1467411
1467411
عمان اليوم

البلاستيك يقتل مليون طائر بحري و100 ألف من الثدييات سنويا واستنزف الثروات الطبيعية

04 أبريل 2020
04 أبريل 2020

د. حمد الغيلاني: لابد من زيادة الوعي بخطورة البلاستيك وتأثيره على البيئة -

صالح الجعفري: استخدام المواد الطبيعية القابلة للتحلل سريعا وتعمل بكفاءة -

محمد الغنبوصي: يجب الاهتمام بالبحث العلمي في إيجاد الحلول البديلة للبلاستيك -

استطلاع - حمد بن محمد الهاشمي -

تواجه البيئة بمختلف أنواعها خطر النفايات البلاستيكية التي تؤدي إلى خلل في التوازن البيئي بشكل عام، فالبلاستيك لا ينتهي بعد تحلله، بل يتحول إلى جزيئات صغيرة تدخل في التربة ومياه الشرب والبحار، وبالتالي تصل إلى السلسلة الغذائية للأسماك والحيوانات والطيور والإنسان، كما يتسبب تراكمها في المحيطات ومكبات النفايات بأخطار بيئية متزايدة. وأكد عدد من المواطنين على ضرورة زيادة الوعي بأخطار البلاستيك وتأثيرها على البيئة، وضرورة إيجاد الحلول والبدائل لهذه المواد المستخدمة بكثرة في الاحتياجات اليومية، موضحين أهمية استخدام المواد الطبيعية القابلة للتحلل بشكل سريع، التي تعمل بكفاءة المادة البلاستيكية نفسها، بالإضافة إلى رفع مستوى الرقابة البيئية من قبل المسؤولين في هذا المجال، ورفع مستوى العقوبات للمخالفين الذين لا يهتمون بحماية البيئة، ويتسببون في تلويثها برمي هذه المخلفات البلاستيكية على الشواطئ والأماكن الطبيعية. ولخطورة البلاستيك أصدرت وزارة البيئة والشؤون المناخية قرارا وزاريا بشأن حظر استخدام أكياس التسوق البلاستيكية أحادية الاستهلاك، حيث ستحظر استخدام هذه الأكياس ابتداء من الأول من يناير العام المقبل، وذلك حفاظا على البيئة العمانية. وأصدرت عقوبات للمخالفين لهذا القرار، حيث فرضت غرامة إدارية لا تقل عن 100 ريال، ولا تزيد على ألفيّ ريال عماني، وتضاعف في حالة تكرار ارتكاب المخالفة. والجدير ذكره أن الأكياس أحادية الاستخدام هي التي تصنع من البلاستيك بشكل رئيس، وتكون ذات سمك خفيف لأنها تستخدم لمرة واحدة فقط، ثم يتم التخلص منها في النفايات وتتطاير بسبب وزنها الخفيف في البيئة، وهذا يعد تحديا كبيرا لأنها تحتاج إلى ما يقارب ألف سنة حتى تتحلل، وهذا بسبب قوة مقاومة البلاستيك لعوامل الطبيعة التي تؤثر عليه. أما الأكياس متعددة الاستخدام فهي أكياس من عدت خامات كالقماش والورق ومواد عضوية أخرى، ويمكن صناعاتها أيضا من البلاستيك بشرط أنها تستخدم عدة مرات (تصل إلى 100 مرة)، وذلك لأن سمك الأكياس متعددة الاستخدام يصل قياسه من 40 إلى 60 مايكرون. زيادة الوعي بخطورتها في البداية تحدث الدكتور حمد بن محمد الغيلاني مدير التوعية البيئية بجمعية البيئة العمانية حول كيفية مساهمة المجتمع في عدم استخدام البلاستيك في حياتهم اليومية، قائلا: يجب زيادة الوعي بخطورة البلاستيك وتأثيره على البيئة، فعلبة البلاستيك قد تأخذ 450 سنة حتى تتحلل، وكيس البلاستيك قد يأخذ من 10 إلى 20 