oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

إجراءات جديدة والالتزام مطلوب !

22 مارس 2020
22 مارس 2020

تأتي القرارات الجديدة للجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا 2019 (كوفيد 19)، لتضع المزيد من الإجراءات والاحترازات الضرورية لكبح انتشار هذا الوباء العالمي، بما يحافظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في هذا البلد الطيب.

أولا لابد من الإشادة بالخطوات التي اتخذتها اللجنة في ظل حرصها المستمر على سلامة الجميع وهي تضع المستجدات على المستوى المحلي والعالمي في الاعتبار، لاسيما أن هذا الوباء أثبت أنه لا يمكن احتوائه إلا عبر الاحتياطات الكبيرة وهو ما نجحت فيه الصين التي شهدت بداية الوباء، واستطاعت أن تقترب من الخروج من هذه الأزمة نوعا ما، من خلال الاحتراز الكبير والمعالجات الصارمة.

وقد جاءت القرارات الجديدة لتشمل عددا من الإجراءات، تمثلت في: تقليص عدد الموظفين بمقرات العمل الحكومي إلى ما لا يزيد عن 30 بالمائة، ومنع التجمّعات بكافة أنواعها في الأماكن العامة واتخاذ الإجراءات المناسبة حيال المخالفين، وإغلاق قاعات خدمات المراجعين في جميع المؤسسات العامة والخاصّة، واستخدام الخدمات الإلكترونية ما أمكن، بالإضافة إلى إغلاق كافة محلات الصرافة والحد من استخدام العملة الورقية، ووقف الطباعة الورقية للصحف والمجلات والمنشورات بمختلف أنواعها ومنع تداولها ومنع بيع وتداول الصحف والمجلات والمنشورات التي تصدر خارج السلطنة.

كل ذلك يتطلب الالتزام والتحوط التام، فبيئة العمل لابد من تقليص عدد المتواجدين فيها لأقل عدد ممكن والاستعانة بالأدوات البديلة، كالخدمات الإلكترونية والعمل عن بعد من المنازل، بحسب ما تحدده كل جهة.

وهنا لابد من التأكيد على القطاع الخاص بتنفيذ هذه الإجراءات عبر استحداث آليات مناسبة للعمل عن بُعد وتقليل تجمعات العُمّال والموظفين أثناء العلم، وفق ما أوصت اللجنة العليا.

كل ذلك يتم من خلال العمل التشاركي الجماعي بتنفيذ هذه القرارات والإجراءات وعدم التلاعب، لأن أي تجاهل أو إهمال من أي جهة أو فرد سوف يؤدي إلى نتائج غير محمودة لا قدر الله، ومن هنا يكون الاحتياط المسبق مطلوبا للخروج من هذه الجائحة معافين وسالمين بعون الله سبحانه وتعالى.

لقد جرى التأكيد أكثر من مرة ولابد من تكرار ذلك بأن الوعي الفردي والالتزام الصارم من قبل جميع فئات المجتمع هو حائط الصد الأول والأخير للوقاية من هذا الوباء الجائح في العالم، وأن الوضع الذي نعيشه الآن في كافة بلدان العالم هو استثنائي يتطلب الحذر وترسيخ القيم المشتركة الإيجابية والتقيد التام بالتعليمات والإرشادات الصحية من قبل الجهات المختصة، فسلامتك من سلامة الآخرين والعكس صحيح، وهو ما يجب أن نؤكد عليه ونعمل على نشره جميعا مع العمل على تلافي الأخبار السلبية والشائعات أو ما يثبط الهمم.

أخيرا نسأل الله أن تمر هذه الظروف الطارئة وأن تعود الحياة إلى طبيعتها، إنه سميع مجيب، ويبقى التأكيد على الالتزام والتقيد التام.