العرب والعالم

في مخيمات الروهينغا... الكورونا كما حرائق الغابات

31 مارس 2020
31 مارس 2020

كوتوبالونغ (بنغلادش)-(أ ف ب) - في مخيّمات الروهينغا في جنوب بنغلادش التي تستضيف أكثر من مليون لاجئ، يخشى من سيناريو كارثي مع اقتراب وباء كوفيد-19 من هذه المنطقة. يشرح محمد جبير أجد وجهاء الروهينغا، الذي يعيش في وسط التلال المكسوّة بأكواخ من الخيزران ومكدّسة فوق بعضها، لوكالة فرانس برس "نحن قلقون للغاية، إذا وصل الفيروس إلى هنا، فسينتشر كما حرائق الغابات". تعدّ ظروف معيشة الروهينغا بائسة، وهم أقلّية مسلمة هربوا من الاضطهاد في بورما المجاورة في خريف 2017، وتجمّعوا هذا المخيّم الذي يعتبر أكبر مخيّم لاجئين في العالم وبالتالي أرضاً خصبة لأي مرض وقنبلة موقوتة راهنا في ظلّ تفشّي فيروس الكورونا المُستجد. في البلدان الأخرى من العالم طُلِب من السكان الحفاظ على مسافة آمنة فيما بينهم. لكن في مخيّم كوتوبالونغ الكبير، بالكاد يبلغ عرض الأزقة الموحلة مترين ويزدحم فيها الناس باستمرار. يقول بول بروكمان مدير منظّمة "أطباء بلا حدود" في بنغلادش إن "التباعد الاجتماعي مستحيل عملياً. والسكّان الأكثر ضعفاً مثل الروهينغا سيتضرّرون كثيرا جراء كوفيد-19". تبلغ مساحة كلّ كوخ 10 أمتار مربّعة بالكاد ويقيم فيه أحيانا 12 شخصاً مكدّسين فوق بعضهم البعض. يروي أحد عمّال الإغاثة "يمكن سماع صوت تنفّس الشخص المجاور". أمّا الأقنعة الواقية التي باتت أساسية في باقي العالم، فهي نادرة في هذا الرقعة من الأرض، فيما المعقّمات اليدوية غير معروفة بالأساس. حتّى الآن يوجد في بنغدلاش نحو 49 إصابة مثبتة بالكورونا، الذي أودى بحياة 5 أشخاص في البلاد. لكن الخبراء يشكّكون بهذه الأرقام ويرجّحون أن تكون أعلى بكثير، نتسجة العدد القليل من الفحوص المخبرية التي أجريت في هذه الدولة الجنوب آسيوية البالغ عدد سكّانها 160 مليون نسمة. - في حين يلازم أكثر من ثلث البشرية منازلها، لا يعرف معظم الروهينغا إلا القليل عن الوضع العالمي الحالي أو لا يعرفون شيئاً بتاتا. قطعت بنغلادش إمكانية الولوج إلى الإنترنت في المخيّمات منذ نهاية العام الماضي للسيطرة عليها بشكل أفضل. يقول سيد الله أحد قادة المجتمع "معظمنا لا يعرف ما هو هذا المرض. سمع الناس أنه يقتل الكثير. ليس لدينا إنترنت لنعرف ماذا يحدث". ويضيف "نحن نعتمد على الرحمة الإلهية". يشعر لقمان حكيم (50 عاماً)، اللاجئ في المخيّم، بالقلق بسبب غياب التدابير الوقائية من الفيروس، ويقول "لقد حصلنا على الصابون وطُلِب منا أن نغسل أيدينا. فهل هذا كلّ ما في الأمر؟". وقد ينقل العدوى إلى المخيم العاملون الكثر في المجال الإنساني الذين يسهمون في صمود مئات آلاف اللاجئين فضلا عن العديد من الروهينغا الشتات الذين يأتون إليه. في ظلّ هذه الظروف، حدّت السلطات المحلّية إمكانية وصول الأشخاص من الخارج إلى المخيّم. ويقول بيمول شاكما المسؤول في مفوضية اللاجئين في بنغلادش لوكالة فرانس برس "لقد قللنا من النشاطات الإنسانية في المخيّم. ولن تستمرّ سوى الأنشطة المتعلّقة بالغذاء والصحّة والمشاكل القانونية". يحاول الروهينغا الذين يعيشون في الخارج في بلدان متضرّرة من الكورونا تحذير أقاربهم في المخيّمات من خلال الاتصال بهم، لكن ثمة العديد من المغتربين الروهينغا عادوا من دون أن يتمّ فحصهم. يحذّر مجيب الله وهو ناشط من الروهينغا مقيم في أستراليا "إذا كانوا يحملون الفيروس واختلطوا مع الحشود ستحصل مجزرة جديدة، وربّما أكبر بكثير مما حدث في العام 2017"، في إشارة إلى القمع الذي تعرّض له الروهينغا في بورما، ووصفه المحقّقون التابعون للأمم المتحدة بأنه "إبادة جماعية".