1467886_388
1467886_388
كورونا

العالم يواجه أسوأ ازمة منذ الحرب العالمية الثانية وحصيلة الوفيات في أوروبا تجاوزت 30 ألفا

01 أبريل 2020
01 أبريل 2020

الصين تعلن 1300 إصابة لأشخاص لا تظهر عليهم أعراض المرض -

عواصم - وكالات - أودى فيروس كورونا المستجد بأكثر من 30 ألف شخص في أوروبا، في وقت تبدو الولايات المتحدة مهددة باجتياح من الوباء الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة تواجهها البشرية منذ 1945. وامس، اعلنت اسبانيا البلد الثاني الاكثر تضررا بالوباء في العالم تسجيل عدد قياسي يومي جديد بلغ 864 وفاة في 24 ساعة، متجاوزة بذلك عتبة تسعة الاف وفاة. ومنذ بدء انتشار الفيروس في الصين في ديسمبر المضي، سجلت أكثر من 860 ألف حالة رسميا في العالم، أكثر من نصفها في أوروبا، و189 ألفا في الولايات المتحدة وأكثر من 110 آلاف في آسيا. ومن أجل وقف انتشار فيروس كورونا المستجد، دعي أكثر من 3,75 مليار شخص، أي 48 في المائة من سكان العالم الى البقاء في منازلهم،كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين تجاوز 178 ألفا. وفي كينيا، اعتذر الرئيس اوهورو كينياتا امس عن "مبالغة" قوات الامن في اللجوء الى العنف لفرض احترام الحظر الجوي الليلي. "مجزرة صامتة" في إيطاليا التي سجل فيها أكبر عدد من الوفيات (أكثر من 12 ألفا و400 خلال شهر ونيف)، بدأت إجراءات العزل تؤدي إلى نتائج "مشجعة" بعد ثلاثة أسابيع. لكن سجلت 837 إصابة جديدة خلال 24 ساعة في البلاد ويبدي الاطباء الايطاليون قلقهم حيال المتعافين الذين يغادرون المستشفى حين يطمئنون الى ان لا خطر يهدد حياتهم رغم انهم قد ينقلون العدوى الى آخرين. وارسل بعض هؤلاء الى مراكز تستقبل مسنين حيث يخشى اطباء ما يسمونه "مجزرة صامتة" رغم تشديد الاجراءات الوقائية فيها. وفي رومانيا التي تعاني مثل دول عدة نقصا في المستلزمات الطبية، يزداد الغضب. ويقول المعالجون "لقد ارسلنا الى الموت من دون اي سلاح". وقضى نحو 500 مصاب بكورونا المستجد في المستشفيات الفرنسية في الساعات الـ24 الاخيرة، في ارتفاع قياسي جديد منذ بدء انتشار الوباء، ما يرفع الحصيلة الاجمالية الى 3523 وفاة. وتجاوزت ايران الاربعاء سقف ثلاثة الاف وفاة. وتواجه الولايات المتحدة حيث تطبق إجراءات العزل على ثلاثة أرباع الأميركيين تقريبا، خطر أن تصبح البؤرة الجديدة للوباء. فقد طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مواطنيه الاستعداد، على غرار أوروبا، لأسابيع "مؤلمة جدا". وأعلنت جامعة هوبكينز الأميركية التي تعد مرجعا أن 4076 شخصا توفوا بكوفيد-19 حتى امس منذ بداية تفشي الوباء. وكان أعلن عن 2010 وفيات السبت الماضي. وسجلت نحو 40% من الوفيات في ولاية نيويورك. ازمة حاملة طائرات الامريكية وتوقع البيت الابيض أن يؤدي المرض الى وفاة ما بين مائة ألف و200 الف شخص في الولايات المتحدة، مع القيود الحالية، مقابل 1,5 مليون الى 2,2 مليون لو لم يتم اتخاذ أي اجراءات. وفي هذا الإطار، رفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) طلب قائد حاملة طائرات أميركية إجلاء طاقمها العالق في جزيرة غوام في المحيط الهادئ قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن الوقت ليس مناسبا لإخلاء حاملة طائرات أمريكية تفشى فيروس كورونا بين طاقمها مضيفا أنه لم يقرأ بالتفصيل رسالة من قبطان الحاملة يناشد فيها طلب المساعدة. كانت رويترز نشرت في وقت سابق رسالة من بريت كروزير قبطان حاملة الطائرات ثيودور روزفلت يدعو فيها إلى إجلاء أربعة آلاف بحار من على متن الحاملة وعزلهم صحيا. و خلال حديثه لمحطة (سي.