33333
33333
كورونا

«الصحة» تستدعي المتقاعدين من المهن الطبية للعمل كمتطوعيين إن لزم الأمر

01 أبريل 2020
01 أبريل 2020

تقوم دائرة المبادرات الصحية المجتمعية حاليا بإعداد قوائم تتضمن أسماء وعناوين المتقاعدين من ذوي المهن الصحية بهدف استقطابهم للعمل كمتطوعين إن لزم الأمر والاستفادة من خبراتهم في الحد من تبعات انتشار فيروس كورونا( كوفيد ١٩) . وتعتبر المبادرات المجتمعية الصحية بكل أشكالها التي يجري تنفيذها في السلطنة الأداة العلمية في وصولنا إلى عمق المجتمع المحلي واليد الطولى لبرامج الرعاية الصحية الأولية بما يجعلها تحقق أهدافها المنشودة داعين الجميع بأن يكونوا حصناً لعمان بوعيهم والتزامهم بالتقيد بإجراءات السلامة والوقاية، سائلين المولى القدير أن يحفظنا من هذا الوباء. وتأتي المبادرات المجتمعية الصحية كاستجابة أخلاقية تنبع من منطلق إحساس الفرد بالمسؤولية وتطويع طاقته وأفكاره فيتحول من طرف متلقي إلى آخر مشارك في إيصال الرسالة الإنسانية على أكمل صورة ووجه، وكون أن هذه المبادرات تجسيدا للشراكة المجتمعية بين القطاعات الصحية والأفراد وتعد من العناصر الأساسية لمنظومة الرعاية الصحية الأولية. وشرعت دائرة المبادرات الصحية المجتمعية برسم استراتيجية لتفعيل دور المجتمع بالمساهمة في الحد من مواجهة فيروس كورونا (كوفيد19) . بوصول المرض إلى السلطنة بدأت الدائرة العمل من خلال التواجد في الفريق الفني المشكل في الوزارة لمواجهة المخاطر الناجمة عن انتشار الوباء.

فقد وضعت الدائرة الاستراتيجية المعدة مسبقا قيد التنفيذ استعدادا للقادم، وكخطوة استباقية قبل تزايد الإصابة بالفيروس عملت على التجهيز والتحضير للمرحلة المقبلة وتعزيزا لهذه المبادرات وحول هذه المبادرات تقول الدكتورة هدى بنت خلفان السيابية مديرة دائرة المبادرات المجتمعية الصحية بوزارة الصحة: لقد خطت البرامج القائمة على مشاركة المجتمع خلال ربع القرن الأخير في معظم دول العالم خطى واسعة حققت من خلالها نتائج مبهرة مبرهنة على أهمية هذا النهج الذي روجت له منظمة الصحة العالمية في ثمانينات القرن الماضي وكانت السلطنة من أوائل الدول التي تبنته وعملت على تنفيذه في مختلف ربوعها. ولقد عبرت المبادرات منذ تسعينيات القرن الماضي بمنهج عملها وما حققته من نتائج مدى صوابية الأسس التي قامت عليها ومدى أهمية إشراك المجتمع في التخطيط والتنفيذ لتعزيز الصحة وتحسين نوعية حياة السكان.

وتنوعت أشكال ومسميات المبادرات المجتمعية المعززة للصحة كالمدن والقرى الصحية وتمكين المرأة وتلبية الاحتياجات التنموية الأساسية ومشاريع أنماط الحياة الصحية، وتنفذ هذه المبادرات من خلال تدخلات في المواقع المستهدفة وفق أهداف تأتي في مجملها ضمن منظومة فكرية قائمة على ترسيخ الاعتماد على الذات والمشاركة النشطة من قبل أفراد المجتمع وعملية منسقة بين مختلف القطاعات وذلك بما يساعد الناس ويمكنهم من مساعدة أنفسهم من جهة ومساهمتهم بدراسة واقعهم الراهن والتخطيط والتمويل الجزئي لتنفيذ احتياجاتهم الصحية والتنموية من جهة أخرى. تعمقت فكرة الشراكة المجتمعية والتعاون القطاعي بعد تشكيل اللجان الصحية عام 1999 في مختلف الولايات وقد برهنت هذه اللجان على فاعليتها في التصدي لمختلف التحديات الصحية من خلال تشخيص المشكلات المجتمعية ووضع الحلول المناسبة لها والاستغلال الأمثل للموارد والقدرات الكامنة لدى أفراد المجتمع لحل تلك المشكلات.

