عمان اليوم

كيف يقضي العائدون من السفر "عزلتهم" المنزلية؟

30 مارس 2020
30 مارس 2020

بيين متابعة الدروس إلكترونيا والقراءة والتواصل الاجتماعي -

الصلت اليحمدي: العزل تم بالاتفاق مع أسرتي واستفدت كثيرا من الوقت عبدالله الذهلي: الأمر لا يحتمل أي خطأ واتباع الإجراءات مهم جدا مالك السيابي: أقضي وقتي في القراءة ومتابعة الدروس متابعة – ناصر الشكيلي في ظل تزايد حالات فيروس كرونا وسعي الجميع للحد من انتشاره والقضاء عليه، فإن الجميع يُجمع على ان الوقاية منه هو من اهم الحلول الناجعة للفرد ويكون ذلك من خلال اتباع التعليمات والإرشادات التي تصدرها الجهات ذات الاختصاص، والتزام المصابين بإجراءات العزل الصحي سواء كان المؤسسي أو المنزلي فهو الوسيلة الوحيدة لضمان عدم انتقال العدوى للآخرين. وسنسلط الضوء في هذا الاستطلاع على بعض حالات العزل المنزلي وكيفية التعامل الأسري مع الحالة وكيف يقضون أوقاتهم وماهي نصائحهم لمن يتعرض للإصابة بهذا الفيروس. بعيدا عن الأسرة مالك بن علي السيابي قال : أخضع حاليا للعزل المنزلي الاحترازي بسبب العودة من المملكة المتحدة بتاريخ 16 مارس 2020 كوني طالب دراسات عليا في المملكة المتحدة وبعد تعطيل الدراسة الصفية في الجامعة والاعتماد على التعليم عن بعد قررت العودة إلى أرض الوطن وإكمال ما تبقى من هذا الفصل بالطرق الإلكترونية، وأضاف: اليوم هو اليوم التاسع للعزل والحمد لله لا أشعر بأي أعراض وأقوم بتطبيق العزل الصحي المنزلي بعيدا عن الأسرة – في شقة خارجية - حفاظا على سلامتهم من أي مكروه بعد مساعدة أحد أفراد العائلة في توفير المستلزمات الضرورية في المكان الذي قمت باختياره للعزل الصحي قبل وصولي. وفيما يتعلق بالتغذية قال مالك: في معظم الأيام يقوم الأهل بتوفير الوجبات الرئيسية مع ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية الصحية اللازمة أثناء استلام أي من المستلزمات والوجبات، وفي أحيان أخرى أقوم بطلب بعض الوجبات إلكترونيا مع التأكد أيضاً من اتباع أساليب التعقيم الضرورية من قبل الطرفين وعن كيفية قضاء الوقت في العزل المنزلي قال: أقوم بقضاء وقتي في القراءة ومتابعة الدروس الجامعية المتبقية قدر الإمكان ومتابعة بعض المسلسلات والأفلام والتواصل مع الأسرة والأصدقاء بشكل مستمر عن طريق برامج التواصل المختلفة سواء بالاتصال الصوتي أو المرئي كما أقضي بعض الوقت في ممارسة الأنشطة والرياضة المنزلية البسيطة. العزل السليم وفيما يخص الحجر وبداياته قال السيابي: في بداية الأمر كان هناك بعض التخوف من التجربة وهو خوف من الملل أو الوحدة ولكن ولله الحمد تعودت وشغلت وقت فراغي ويمر اليوم بدون أن أشعر فيه وأيام قليلة متبقية، ونصيحتي لمن يكونوا في الحجر بعدم التهاون في تطبيق العزل الصحي السليم واتباع كل سبل الوقاية لحماية انفسهم وأهلهم ومجتمعهم، فالمسؤولية جماعية ويجب على الجميع المشاركة فيها والتأقلم على الوضع الراهن حتى وان واجهنا بعض التحديات ولكن الأزمة الحالية تطلب منا الوقوف يدا بيد للتصدي لهذا المرض، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنا هذا الوباء ويعود العالم بخير مرة أخرى ونعود لممارسة حياتنا الطبيعية في أقرب وقت إن شاء الله. إجراء وقائي وقالت أثير بنت جمعة السليمية: بعد رجوعي من المملكة المتحدة كطالبة مبتعثة للدراسة، التزمت بالعزل المنزلي في غرفة خاصة بكامل مرفقاتها، وبطبيعة الحال أن العزل المنزلي يفرض على جميع القادمين من دول انتشر فيها فيروس كورونا كإجراء احترازي ووقائي فقط