بي.إس) لم يعلق وزير الدفاع الأمريكي بشكل مباشر على اقتراح قبطان الحاملة، على الأقل في الأجزاء التي بثتها المحطة. وعندما سُئل عما إذا كان الوقت مناسبا لإخلاء الحاملة قال إسبر "لا أعتقد أننا وصلنا إلى هذه النقطة". وقال "ننقل الكثير من الإمدادات والمساعدات، المساعدات الطبية، إلى الحاملة في (جزيرة) جوام. نوفر طواقم طبية إضافية..." مضيفا أن الهدف لا يزال يتمثل في احتواء الفيروس وإنه لا توجد أي حالات خطيرة بين أفراد الطاقم. "ركود غير مسبوق" وأعلنت روسيا امس أنها أرسلت طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية الى الولايات المتحدة، من جانبها أعلنت تركيا إرسال تجهيزات طبية الى إسبانيا وإيطاليا. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الكوكب "يواجه أسوأ أزمة عالمية منذ تأسيس الأمم المتحدة" قبل 75 عاماً. وأوضح أنّ هذه الجائحة "يجتمع فيها عنصران: الأول أنّها مرض يمثّل تهديداً للجميع في العالم، والثاني هو أنّ تأثيرها الاقتصادي سيؤدّي إلى ركود لعلّنا لم نر مثيلاً له في الماضي القريب". وحذر مدراء وكالتين تابعتين للأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية من خطر حصول "نقص في المواد الغذائية" في السوق العالمية بسبب الاضطرابات في التجارة الدولية وسلاسل الإمدادات الغذائية جراء تفشي الفيروس. وفي آسيا، ازدادت الخسائر في بورصة طوكيو امس وبلغت 4,5 في الامئة على خلفية مخاوف من اغلاق تام يطاول عاصمة اليابان التي لا تزال حتى الان في منأى نسبي من الوباء. وتراجعت ايضا الاسواق الاوروبية وخسرت بورصة باريس قرابة 4,12 في المائة وفرانكفورت 3,49 في المائة ولندن 3,43 في المائة. وعلى الصعيد الرياضي، اقر منظمو الالعاب الاولمبية الشتوية 2022 في بكين امس ان ارجاء العاب طوكيو 2020 يضعهم "في وضع خاص". كذلك، الغي مهرجان اديمبورغ، اكبر حدث مسرحي عالمي كان مقررا في شهر اغسطس، بسبب الوباء. اصابات بدون اعراض وعلى صعيد متصل بالتطورات الجديدة نشرت الصين امس للمرة الأولى عدد الأشخاص المصابين حاليا بفيروس كورونا المستجد لكن لا تبدو عليهم أية أعراض، أي لا يعانون من ارتفاع الحرارة أو السعال. وأعلن مسؤولو القطاع الصحي أيضا عن أول إصابة لشخص قادم من الخارج في ووهان، بؤرة الوباء الاولى، ما يثير مخاوف من تزايد الإصابات من أشخاص قدموا الى الصين من دول اخرى. من بين الحالات الـ36 الجديدة التي أعلنت امس، هناك 35 لاشخاص قدموا من الخارج. لم تكن البلاد تعلن حتى الآن إلا عن المصابين الذين تظهر عليهم أعراض المرض، وعددهم بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة بلغ 81554 شخصا. لكن لجنة الصحة الوطنية أعلنت ان عدد الحالات الايجابية التي لا تظهر عليها أعراض المرض بلغ 1367. وكانت اللجنة أعلنت امس الاول انها ستبدأ بنشر معلومات يومية حول هذه الحالات التي لا تظهر عليها أعراض المرض وتعتبر معدية بسبب القلق المتزايد لدى المواطنين. وصدرت دعوات الكترونية للحكومة للكشف عن مثل هذه الحالات بعدما قالت السلطات في نهاية الاسبوع إن أمرأة مصابة في اقليم هينان كانت على تواصل مع ثلاث حالات لا تظهر عليها أعراض