فقد سعت دائرة المبادرات الصحية المجتمعية بوزارة الصحة للاستفادة من اللجان الصحية لرفع مستوى الوعي لدى المجتمع من خلال تفعيلها وتمكين أعضائها من أداء دورهم في الحد من مخاطر الوباء باطلاعهم على الوضع الوبائي بولاياتهم والوقوف على العقبات والتحديات التي قد تعرقلهم فقد دأبت الدائرة على متابعة الأعمال الموكلة بكل لجنة والإشراف عليها ورفدهم بالمواد التوعوية اللازمة والنشرات التثقيفية حول الجائحة لبثها والمساعدة على نشرها مجتمعيا. تلك اللجان الصحية تعتبر من أبرز التنظيمات الإدارية الموجودة في السلطنة تضم بنيتها خليطا مجتمعيا من ممثلي القطاع الحكومي ومؤسسات المجتمع المدني إضافة إلى أفراد المجتمع المحلي لتؤدي دورا محوريا في نشر الوعي وتمرير أجندات الوقاية من المجتمع وللمجتمع نفسه بحيث تتبادل الأدوار ويكون في هذه الخلية أبناء الوطن هم النسيج الأهم ويتولون دور المسؤولية ويقع على عاتقهم العمل الأكبر في حين يكون ممثلي القطاع الحكومي جهة تنظيمية إدارية ، التزاما بواجب جميع الأطراف للعمل على الحد من أضرار جائحة كوفيد ١٩ وانجلائها بأقل خسائر ممكنة.

وعقدت اللجان الصحية البالغ عددها واحدا وستين لجنة خمسة وأربعين اجتماعا استثنائيا ناقشت فيه الإجراءات المتبعة للحد من مخاطر فيروس كورونا. وقد عمل رؤساء أقسام المبادرات المجتمعية الصحية ومقرري اللجان الصحية في جميع محافظات السلطنة على تحديد المهام وتعزيز عمل اللجان وتنفيذ الخطة بكافة تفاصيلها وأنشطتها كما دأبوا بجهد مضاعف على تنظيم الدور المجتمعي وتعزيزه لتقوم كل لجنة بالدور المسند إليها للمساهمة في الحد من انتشار الجائحة. وإيمانا من الدائرة بالدور الكبير والفاعل لمؤسسات المجتمع المدني في تنفيذ الأنشطة التوعوية للمساهمة في مجمل الجهود الرامية لاحتواء الأزمة فقد عملت على إشراك تلك المؤسسات واستقطابهم وتزويدهم بالمواد التوعوية ليكونوا داعمين ومبادرين في التوجه المباشر لأفراد المجتمع برسائل التحذير وإرشادات الوقاية. كما أن مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للقطاع الأهلي تعتبر عنصرا تكامليا مهما في نشر المواد التوعوية والمعلومات اللازمة للمساعدة في الحد من انتشار جائحة كورونا المستجد وبالتالي استثمار الوقت والجهد للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة ونظرا لأهمية التكنولوجيا في مواكبة الأحداث فقد دأبت على استثمار هذه المنصات بتزويدها للمواد التوعوية إلكترونيا ونشرها ووضع المستجدات والمتغيرات حول الوباء وتحديث المعلومات باستمرار. كما عملت على الاستفادة من لجان التنمية وممثلي الأسر في كافة مواقع المبادرات المجتمعية من مدن وقرى صحية والبالغ عددها قرابة أربعين موقعا موزعة على محافظات السلطنة لمجابهة انتشار فيروس كورونا كوفيد ١٩والمخاطر الناجمة عن الإصابة به فقامت الأقسام في مختلف المحافظات على تحديد الفئة المستهدفة وتدريبهم على مهام محددة ورفدهم بالمواد التدريبية والنشرات التوعوية وتحديد وسائل تنفيذ عملهم ومتابعتهم باستمرار.