1469430
1469430
العرب والعالم

الموت يخيم على المستشفيات في أوروبا .. والصين بلا وفيات للمرة الاولى

07 أبريل 2020
07 أبريل 2020

(أ ف ب) أودى وباء "كوفيد-19" بحياة أكثر من 75 ألف شخص في العالم معظمهم تقريباً في أوروبا حيث يبدو التراجع في أعداد الضحايا الذي أملت به أوروبا غير ثابت، فيما يقبع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المصاب بالفيروس الثلاثاء في قسم العناية المركزة في أحد مستشقيات بريطانيا بعد أن تدهور وضعه الصحي فجأة. وفي حصيلة جديدة، سجلت بريطانيا 786 وفاة أضافية في يوم واحد لترتفع حصيلتها الإجمالية إلى 6 آلاف وفاة. وارتفع مستوى القلق في بريطانيا بعد إدخال رئيس حكومتها إلى قسم العناية المركزة مساء الاثنين في لندن. وقال المتحدة باسمه إنه "يتلقى الرعاية الروتينية بالأكسجين ويتنفس دون مساعدة". وفي وقت سابق، قال وزير الدولة مايكل غوف لإذاعة "إل بي سي" البريطانية "تلقى رئيس الوزراء دعماً بالأوكسجين ويخضع لمراقبة حثيثة"، وأن جهاز التنفس الاصطناعي قريب منه إذا اقتضت الحاجة. وتشير ليندا بولد أستاذة الطبّ في جامعة ادنبره إلى أن هذا "ينبئنا إلى أي مدى هذا الفيروس لا يفرّق بين الناس. أي شخص في أي مكان كان، بما في ذلك الأكثر حظوةً في مجتمعاتنا، يمكن أن يُصاب وأن تصبح حالته الصحية خطرة". وجونسون الذي اتهم بالتقليل من خطورة الوباء هو الوحيد الذي أصيب بالمرض من بين قادة الدول أو حكومات قوى عظمى. وأعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الذي كلّفه جونسون الإثنين الحلول محلّه "حيثما تقتضي الحاجة" أثناء فترة تواجده في المستشفى، أنّ الحكومة ستستمر في تنفيذ الخطط الموضوعة لـ"هزيمة" الوباء في المملكة المتحدة التي باتت إحدى دول أوروبا الأكثر تأثراً بالمرض، بتسجيلها أكثر من 50 ألف إصابة و5373 وفاة. وصدرت رسائل دعم من كل الجهات، من جانب الأوروبيين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال إنه واثق من أن حيوية جونسون وحسه الفكاهي سيساعدانه على التغلّب على المرض. تخفيف الضغط تجاوز عدد الوفيات بكوفيد-19 في العالم 75 ألفا، معظمهم في أوروبا، منذ ظهر الوباء في الصين في ديسمبر، وفق حصيلة أعدّتها فرانس برس بناء على مصادر رسمية. وكانت أوروبا، القارة الأكثر تضرراً جراء الوباء العالمي، وحيث توفي نحو 54 ألف شخص، تأمل بترسيخ بوادر الأمل التي برزت في عطلة نهاية الأسبوع الفائت عندما تراجع عدد الوفيات في إيطاليا وإسبانيا، الدولتين الأكثر تأثراً. لكن عادت الحصيلة اليومية للوفيات الى الارتفاع من جديد في إسبانيا بعد أربعة أيام من الانخفاض، فسجلت 743 وفاة الثلاثاء، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 13798. وسجل التوجه نفسه الاثنين في إيطاليا مع 636 وفاة إضافية في البلد الذي أودى بحياة 16500 شخص فيها، وكذلك في فرنسا التي سجلت 833 وفاة. في السويد، أعلن عن وفاة أكثر من مئة شخص جراء الإصابة بوباء كوفيد-19 خلال 24 ساعة، بحسب حصيلة نشرتها الثلاثاء وكالة الصحة العامة السويدية. ولم تعتمد السويد التي تعد 10,3 مليون نسمة حتى الآن تدابير صارمة لاحتواء الفيروس. وتسجل 7693 إصابة و591 وفاة وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي سجلت لدى الدول المجاورة لها. وتبرز الخشية من نقص الأدوية في القارة إذ إن الوباء يستهلك المخزون من المهدئات المستخدمة من أجل تطبيب المرضى إلى الأدوية المضادة