المرض. لكن هذه الحالات لا تضاف الى الحصيلة الرسمية للاصابات الا حين تظهر عليها أعراض المرض. إلا أن الإعلان عن الأرقام الجديدة امس يبدو أنه لم يبدد مخاوف المواطنين. وقال كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي ان ارتفاع أعداد حاملي الفيروس الذين لا تظهر عليهم أعراض، يثير مخاوف كبرى، ودعا بعضهم مسؤولي القطاع الصحي الى تفصيل المعطيات في كل مقاطعة. وكتب أحدهم "من الضروري جدا تحديد مواقع حالات المصابين ولا تظهر عليهم أعراض، لانها تعتبر حالات صامتة، انه أمر مخيف". ويوافق خبراء على ان هؤلاء الاشخاص يمكن ان ينقلوا العدوى، لكن لا يزال من غير المعروف مدى مسؤوليتهم في نشر الفيروس. وقد أعلنت بكين عن سلسلة اجراءات مشددة لوقف حركة الوافدين الى البلاد بما يشمل حظر الاجانب من دخول الصين واجراء فحوصات للقادمين من الخارج ما يجعل من الاسهل تحديد المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض. وقالت الصين إن كل تلك الحالات وكل من تواصلوا مع أصحابها، يجب أن يخضعوا لحجر صحي لمدة 14 يوما. وقال خبير الاجهزة التنفسية الصيني زهونغ نانشان في مقابلة مع وسيلة اعلام رسمية الأسبوع الماضي ان الاشخاص المصابين بالفيروس من دون أعراض المرض يمكن أن ينقل كل منهم العدوى "الى 3 او 3,5 اشخاص". وهناك عدة دول أخرى بينها كوريا الجنوبية واليابان تعد حالات من تلك الفئة ضمن حصيلتها الوطنية للاصابات المثبتة. وبات هناك 81554 إصابة في الصين مع 3312 وفاة ومعظمهم في ووهان ومقاطعة هوباي المجاورة. وسجلت سبع حالات وفاة إضافية امس بينها ست حالات في مقاطعة هوباي. وأول إصابة لشخص قدم من الخارج في ووهان، هي لصيني يدرس في بريطانيا ووصل الى المدينة الاسبوع الماضي مع بدء رفع قيود التنقل تدريجا. 3500 وفاة في فرنسا تواصل فرنسا التي تجاوزت عتبة الـ3500 وفاة بفيروس كورونا المستجدّ، امس إجلاء مصابين للتخفيف عن المناطق المكتظة للمرة الأولى، وذلك عبر قطارين فائقي السرعة مجّهزين بالمعدات الطبية اللازمة سينطلقا من إيل-دو-فرانس نحو بريتانييه. وستستمع لجنة المعلومات في الجمعية الوطنية الفرنسية إلى رئيس الوزراء إدوار فيليب ووزير الصحة أوليفييه فيران الأربعاء بشأن "الآثار وإدارة عواقب" الوباء. وتتولى هذه اللجنة التي شُكّلت الأسبوع الماضي، مهمة مراقبة كل أسبوع التدابير التي تتخذها الحكومة. بعد ثلاثة أشهر من إطلاق منظمة الصحة العالمية أول تحذير بشأن التهابات رئوية غامضة في الصين، سجّلت فرنسا الثلاثاء ارتفاعاً جديداً قياسياً في عدد الوفيات جراء كورونا المستجدّ: 499 وفاة في 24 ساعة أي حالة وفاة كل ثلاث دقائق. وبحسب الحصيلة الرسمية الأخيرة، أودى الوباء بحياة 3523 شخصاً في البلاد. وتضاعف عدد المرضى في أقسام الإنعاش خلال أسبوع وبلغ مساء امس الاول 5565 شخص. وبات عدد الوفيات في فرنسا يتجاوز حصيلة الوفيات في الصين (3305). إلا أن الكثير من الخبراء يعتبرون أن الأعداد الرسمية في الصين أقلّ من الواقع بكثير، مستندين خصوصاً على العدد الكبير من الجرار التي تحتوي على رماد الموتى وبدأت العائلات تتسلّمها. امتلاء مستشفيات شرق فرنسا وقال المدير العام للصحة جيروم سالومون في مؤتمره الصحافي اليومي "هذا الوضع غير مسبوق على الإطلاق في تاريخ الطبّ الفرنسي". و سُجّل ثلث عدد الوفيات في فرنسا في إيل-دو-فرانس حيث يتفشى الوباء بعد أن ضرب شرق البلاد. ومن