وهو إجراء مهم وأولي للحد من انتشار الفيروس. وأضافت أثير: في البداية كان وضع العزل صعب ومتعب قليلا باعتبار أن العائد من السفر عادة يسعى إلى لقاء الأهل والحديث معهم والاستمتاع بتواجده بينهم هو من الأولويات بحكم الغربة التي كان فيها، وبكل تأكيد هناك قليلٍ من التعب في بداية العزل، ولكن سرعان ما ينتهي هذا الشعور عندما يستشعر الفرد خطورة الوضع وأن المصلحة العامة يجب أن تغلّب على المصلحة الخاصة، وضرورة أخذ جميع الاحتياطات والإجراءات الوقائية الضرورية، ومن جانب آخر فيجب كذلك اتباع قرارات اللجنة العليا للبحث في آلية التعامل مع فيروس كورونا الذي تضمنت قراراتها العزل المنزلي لجميع القادمين من السفر. وحول طريقة تواصلها مع أفراد أسرتها وجميع الأهل فقالت أثير: إن وسائل التواصل المختلفة والمكالمات الهاتفية ومكالمات الفيديو أتاحت للجميع فرصة التواصل مع الجميع من أي مكان وفي أي الظروف، ولله الحمد تواصلي مستمر مع الجميع باستخدام هذه الوسائل. كما أن هناك تواصل مع أفراد عائلتي في البيت بطرق حذرة ووقائية تضمن عدم الاحتكاك أو القرب من بعضنا، مع الإشارة بالمداومة والاستمرار في عملية التنظيف والتعقيم في كل الأشياء المرتبطة بي. متابعة دروسي وعن كيفية قضاء الوقت ذكرت أثير السليمية أنها تقضي وقتها في متابعة كل ما يرتبط بموضوع دراستها عن طريق شبكة الإنترنت والتواصل مع الأهل والأصدقاء ومشاهده الأفلام والمسلسلات وقراءة بعض الكتب والروايات، مؤكدة أن تنظيم الوقت في مثل هذه الظروف يعد مطلباً ضرورياً للجميع وذلك لطرد الملل والضجر واستغلال أوقات الفراغ الطويلة بما يعود على الفرد والمجتمع بشكل عام بالفائدة والنفع. واختتمت حديثها بنصحية لكل من يكتب له الحجر المنزلي أن يكون متعاونا حتى نهاية الأمر مع جهات الاختصاص فيما يرتبط بتطبيق جميع التعليمات والإرشادات المرتبطة بوضعه في الحجر المنزلي كالالتزام بتطبيق الحجر بالشكل المطلوب وعدم التهاون فيه، كما يجب التعاون مع أفراد أسرته، وأن يقسم وقته في الحجر لطرد الملل والسأم وأسال الله السلامة للجميع وان يحفظ بلادنا من كل مكروه إنه سميع مجيد الدعاء. العزل يمضي بطمأنينة وتحدث عبدالله بن سعيد الذهلي عن تجربته في العزل المنزلي قائلا: تلقينا خبر عزل القادمين من بعض الدول بما فيها إيران، التي كنا فيها في ذلك الوقت. وبما أن العزل كان منزليا كما تقرر من وزارة الصحة، ونعلم جميعا أن نظامنا الاجتماعي الأسري، نظام مؤسس على لبنات اللقاء والزيارات، عوضا على أن منازلنا بها أطفال لا يعون مصطلح (العزل) وأسبابه وفوائده وطريقته. فتقرر بناء على ما سبق أن أعزل نفسي أنا ومن معي (أمي وخالتي)، في شقة بعيدة عن ولايتي، وذلك كوننا مسؤولين عن أي عدوى قد تنتقل منا لأي شخص آخر. وتكفل شقيقاي محمد وأحمد بتجهيز شقة لنا في مسقط مشمولة بكافة المؤن التي تغنينا عن الذهاب للخارج من طعام وكتب وأدوات أخرى ومنها المعيشة والتغذية البدنية والذهنية، وكان التواصل مع أهلي عن طريق الهاتف طبعا، وكان قضاء الوقت في العزل يمضي بطمأنينة من الله، وبشكل روتيني معتاد، متناوب بين القراءة وكتابة بعض النصوص والطبخ ومشاهدة التلفاز وما إلى ذلك. ولم نفكر ولو مجرد تفكير بقطع العزل والعودة للمنزل ومخالطة الآخرين، كون أن الأمر لا يحتمل أي خطأ، فخطأ شخص واحد حامل لهذا الفيروس قد يدمر البيئة الصحية لبلد كامل، كما رأينا ذلك في بعض البلدان، وليقيننا بأهمية العزل المنزلي لم تتوتر النفسية في بداية العزل حتى تتحسن نهايته، كون النفسية تستقيم على ما