للملاريا. وعلى الرغم من تزايد الوفيات، لم ترتفع الحالات التي أدخلت إلى المستشفى في العديد من البلدان، بما في ذلك فرنسا وإسبانيا، مما عزز الأمل في اقتراب الوصول من نقطة الذروة. وتقول الدكتورة ماريا خوسيه سييرا من مركز الإنذار الصحي الإسباني: "على الرغم من انه يجري بوتيرة بطيئة، غير أنه لوحظ انخفاض معين في الضغط في المستشفيات ووحدات العناية المركزة". وهي توقعات انسحبت على الأسواق إذ أغلقت أسواق الأسهم الآسيوية الرئيسية إلى حد كبير على ارتفاع، وواصلت المؤشرات الأوروبية الثلاثاء زخمها الصعودي كما في اليوم السابق. وفي محاولة لمواجهة الركود الناتج عن الأزمة الصحية، وفيما حض رئيس مجموعة اليورو ماريو سينتينو على اعتماد "خطة انعاش منسقة واسعة النطاق" كان يؤمل أن يتوصل وزراء مالية الاتحاد الأوروبي الثلاثاء لاتفاق على الإجراءات الاقتصادية الأولى في مواجهة فيروس كورونا المستجد. وأعلن الاتحاد الأوروبي من جهة ثانية أنه سيضمن أكثر من 15 مليار يورو لمساعدة الدول الأكثر ضعفا في إفريقيا وبقية العالم. لا وفيات في الصين رفعت السلطات الصينية إجراءات الإغلاق التي فرضت قبل شهرين على مدينة ووهان التي تعد أول بؤرة لوباء كوفيد-19. وعند منتصف الليل رفعت السلطات القيود التي كانت تمنع السكان من مغادرة ووهان، وهي خطوة في اتجاه انتهاء الأزمة الصحية في الصين. ومنذ 23 يناير لم يكن يسمح لسكان المدينة البالغ عددهم 11 مليونا بمغادرتها. وتحقق ما كانت الصين تنتظره منذ ثلاثة أشهر للمرة الأولى الثلاثاء لم تسجّل أي وفاة جديدة في حصيلتها اليومية، منذ ظهور الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر. في إيران، أودى الفيروس بحياة قرابة 3900 شخص، وفق الأرقام الرسمية التي نُشرت الثلاثاء والتي تشير إلى تراجع عدد الإصابات الجديدة لليوم السابع على التوالي. ويدور نقاش عالمي أيضاً بشأن إلغاء إجراءات العزل، ما يثير الخشية من أن يتراجع الالتزام بالتدابير من جانب قرابة أربعة مليارات شخص أي أكثر من نصف سكان العالم، تُرغمهم أو تدعوهم السلطات للبقاء في منازلهم حاليا. ومن المقرر أن تعرض رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء "مبادئ توجيهية" لضمان نهاية منسقة لفترة العزل. في المقابل، قررت اليابان إعلان حال الطوارئ لمدة شهر كمرحلة أولى في طوكيو وست مناطق أخرى في الأرخبيل، في مواجهة الارتفاع الجديد لعدد الإصابات بوباء كوفيد-19. ولا تسمح حال الطوارئ للسلطات اليابانية أن تفرض عزلاً مشدداً كما في الدول الأخرى، لكنها تعطي لحكام المناطق المعنية إمكانية التشديد على السكان البقاء في بيوتهم وطلب إغلاق موقت لبعض المتاجر غير الأساسية. وفي الولايات المتحدة حيث تجاوزت الحصيلة 10 آلاف وفاة، مدّد أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك، تدابير العزل حتى 29 أبريل، معتبراً أن "الوقت الحالي غير مناسب للتراخي". وسجّلت ولاية نيويورك أكبر حصيلة يومية لوفيات فيروس كورونا المستجد، مع إعلان كومو عن وفاة 731 مصاباً الإثنين، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات في الولاية إلى 5489 حالة. ويجري تحويل كاتدرائية القديس يوحنا الواقعة في مانهاتن، إلى مستشفى ميداني عبر نصب خيم طبية في داخلها. وبعد ثلاثة أشهر على بدء انتشار الوباء، يخيّم الموت على المستشفيات والقلق على الأسر. وروى مصابون بفيروس كورونا المستجدّ لوكالة فرانس برس آلامهم ومخاوفهم.