بعيدا عن المجتمع .. قريبا من الكتاب .. ماذا تقرأ في عزلتك؟

استطلاع - شذى البلوشية -

في مواجهة العالم لجائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، تتصدى الشعوب لهذا الوباء بإطلاق وسم (خلك بالبيت)، وكأن البيت صار هو الدرع الوحيدة التي يمكن أن تتصدى للفيروس الذي يخترق الأجساد عند أي ملامسة أو حتى اقتراب، ويلوذ كل في بيته لقضاء الوقت بالترفيه حينًا والاستفادة حينًا آخر، ويحتل الكتاب المرتبة الأولى ليكون أنيس الشغوفين بالقراءة، فالوقت المحصور وسط الجداول الممتلئة في اليوم، بات مفتوحًا واتسعت رقعته مع البقاء في المنزل.

اقتربت (عمان) من القراء، لمعرفة الكتاب الذي هو الآن بين يديهم، والإبحار في تفاصيل مضمون الكتاب، وذائقة القراء واختياراتهم علمية أو أدبية أو تاريخية أو سياسية، وربما استغل البعض هذه الفترة في قراءة كتب متخصصة في مجال العمل أو الدراسة.

إبحار في أدب مبارك العامري

وقع اختيار الكاتبة المسرحية عزة القصابية على كتاب (تجربة مبارك العامري الأدبية) وقد بدأت بقراءة الكتاب قبل وفاته -رحمه الله- وحول الكتاب تقول القصابية: كتاب يحتوي على عدد من الأوراق العلمية المحكمة التي قدمت قراءة في أعماله الشعرية... الكتاب صادر عن دار مؤسسة الانتشار العربي بالتعاون مع النادي الثقافي عام 2017.

وأضافت: وجاءت هذه الندوة ضمن سلسلة ندوات علمية محكمة حرصت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس على تقديمها سابقًا، حيث تضمن الكتاب كلمة الأديب الراحل التي قدمها وليد النبهاني وهي كلمة كتبت بلغة رصينة. تضمنت نبذة عن الكاتب وشكرًا لجامعة السلطان قابوس على سعيها لدراسة نتاجات المثقفين العمانيين، وافتتحت الندوة بتقديم أوراق نقدية عن أدب العامري حيث قدم الدكتور أحمد يوسف ورقة بعنوان (سيميائيات العالم الطبيعي في بسالة الغرقى) لمبارك العامري، كما قدمت الدكتورة فاطمة الشيدية ورقة بعنوان: (ملامح النص الشعري عند مبارك العامري)، وبحث الدكتور محمد المرزوق في حياة افتراضية الشخصيات الكتبية في أعمال مبارك العامري السردية الأفعال ووظائفها الأسلوبية في ديوان (بسالة الغرقى) للشاعر مبارك العامري، وأخيرًا قدمت شيخة البادية ورقة في البنية السردية في (مدارات العزلة) لمبارك العامري، وكل تلك الأوراق جمعت في هذا الكتاب الذي تميز باحتوائه على دراسات علمية لهذا الأديب الذي رحل عنا قريبا، وترك إرثًا أدبيًا، يستحق القراءة والبحث في مضامينه الفكرية والأدبية، وهو وسيلة للوقوف على المضمون اللغوي الرفيع للأديب حيث ناقشت الأوراق الملامح الأسلوبية ومستويات اللغة والصور الفنية، فيما أبحرت أوراق أخرى في اللغة السردية لترصد الأحداث والشخصيات والزمنية والحكاية واللغة والحوار.... وهذه دعوة لقراءة الكتاب في ظل الحجر المنزلي.

قانون وتاريخ

وتحدث حمد بن عامر الحبسي حول قضاء الوقت بالقراءة خلال فترة (الحجر المنزلي) حيث قال: في حقيقة الأمر الظروف التي يمر بها العالم حاليًا فتحت فرصًا عديدة للكثيرين من محبي القراءة على اعتبار البقاء في البيت خلال هذه الفترة، وهذا البقاء أتاح لي الاستفادة من قراءة مجموعة من الكتب وفي مجالات مختلفة، حيث تأتي كتب القانون في المقدمة كوني طالبًا جامعيًا حاليًا في تخصص القانون، وأجد الفرصة متاحة للاطلاع والقراءة أكثر في هذا المجال لا سيما فيما يتعلق في المساقات الدراسية، ومن الكتب التي أقرأ فيها كتاب الحقوق العينية في القانون العُماني، وقانون الشركات والإفلاس والعقود المسماة البيع والإيجار وفق القانون العُماني بالإضافة إلى الكتب المتعلقة بعناوين أصول الفقه.

ويضيف الحبسي حول الكتب التي يقرأ فيها: لم يقتصر المجال في القراءة في مجال القانون بل في المجالات التي أحرص على القراءة فيها هي كتب التاريخ العُماني، ومنها كتاب بعنوان تاريخ المضيبي رحلة في سبعين عاما، وكذلك كتب تتحدث عن مجمل التاريخ العُماني العريق، ولا أنسى الموسوعة العمانية بكافة أجزائها التي تأخذك إلى تاريخ عمان العريق، فالموسوعة رفيقة لي للقراءة والاطلاع خلال هذه الفترة.

