oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

كيف تولّد الأزمة الإبداعات؟

12 أبريل 2020
12 أبريل 2020

أحيانا تكون الظروف الصعبة دافعًا لتشغيل الدماغ وبالتالي إنتاج الأفكار التي لا يستطيع الإنسان أو لا يفكر فيها في ساعات الوضع الطبيعي، والسبب أن الأزمة أو المعاناة كما يقال عادة توّلد الإبداع، بحيث يفكر المرء في إيجاد الحلول البديلة عن المعتاد والروتين.

تمثل جائحة كورونا رغم الألم والقسوة التي تحملها لشعوب البشرية جمعاء، لحظة من لحظات التاريخ الإنساني التي تتيح التفكير في كثير من القضايا بمناظير جديدة، فلقد رأينا كيف أن الناس بدأوا يغيرون حتى تفاصيل تتعلق بالعلاقات الاجتماعية المعتادة، بيد أن الأمر لا يتعلق بهذا فحسب، إنما عملية الإبداع والابتكار وكيف لهذه الأزمة أن تجعل الشباب بوجه خاص يخرجون منها بفكر جديد قادر على توظيف التقنيات الحديثة؟

ثمة العديد من الشباب العُماني الذين بدأوا بالفعل الاستفادة من هذه الظروف في توليد أفكار إبداعية تساهم سواء على المستوى المباشر في معالجة القضايا المتعلقة بكورونا «كوفيد 19»، مثل عمليات متابعة الأرقام والمعلومات وغيرها، وهناك من ابتكر برامج معينة يستفاد منها في مسائل متعددة وهناك تطبيقات مفيدة لا حصر لها، وما إلى ذلك، مما يخدم بشكل عام في الوضع الراهن، ويمكن أن يتم تطويره للاستفادة منه في المستقبل.

لقد ناشدت وزارة التجارة والصناعة المبتكرين لحماية ابتكاراتهم العلمية المتعلقة بفيروس كورونا، حيث دعت المخترعين وأصحاب الابتكارات والباحثين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتقديم ابتكاراتهم العلمية المتعلقة بهذا الإطار، بهدف حمايتها من السرقة وبالتالي صيانة حقوقهم.

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الابتكارات قد تشمل الكشف المبكر عن المرض أو أي طرق للوقاية من الإصابة بالفيروس والتطبيقات الإلكترونية المرتبطة بهذا الشأن وغيرها من الابتكارات المختلفة.

وفي النقطة الأخيرة فالحديث عن كل ما يتعلق بتسهيل المعاملات الإلكترونية وأساليب العمل والمؤتمرات والفعاليات والأنشطة عن بعد، كذلك تطبيقات التجارة الإلكترونية والبيع والشراء، وكافة الخدمات، التي يمكن أن تؤخذ إلى ما بعد الأزمة لتصبح مستدامة ولا تقتصر الفائدة منها على الوقت الراهن فحسب، ومن ثم تنسى، ليعود الناس إلى سابق تقاليدهم.

فما نقصده أن هناك أمورا جديدة وإيجابية يمكن الأخذ بها واصطحابها إلى ما بعد الجائحة لتكون تقليدا جديدا ودائما.

وتشير في هذا الإطار دائرة الملكية الفكرية بوزارة التجارة والصناعة إلى أن انتشار وباء كورونا دفع عددا من الأفراد والمؤسسات في مختلف القطاعات، إلى ابتكار واختراع المئات من الابتكارات الجديدة، وهي بالتالي تحث على حفظ الحقوق في هذا الباب، وتقديم الخدمة فيما يتعلق بالتسجيل والحماية وغيرها من المطلوبات.

وهناك جانب آخر يجب التفكير فيه أو الانتباه له وهو عمليات الدعم لهذه الإبداعات والابتكارات بحيث لا تمضي هكذا دون فائدة منها، وتظل مجرد أفكار على الورق أو نماذج أحادية، وهذا لن يتم إلا عبر تكاتف قطاعي ومجتمعي بأخذ الأفكار الرائدة والعمل على دعمها لكي ترى النور، لاسيما أننا مقبلون في المرحلة التالية «ما بعد كورونا» على توظيف أعلى للتقنيات والبرامج الافتراضية والذكاء الاصطناعي، وهذا كله يفيد في دعم التطور الاقتصادي المنشود لمرحلة مقبلة.