وطنها صاحبها. وفي النهاية أقول أن مجتمعنا جدار نحن لبناته، لو أهملت أي لبنة دورها سيؤثر ذلك حتما على باقي اللبنات، بل والجدار كله. عزل ذاتي وقال الصلت بن مالك اليحمدي: كنت مسافرا مع بعض أصحابي في رحلة إلى ألمانيا وهولندا ودول أخرى في القارة الأوروبية؛ وكنا بطبيعة الحال نتابع تفشي الفايروس في دول أوروبا، وفور سماعنا عن أخبار احتمال إلغاء رحلات الطيران، قررنا العودة للسلطنة وبالفعل خرجنا من مدينة أمستردام بعد منتصف الليل في سيارة وتوجهنا إلى مطار فرانكفورت في ألمانيا وهناك استقبلنا موظفو الطيران العماني وطلبنا منهم تقديم رحلة عودتنا إلى مسقط ولبوا الطلب بكل رحابة صدر. وفور وصولنا لمطار مسقط، مررنا بمركز الفحص التابع لوزارة الصحة وأُعطينا تعليمات العزل الصحي المنزلي علما بأنه في تلك الفترة لم يكن بعد العزل الصحي المنزلي مفروضا على القادمين من أوروبا. استقبلني في المطار ابن عمي ولم يحصل بيننا أي ملامسة أو مصافحة وإنما تبادلنا السلام والتحية من بعيد، وأوصلني إلى المنزل.  وأضاف اليحمدي :عند وصولي المنزل لفت انتباهي وجود طاولة قبل الباب الرئيسي بها معقمات اليدين ولافتة مكتوب عليها استخدم المعقم قبل الدخول فعقمت كلتا يدي ثم دخلت وألقيت التحية الشفهية على أهلي وذهبت إلى الغرفة المهيأة لي للعزل الصحي وتوجد لها دورة مياه خاصة بها. وكان كذلك أمام باب الغرفة طاولة أخرى بها قفازات ومعقم وعلبة مناديل؛ طبعا كان قرار العزل الصحي المنزلي قد تم اتخاذه بالاتفاق بيني وبين أسرتي قبل مغادرتي مطار فرانكفورت عائدا للسلطنة رغم أنه إلى ذلك الحين لم يكن بعد العزل الصحي المنزلي مفروضا على القادمين من أوروبا. وعن التعامل اليومي قال: إن الطعام يحضر لي يوميًا أستلمه من عند باب الغرفة في مواعين ذات الاستخدام الواحد وبعد انتهائي من تناول الطعام أضع تلك الأواني في كيس للمهملات واربطه وأضعه بجانب باب الغرفة، فيعقم من يستلم الكيس يداه ويأخذه إلى سلة المهملات. التباعد الاجتماعي وأضاف اليحمدي من جانب آخر فإن تعاملي مع أسرتي ليس بالمقطوع تمامًا، فأنا ألقي عليهم التحية الشفهية يوميًا وأحدثهم من غرفتي مع مراعاة المسافة والتباعد الاجتماعي، وفي حال احتجت لشيء من الضروريات فإني أتصل بأحدهم ويحضرها ويضعها بجوار الباب. وفيما يتعلق بقضاء الوقت فقال: أقضي وقتي في كثير من الأمور من أهمها أداء بعض الأعمال الإلكترونية للمؤسسة التي أعمل بها، قراءة الكتب والروايات، مشاهدة المسلسلات والأفلام، واستخدام برامج التواصل الاجتماعي للاطلاع على آخر الأخبار والمستجدات، وأخيرًا بعض التمارين المنزلية.  وحول العزل المنزلي وتقبله للوضع قال: حقيقة، قبل وصولي كنت أحمل هم العزل واستثقلته في بادئ الأمر، كوني شخص كثير الطلعات. ولكن مع مرور الوقت، اكتشفت أن هناك الكثير من الأمور التي أستطيع فعلها وقد تعود إلي بالنفع. العزل كذلك أعطاني فرصة للجلوس مع نفسي ومراجعة حياتي وأهدافي المستقبلية. ونصيحتي لمن يكونوا في العزل هي الالتزام التام بتعليمات الحجر الصحي حتى وإن كنا متيقنين من سلامتنا. أنا لم أختلط بأي مصاب، ولم تظهر علي أية أعراض والحمد لله إلى هذا اليوم وقد أوشكت على الانتهاء من فترة الحظر؛ ولكن من أجل سلامة أهلي والأخذ بالاحتياط ألتزم بالحجر فدرهم وقاية خير من قنطار علاج. كذلك أقول : اعتبروا فترة الحجر فرصة وفسحة لكم لتقوموا بالأشياء التي لا تستطيعون فعلها عادة وأنتم ملتزمون بأمور أخرى، اقرأو الكتب، ادرسوا، ولا ضرر من بعض الترفيه ومشاهدة الأفلام وغيرها.