطبية موضحة أن الصين قدمت لروسيا أكثر من 68 ألف عبوة من هذا العقار.