1471640
1471640
عمان اليوم

السلطنة تنجح في تحقيق الأمن الغذائي خلال زمن قياسي

17 أبريل 2020
17 أبريل 2020

وسط تخوفات من تعطل سلسلة الإمدادات كيف نجحت الدولة في تحقيق الأمن الغذائي في زمن قياسي؟

عمان: كشفت تداعيات الأزمة المترتبة عن جائحة فيروس كورونا ، حجم الإمكانيات التي تتمتع بها السلطنة وقدرتها على استغلال هذه الامكانات في احداث نقلة لوجستية ومجتمعية على حد سواء .. فقد تنبهت الدولة الى حقيقة مفادها ان العالم في ظل هذه الجائحة ، سوف ينكمش على نفسه ، وربما توقف بعض الدول تصدير الفائض من منتجاتها ومحاصيلها الغذائية تحسبا لان تطول مدة الجائحة ،وبالتالي ستكون هناك حاجة ملحة – هنا في السلطنة - لضمان تدفق سلسلة توريدات غذائية تضمن عدم تأثر حياة الناس في السلطنة ، خاصة وان الجميع مطالب بالبقاء في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. وكانت الملاحظة الكبرى التي أكدت هذه الرؤية هى ان بعض السلع اخذت في الارتفاع تدريجيا ، ولكنها سرعان ما تراجعت بمجرد اتخاذ الدولة حزمة من الاجراءات التنفيذية لضمان سلسلة التوريدات. وفي نهاية مارس الماضي خرجت "اسياد" المجموعة اللوجيستية المتكاملة في الشرق الأوسط، لتعلن أن الموانئ العمانية ترتبط مع 86 ميناءً تجاريًا في 40 دولة بواقع 200 رحلة أسبوعية مباشرة، هدفها تعزيز التصدير والاستيراد المباشر من مختلف دول العالم للسلع والبضائع وخاصة الخضراوات والفواكه واللحوم، وتوفير أفضل الخيارات للتجّار والمستوردين للاستيراد من بلد المنشأ، والاستفادة من خطوط الشحن الدولية المباشرة إلى السلطنة من مختلف الموانئ الخليجية والإقليمية والعالمية. فقد سعت المجموعة إلى تسخير كافة إمكانيات موانئ السلطنة لخدمة التجار والمستوردين والمصدّرين وتوفير مختلف حلول الشحن البحري لنقل مختلف السلع والبضائع من بلد المنشأ، متوسمة في ذلك تنفيذ استراتيجية الحكومة بجعل السلطنة مركزًا لوجيستيًا عالميًا، والعمل بشكل متسارع على استقطاب خطوط ملاحية مباشرة جديدة عبر الدخول في تحالفات مع شركات الملاحة العالمية لتوفير الربط المباشر لموانئ السلطنة. وكانت النتيجة 14 رحلة أسبوعية إلى 9 موانئ في الولايات المتحدة الأمريكية، و3 رحلات إلى موانئ المملكة المتحدة البريطانية، و3 رحلات إلى الموانئ الهولندية، و 5 رحلات إلى الموانئ الألمانية وغيرها من الموانئ الأوروبية في كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وكندا وتركيا، وبلجيكا، ومالطة، ورومانيا، وأوكرانيا، بالإضافة إلى روسيا. كما تضمّن جدول رحلات الخطوط الدولية، خطوط مباشرة تصل إلى مختلف الأسواق الآسيوية كالسوق الصيني الذي ترتبط معها الموانئ العمانية حاليًا بمعدل 29 رحلة أسبوعية تصل إلى 8 موانئ تجارية وهي نينغبو وشنغهاي وينتيان وشيامن وتشينغدوا وشيكو ونانشا وهونج كونج، كذلك 21 رحلة إلى الموانئ الهندية، و3 رحلات إلى كوريا الجنوبية، و4 رحلات إلى ميناء سنغافورة، ورحلة إلى اليابان ورحلة إلى تايون و6 رحلات إلى مينائي كلانج وتانجونج في ماليزيا، وغيرها من الموانئ الآسيوية في باكستان وسريلانكا، وتايلند. وتنطلق من موانئ السلطنة رحلات عدة إلى موانئ منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر كميناء بور سعيد ودمياط في مصر، وجيبوتي، كينيا، مدغشقر، والسودان، وكذلك ميناء طنجة المغربي، وبيروت اللبناني، ومينائي دار السلام وممباسا التنزانيين، وأشتمل جدول الرحلات 60 رحلة أسبوعية مباشرة إلى موانئ دول الخليج العربي. وبدء التجار والمستوردين العمانيون الاستفادة من الخطوط المباشرة والمزايا والتسهيلات المتوفرة في الموانئ العمانية والتي تشتمل على تخفيضات في رسوم الشحن ومناولة وتفريغ البضائع. وتم تدشين خطًا ساخنًا بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عمان للرد على طلبات واستفسارات الراغبين في الاستيراد المباشر لتتكلل تجارب المستوردين المباشرة عبر موانئ السلطنة بالنجاح في اختصار الوقت والجهد التي تأخذها الشحنات المستوردة عبر الموانئ الأخرى، الى جانب الجاهزية العالية في الموانئ وأنظمة التخليص الجمركية التي تساهم في تخليص 90% من البضائع خلال أول ساعة من وصولها للميناء ، وتخليص 20% من البضائع وهي على ظهر السفينة في وسط البحر. كما ان الاستيراد المباشر من خلال استخدام الموانئ العمانية أسهم في اختصار الوقت بنسبة 50%، ليستغرق 7 أيام من ميناء مندرا و10 أيام من ميناء نافا شيفا إلى ميناء صحار، بحيث لا تتجاوز مدة الاستيراد المباشر 4 أيام من الموانئ الهندية إلى ميناء صحار، وبتكلفة أقل. وعلى سبيل المثال تستورد شركة فولتامب للطاقة 80 % من المواد الخام من الهند وكان الاستيراد غير المباشر يستغرق حوالي 7 إلى 10 أيام من الموانئ الهندية إلى ميناء صحار، في حين مع خدمة الخطوط المباشرة فإن وقت العبور أقل بنسبة 50%. وكانت اسياد قد أعلنت مؤخراً بأنها مستعدة لتلبية كافة احتياجات التجار والمستوردين للتصدير والاستيراد المباشر مع مختلف الموانئ الإقليمية والعالمية لشحن السلع والبضائع والمواد الغذائية والخضراوات والفواكه واللحوم بأسعار تنافسية، وذلك بالتنسيق والتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان، بالإضافة إلى إعلانها إطلاق حزمة من الحوافز والامتيازات للمستوردين من بينها تخفيض رسوم المناولة والشحن والتفريغ، وتمديد فترة التخزين المجاني في الموانئ العمانية للبضائع الموجهة للأسواق المحلية. ووفقا للتخطيط والتنفيذ الدقيق في اطار منظومة دولة ، تدفقت البضائع على السلطنة ، لتتراجع موجة ارتفاع الاسعار التي اوشكت على الصعود ،ولاحظناها جميعا في العديد من المحاصيل الزراعية المستوردة مثل البصل الجاف والزنجبيل ومعظم انواع الفاكهة.. أضف الى ذلك اللحوم ورؤوس الاغنام والمواشي لتعود الاسعار لما كانت عليه قبل منتصف مارس الماضي.