سنة حتى يتحلل، كما أن صناعة البلاستيك تكون من مواد نفطية تؤثر على البيئة، وتقتل سنويا مئات الآلاف من الطيور والثدييات. مشيرا إلى ضرورة تعود الناس على استخدام الأكياس الصديقة للبيئة وهي متوفرة في كل مكان، وكذلك التقليل من عدد أكياس البلاستيك قدر الإمكان، كما يجب أن يحاول الجميع المساهمة في نشر الوعي بين أفراد المجتمع، ويساهموا أيضا في إعادة استخدام البلاستيك وتدويره. وأكد مدير التوعية البيئية بجمعية البيئة العمانية أن البلاستيك أصبح في الوقت الحالي الأعلى إنتاجا من ضمن المواد حول العالم، حيث ينتج منه 500 مليون طن سنويا. موضحا أن إنتاج المخلفات للمواطن العماني يبلغ 1.2 كيلوجرام يوميا، وتبلغ المخلفات البلديات السنوية في السلطنة 2 مليون طن، كما يدخل 8 مليون طن من البلاستيك بحار العالم سنويا. وأشار إلى أن البلاستيك يقتل مليون طائر بحري، و100 ألف من الثدييات حول العالم سنويا، فالبلاستيك لا ينتهي بعد تحلله، بل يتحول إلى جزيئات صغيرة تدخل في التربة ومياه الشرب والبحار، وبالتالي تصل إلى السلسلة الغذائية للأسماك والحيوانات والطيور والإنسان. موضحا أن 9 مليون كوب بلاستيك يستهلك كل 6 ساعات فقط في الطائرات حول العالم، و60 ألف كيس بلاستيك يستهلك كل 5 ثوان حول العالم، ومليونين علبة بلاستيك تستهلك كل 5 دقائق حول العالم، و100 ألف علبه معدن مشروبات غازية تستهلك كل ثلاثين ثانية حول العالم. استنزاف للثروات الطبيعية من جانبه تحدث صالح الجعفري حول هذا الموضوع قائلا: "الملوثات البلاستيكية أثقلت كاهل العالم بأسره مما سبب في استنزاف الثروات الطبيعة على الصعيدين البحري والبري، حيث أصبحت المواد البلاستيكية كعبوات المياه والأكياس منتشرة في كل مكان، وكما هو معلوم وأثبتته التحاليل المختبرية بأن مادة البلاستيك الصناعي من المواد التي تحتاج مئات السنين للتحلل؛ فمن هذا المنطلق فإيجاد الحلول والبدائل لهذه المواد المستخدمة بكثرة في الاحتياجات اليومية يعد مطلبا أساسيا". ووضح أن من أهم الحلول والبدائل للبلاستيك في حياتنا اليومية هي استخدام مواد طبيعية قابلة للتحلل بشكل سريع، وتعمل بكفاءة المادة البلاستيكية، فمن التجارب التي أقيمت على مستوى طلاب الجامعات هو استخدام قشور الربيان لإنتاج منتجات تكون مشابهه للبلاستيك الصناعي، واستخدم سعف النخيل أيضا لإنتاج أكياس لحمل المشتريات، هناك الكثير من المواد الطبيعية المتوفرة في أرض السلطنة التي بإمكانها أن تحل محل البلاستيك الصناعي، وقد أثبت هذه المواد إمكانية نجاحها بالمقاييس المطلوبة والمتوازنة اقتصاديا وبيئيا. وأضاف الجعفري قائلا: ولمواكبة نجاح هذه التجارب يجب على أصحاب الشركات الكبرى المبادرة في إسناد هذه المشاريع، مع الأخذ بالاعتبار بتوفيرها في السوق بأسعار رمزية، ومن جهة أخرى يجب زيادة جانب الوعي المجتمعي من خلال مشاركة جميع أفراد المجتمع، فالحفاظ على الموارد هي مسؤولية الجميع؛ لأن الجميع مستفيد من هذه الموارد