الأولى

إسبانيا تسجّل حصيلة وفيات قياسية وتفشي الفيروس يتسارع في امريكا

29 مارس 2020
29 مارس 2020

مدريد, (أ ف ب) - يتسارع تفشي فيروس كورونا المستجدّ في الولايات المتحدة حيث تخلّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فكرة عزل ولاية نيويورك، ويواصل انتشاره في أوروبا التي تسجّل ثلثي عدد الوفيات في العالم (31 ألف)، في وقت أعلنت إسبانيا الأحد وفاة أكثر من 800 شخص خلال 24 ساعة، في عدد قياسي جديد. وفي غياب أي لقاح أو علاج مثبت لوباء كوفيد-19، لا يزال أكثر من ثلاثة مليارات نسمة معزولين في منازلهم الأحد في جميع القارات. فهناك أكثر من 3,38 مليار شخص في قرابة 80 دولة ومنطقة مدعوون أو مرغمون على البقاء في منازلهم، وفق تعداد وكالة فرانس برس، ما يمثل حوالى 43% من سكان العالم، البالغ عددهم 7,79 مليار نسمة وفق تقديرات الأمم المتحدة عام 2020. وبين السبت والأحد، سجّلت إسبانيا 838 وفاة بكورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية قياسية جديدة لليوم الثالث على التوالي. وستشدد إسبانيا التي باتت تعدّ أكثر من 6500 وفاة، تدابير العزل السارية منذ منتصف مارس، وهي في الأصل من بين الأشدّ في العالم. ويُفترض أن يصادق مجلس الوزراء في جلسة استثنائية الأحد على وقف كل الأنشطة الاقتصادية "غير الضرورية" في البلاد لمدة أسبوعين وسينبغي على جميع الموظفين البقاء في منازلهم. وبلغ عدد الوفيات في إيطاليا، الدولة الأكثر تضرراً من الفيروس في العالم، أكثر من 10 آلاف وفاة (+889 في 24 ساعة). على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، يتسارع تفشي الفيروس كثيراً. فقد تضاعف عدد الوفيات في الولايات المتحدة منذ الأربعاء وتجاوز عتبة الألفين . وسجلت الولايات المتحدة أكبر عدد من الإصابات المؤكدة في العالم - أكثر من 124 ألف، قرابة نصفها في ولاية نيويورك (شمال شرق) التي طرح ترامب أن يفرض عليها وعلى مدينتها الكبرى الحجر الصحي وكذلك على ولاية نيوجيرسي المجاورة لها، فبل أن يتراجع عن الأمر. وبناء على طلب ترامب، أصدرت مراكز مكافحة الأمراض، الهيئة الصحّية الوطنيّة، بيانا قالت فيه إنها "تناشد سكان نيويورك ونيوجرزي وكونيتيكت تفادي أي تنقلات غير أساسية خلال الأيام الـ14 المقبلة مع دخول هذا الإجراء حيز التنفيذ فورا". وأعلنت الولايات المتحدة وفاة طفل عمره أقل من سنة في ولاية إيلينوي، هو أصغر الضحايا سنا لهذا الوباء. وفي نيويورك كما في أماكن كثيرة من العالم، ينظر إلى الأطباء والطواقم الطبية على أنّهم أبطال في الخطوط الأمامية لهذه "الحرب" على الوباء، لكنهم يعانون من نقص في التجهيزات. وتواجه فرنسا (2314 وفاة بينها 319 في الساعات الـ24 الأخيرة) تدفق المرضى إلى المستشفيات ونقصاً في المعدات. وقدمت الحكومة الفرنسية طلباً بمليار قناع حماية وتعتزم رفع عدد الأسرّة في أقسام الإنعاش في المستشفيات من خمسة آلاف إلى 14 ألفا. كذلك يتسارع انتشار الوباء في المملكة المتحدة حيث تخطت الحصيلة عتبة ألف وفاة مع تسجيل 260 وفاة جديدة خلال يوم واحد. وحذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في رسالة سترسل الأسبوع المقبل إلى المواطنين، "نحن نعلم أنّ الأمور ستّتجه إلى الأسوأ، قبل أن تبدأ بالتحسّن"، داعيا المواطنين إلى الالتزام بتعليمات الحجر المنزلي الذي أعلِن مساء الإثنين لثلاثة أسابيع. وطلبت السلطات الإيرانية من المواطنين البقاء في العزل وحذّرت من أن القيود على التنقل ستُمدد، في وقت سّجلت 123 وفاة إضافية في 4 ساعات في البلاد، وهي إحدى الدول الأكثر تأثراً في العالم مع أكثر من 2600 وفاة. أما الصين، منشأ الوباء، التي يبدو أنها تمكنت من وقف تفشي المرض على أراضيها، فقد أغلقت موقتاً منذ السبت حدودها أمام معظم الأجانب وحدّت بشكل كبير من رحلاتها الدولية لمنع عودة الفيروس من خلال إصابات "مستوردة". وبعدما كانت آخر بلد كبير لم يتخذ أي تدابير حجر منزلي معمم بعد، أعلنت روسيا أنها ستقيّد الحركة عبر حدودها اعتبارا من الإثنين، بعدما أمرت بإغلاق المطاعم ومعظم المتاجر قبل عطلة تستمر أسبوعا، فخلت شوارع موسكو من المارة بشكل غير اعتيادي السبت. وفي موسكو، تطوّع أشخاص، معظمهم طلاب طبّ، لمساعدة المواطنين الأكثر عزلةً. فيأخذون الطلبات عبر الهواتف ويوصلون الحاجيات إلى المنازل. وفي الدول الأكثر فقرا ولا سيما في إفريقيا، من الصعب تطبيق تدابير الحد من التنقلات التي تثير موجة نزوح من المدن، ولاسيما في كينيا ومدغشقر. وفي جنوب إفريقيا، أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي لتفريق مئات الأشخاص المتجمعين أمام متجر في جوهانسبورغ، مخالفين تعليمات الحجر.