أجل التخفيف عن خدمات الرعاية الصحية التي تعاني من ضغط بينما لم يبلغ الوباء ذروته، ونُقل 36 مريضاً من مستشفيات في المنطقة الباريسية امس على متن قطارين فائقي السرعة مجهّزين بالمعدات الطبية من باريس إلى بريتانييه، وفق ما أعلنت السلطات. وأشار البروفيسور سالومون إلى أن النقل عبر القطار يبقى "معقداً" إذ إن المرضى "مراقبون طوال الطريق من جانب فريق كامل من قسم الإنعاش. إنها عملية كبيرة جداً وموثوقة للغاية". وقال سالومون إنه منذ أول عملية من هذا النوع في 18 مارس، "تمّ نقل 288 مريضاً إلى مناطق تواجه ضغوطاً أقل ويُرجّح أن يرتفع هذا العدد في الأيام والأسابيع المقبلة". وفي شرق فرنسا أيضاً، امتلأت المستشفيات. ومساء امس الاول كانت تجري 21 عملية نقل من الشرق إلى لوكسمبورغ وألمانيا وسويسرا، وفق المدير العام للصحة. وقالت هيئة الصحة في منطقة الشرق الكبير إنها واثقة من قدراتها معتبرةً أنها ينبغي أن تشهد انخفاضاً في عدد الإصابات بكوفيد-19 التي تُنقل إلى المستشفى في القسم الثاني من أبريل. في المنطقة الباريسية، يتدرّب طلاب الطبّ بسرعة على الرعاية التمريضية لمساندة المستشفيات. لكن يحتاجون إلى معدات وقاية ملائمة ليتمكنوا من البدء بالعمل. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تعرّض لانتقادات جراء نقص معدات الوقاية في البلاد، أن فرنسا ستنتقل إلى مرحلة سرعة أعلى في انتاج الأقنعة وأجهزة التنفس. بعد زيارته أحد المعامل الفرنسية الأربعة لتصنيع الأقنعة الثلاثاء قرب أنجيه في غرب البلاد، وعد ماكرون بإنفاق أربعة مليارات يورو لتمويل طلبيات "الأدوية وأجهزة التنفس والأقنعة الواقية"، مؤكدا أن "الأولوية اليوم هي إنتاج أكثر في فرنسا وأوروبا". مطار أورلي مغلق لتلبية الحاجات، طلبت فرنسا مليار قناع واق وتنظم "جسراً جوياً" مع الصين. بعد تسليم أول دفعة الاثنين الماضي، يُرتقب اليوم وصول شحنة تحتوي على 12 مليون قناع. إضافة إلى ذلك، شُكل اتحاد للشركات المصنّعة بهدف تصنيع عشرة ىلاف جهاز تنفس بحلول منتصف مايو 10 آلاف. ومن عواقب الوباء أيضاً: في وقت أغلقت المدارس أبوابها، "فقد" الأساتذة "بين خمسة وثمانية بالمئة من تلاميذهم" لعدم تمكّنهم من التواصل معهم لتأمين "الاستمرارية التربوية" المطلوبة، وفق ما أعلنت وزارة التعليم. وأغلق مطار أورلي الذي ارتاده 32 مليون مسافر عام 2019، أبوابه مساء امس الاول لمدة غير محددة لعدم وجود رحلات أو مسافرين ولم يعد يستقبل إلا رحلات الدولة والرحلات الصحية وطائرات تم تحويل مسارها لحالات طارئة. بالنسبة إلى القطارات الفائقة السرعة التي تمّ خفض عدد رحلاتها بشكل كبير بسبب العزل، فقد بلغ العدد "حدّه الأدنى" مع 42 رحلة يومياً مقابل 700 عادةً، وفق الشركة الوطنية لسكك الحديد. وبهدف تفادي استنفاد قدرات مراكز حفظ الجثث بسبب معدل وفيات كورونا المستجدّ والتخفيف عن منظمي الجنازات، منحت الحكومة إعفاءات من قانون الجنازة، ما يسمح بتأجيل مراسم الجنازات حتى ستّة أشهر، خصوصاً للعائلات التي ترغب بذلك. وأخيرا، أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أن الشرطة أجرت 5,8 مليون عملية مراقبة منذ بدء العزل في فرنسا، محذّراً الفرنسيين من أي محاولة مغادرة لتمضية اجازة الربيع. وينبغي على الفرنسيين أن يكون لديهم تصريح للخروج من منازلهم وذلك لأسباب محددة هي إما شراء حاجياتهم أو العمل أو لسبب صحي.