الطبيعية التي حبانا الله بها في بلادنا والحفاظ عليها واجب وطني، ويمكن التقليل من استخدام البلاستيك الصناعي من خلال رفع مستوى الرقابة البيئية من قبل المسؤولين في هذا المجال، ورفع مستوى العقوبات للمخالفين الذين لا يبالون في البيئة، ويتسببون في تلويثها برمي هذه المخلفات البلاستيكية على الشواطئ والأماكن الطبيعية. متمنيا بأن يكون الجميع على أرض هذا الوطن يدا واحدة، ويشجع بعضنا بعضا في استخدام البدائل السليمة والمناسبة للبيئة، وقد يكون للمحلات الكبيرة تأثير في التشجيع من خلال وضع جوائز على مستخدمي المواد الطبيعية لحمل المشتريات، وأيضا مستخدمي عبوات المياه القابلة للتدوير وإعادة الاستخدام. الآثار السلبية الجانبية وتحدث محمد بن صالح الغنبوصي، قائلا: "يشهد العالم اليوم تطورا هائلا في عالم الصناعات الحديثة، إلا أن هذا التطور لا يخلو من الآثار السلبية الجانبية، ومن ضمن هذه الصناعات المتطورة، الصناعات البلاستيكية بمختلف أنواعها التي غزت حياتنا، وأصبحنا نعيش بأريحية ويسر، لما أضافت لنا الكثير من الراحة في التعامل والاستخدام، إلا أنه ينبغي علينا أفرادا وجماعات أن نبحث عن بديل عنها لما فيها من الضرر الكثير والكبير على الحياة البيئة والفطرية والحيوانية لصعوبة تحللها وهضمها وخطورة مرّكباتها الكيميائية". وأضاف: ومن الأمثلة في الاستخدام اليومي للبلاستيك عبوات المياه وأكياس حمل وحفظ المواد، فلو ساهم كل فرد في التقليل من استخدامهن من خلال امتلاك قارورة حافظة للمياه الساخنة والباردة ذات الاستخدام طويل المدى للتقليل من الاستهلاك اليومي للعبوات البلاستيكية، كما ينبغي منا شراء أجهزة تصفيه المياه المنزلية ذات المواصفات العالمية والمطابقة لأنظمة الصحة العالمية ومن المعلوم أن مياه الموّصلة والمحلاة للمنازل تصلح للاستخدام الآدمي والشرب، فلو قام كل فرد بتعبئة قارورة من المنزل لوفّر جهدا كبيرا ومالا كثيرا وقلل من استخدام العبوات البلاستيكية للمياه. وقال الغنبوصي: وكذلك من ضمن الحلول المقترحة توفير ثلاجات تعبئة المياه على دوائر العمل الحكومية والخاصة الذي سيشكل إضافة كبيرة في التقليل من شراء العبوات البلاستيكية للمياه للعمال والموظفين، أما من ناحية الأكياس البلاستيكية، فمن الأسباب في كثرة استخدامها هو عمال التكييس في المحلات التجارية وتوزيع كل غرض على أكبر عدد من الأكياس إرضاءً للمستهلك، فرفع المستوى التوعوي لهم سيخفض من الاستنزاف الكبير للأكياس البلاستيكية. مشيرا إلى أنه من ضمن الحلول المبتكرة في عالم اليوم، تصنيع أكياس صديقه للبيئة تساهم في حفظ وصون حياة الكائنات في البيئة حولنا. مؤكدا أن الاهتمام بالبحث العلمي في إيجاد الحلول البديلة للبلاستيك وإقامة مؤتمرات بحثية دولية لخطوة يجب العناية بها في رفع مستوى الابتكار العلمي، ورفع المستوى الثقافي للأفراد والمجتمعات في معرفة مخاطر البلاستيك والتقليل منه في حياتنا اليومية سيسهم في خفض حدة الخطورة الناتجة منه.