salim
salim
أعمدة

نوافذ: ثغرة الكورونا

06 أبريل 2020
06 أبريل 2020

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

ارتفاع اعداد المصابين بفيروس كورونا في السلطنة مرده الى عدة عوامل ساعدت على هذه القفزات التي تابعناها خلال الاسبوعين الماضيين ، من بضع عشرات من المصابين الى بضع مئات، ولعل بعض التفاصيل حول المصابين مازالت غير واضحة كعدد المصابين من المواطنين والمقيمين ، ومن المحتمل ان تكون الفئة الأخيرة بشكل مباشر او غير مباشر ساهمت في ارتفاع تلك الأعداد، لعوامل ايضا تحتاج الى التوقف عندها.

نعم لدينا ثغرة ارتفاع الاعداد لفيروس كرونا ، خاصة في موضوع الأيدي العاملة الوافدة وتبرز بعض الأسباب التي يرجح أن نمط حياتها في البيوت المكتظة والصغيرة التي تعيش فيها ، ساهم في الانتشار في كل من مطرح وروي ، وقد تكون ايضا مسألة التوعية لدى الشرائح الأكبر منها لم تجد ذلك الاستيعاب والحرص الذي لدى المتعلم منها، نظرا لتواضع المستوى التعليمي من ناحية وعدم ادراك خطورة المرض ومضاعفاته من ناحية ثانية، وصعوبة متابعة هذه الفئة فردا فردا، وعدم امكانية عزلها كليا عن المجتمع ، وعدم تواجدها في مجاميع سكنية يسهل السيطرة عليها . كما أن الفئة العمالية بطيئة في التجاوب مع التعليمات والنصائح والارشادات ، ليس فقط على مستوى انتشار المرض، بل على مستوى نمط التعامل مع القوانين والتشريعات الاخرى في الاوقات العادية، لذلك فإن انتشار مثل تلك الامراض وغيرها ليس من الصعوبة أن تحدث في أوساط التجمعات العمالية، بل تعد بيئة مناسبة وخصبة ومهيأة لتضاعف الارقام وتصاعدها خلال وقت قصير .

كما أن الممارسات التي قام بها العديد من المواطنين الذين قدموا خاصة من الخارج حاملين اعراض الفيروس والمخاطين لهم ، وعدم الالتزام بالعزل المنزلي ، واحدة من أكبر الأسباب التي ادت الى ذلك الانتشار ، نظرا لمسالة الاختلاط والمشاركة في التجمعات والمناسبات دون رادع ، خاصة ما حدث منها في النصف الأول من مارس الماضي، أضف الى أن بعض الحاملين للفيروس لم يكن تظهرعليهم الاعراض المسببة لذلك الانتشار المجتمعي والذي سرى كالنار في الهشيم.

اذن كان الحل هو عزل بعض الأحياء والمدن داخل العاصمة حتى يتم التمكن من السيطرة على الداخلين والخارجين منها وتقليل الحركة منها واليها، إلا في اضيق الحدود والاحتياجات ، وقد نحتاج الى تكرار التجربة على احياء اخرى بعد ان تعدت مسقط لوحدها رقم 250 حالة اصابة حتى يوم أمس ، وهي تمثل بذلك اكثر من 76% من الحالات في عموم المحافظات في السلطنة .

اذا هناك فعلا ثغرة مهمة نحتاج في الاسبوعين القادمين إلى محاصرتها والتضييق عليها في اطار الاجراءات المتبعة ، وهي امكانية تقليل الاصابات بين الأيدي العاملة الوافدة بالذات وتحجيم تنقل المواطنين ومخالطاتهم لمجاميع الآخرين ، ورفع الاجراءات في المحافظات التي تتصاعد ارقامها ، وبذلك يمكن ان نوقف هذا التصاعد المقلق في الأرقام التي جاءت نتيجة لتلك الممارسات، التي لم يبال حاملوها بخطورة الأمر ، وظهرت نتائجها الآن بعد اسبوعين من الاصابات ، وهذا مايخشى من استمراره.