كتاب يعكس الواقع الحالي

وتقول كريمة بنت سعود البلوشية: أقرأ حاليا كتابا يحمل عنوان (أربعون) من تأليف أحمد الشقيري، حيث اخترته بشكل عشوائي للاستفادة من مضمونه، يقودها الشغف للقراءة كعادتها، ولكن مع قراءتها للكتاب خلال فترة الحجر المنزلي شعرت بأن الظرف الحالي قريب جدا من الأسباب التي دفعت الكاتب إلى تأليف الكتاب، حيث إنه اختلى بنفسه أربعين يوما بعيدا عن الناس والتكنولوجيا وملهيات الحياة في جزيرة صغيرة ونائية في المحيط الهادي.

وحول مضمون الكتاب تقول البلوشية: وصلت الآن إلى منتصف الكتاب تقريبا، واستفدت بأن هناك فعلا مواقف وتجارب وصفات وتصرفات لا بد من تغييرها، وأخرى لا بد من تحسينها وتعديلها وأخرى لا بد من المحافظة عليها وتطويرها في كل ما يتعلق بعلاقتي مع خالقي ومع نفسي ومع القرآن ومع كتبي ومع الناس ومع معادلاتي ونظرتي ورؤيتي للحياة، وهي طبعا الجوانب نفسها التي ركز عليها الكاتب.

إيجابية كتاب

فيما تحدثنا تهى العبرية عن كتاب (مميز بالأصفر) الذي هو بين يديها الآن فتقول: الكتاب من تأليف اتش جاكسون وروتشيل بنينجتون، واللذان يسردان حِكمًا ومواعظ وعِبرًا عن طريق النصح والقصص والاقتباسات في عدد من مجالات حياتنا اليومية، كالتوجه الذهني والإبوة والزواج والكرم والإحسان وكيفية التعامل وغيرها من الأمور التي تساعد في كيفية اختيار مسارات الحياة بذكاء وحكمة، وهذه النصائح هي بمثابة جرعات إيجابية تبعث الأمل والتفاؤل في نفوسنا للمضي قدمًا.

استغلال الوقت بالقراءة

واختارت غدير بنت محفوظ الغطريفية أن تقضي الوقت خلال فترة العزل المنزلي لقراءة الكتب، حيث بدأت بكتاب (أخاف عليكِ) للكاتب فهد العودة، وحول الكتاب تقول الغطريفية: الكتاب عبارة عن نصوص أدبيّة عن المرأة بشكل عام، وتؤكد في نصيحة لجميع القراء باستغلال وقت الفراغ بالقراءة حيث تقول: ما أرسل الله المِحن إلا وفي باطنها مِنح، الوقت العظيم الذي نحظى بهِ الآن سنُسأل عنه يوما ما، لذلك نصيحتي للجميع الاستغلال الأمثل لهذا الوقت الثمين.

التسويق والإدارة

كتب في التسويق والإدارة، هي المجال الذي اختاره سلطان العبري في القراءة حيث قال: توجهي في المستقبل نحو العمل في مجال التسويق الإلكتروني، لأن هذا المجال يمتلك العديد من المميزات مغايرا عن التسويق التقليدي.

مؤكدًا أن سبب اختياره للقراءة في الإدارة يعود إلى طموحه إلى قيادة بعض المشروعات الضخمة.

وأضاف العبري: من منطلق توجه السلطنة نحو إحلال القوى العاملة الوافدة، سيبقى المكان خاليًا للعمانيين، ليتم البحث عن أشخاص مهتمين في مجال الإدارة.

خبرات وتجارب

ويبدو أن عبدالله بن خميس العبري رسم مسارًا واضحًا في استغلال هذه الفترة بالقراءة حيث يقول: خططت لقراءة مستمرة في هذه الفترة، وخاصة أنني طبقت # خليك _في _البيت بحذافيرها، وألزمت نفسي عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى لشراء ما نحتاجه فقط، لذلك أنوع ما أقرأه، أقرأ روايات وشعرًا وكتبًا تربوية وفكرية.

وعندما سألنا عبدالله العبري عن الكتاب الذي بين يديه الآن أجاب قائلا: بين يدي الآن هو كتاب (خبرات وتجارب) لـ(باسل شيخو)، وسبب اختياره أنه كتاب يحتوي على ستة أيام أقسام، وكل قسم يحتوي على خبرات لكتاب مشهورين، لذلك فإن هذا الكتاب منوع في طرحه وأسلوبه وأنصح اقتناءه وقراءته، علمًا بأنني حصلت على الكتاب هدية من أحد الأحبة، ولم أقرأه رغم مرور فترة على زمن إهدائه، وبسبب وجود كتب كثيرة لدي وضعتها في قائمة قراءاتي.

صناعة المحتوى

ويختار أيوب الريامي غالبا كتبه في تطوير الذات وكتبًا أخرى متعلقة بمجال عمله الإعلامي، شغوفا وراء المعلومة الجديدة في بحر الإعلام الواسع، ساعيا وراء كتاب وآخر لتطوير مهاراته، وتحسين قدراته، وصقل مواهبه، مؤمنا بأن القراءة هي السبيل الأمثل لصنع الإعلامي، وتمكينه من السير بخطاه واثقا، بعد بناء أساس متين من الثقافة والوعي التي يجب أن يملكها الإعلامي على وجه الخصوص.

ويحدثنا الريامي عن الكتاب الذي بين يديه الآن قائلا: (صناعة المحتوى الإعلامي للكاتب ماجد الغامدي، وسبب قراءتي للكتاب أنه يحتوي على الكثير من المهارات والأساسيات الإعلامية المتعلقة بصناعة المحتوى الإعلامي الإذاعي منه والتلفزيوني والتي قد أجد نفسي بحاجة ماسة في تطويرها لا سيما أنها مجالي في العمل، وهذه الفترة هي المناسبة لاستغلال أوقات وجودنا في المنزل.