1464449
1464449
العرب والعالم

تسجيل أول إصابتين في قطاع غزة.. وحجر إلزامي برام الله

22 مارس 2020
22 مارس 2020

غزة (الاراضي الفلسطينية) - (أ ف ب): سجلت أمس أول إصابتين بفيروس كورونا المستجد في غزة، القطاع الفلسطيني المقطوع عن العالم والمكتظ بالسكان والذي يمكن، كما حذرت الأمم المتحدة مؤخرا، أن يؤدي انتشار الوباء فيه إلى كارثة.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع أمس أن المصابين هما مواطنان فلسطينيان عائدان من باكستان، موضحة أنهما بين عدد من «المحجورين» في مركز للعزل قرب الحدود مع مصر «ولم يدخلا القطاع».

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: إن عمري الرجلين تتراوح بين ثلاثين وأربعين عامًا، وهما في حالة مستقرة.

ويثير ظهور إصابات أولى في قطاع غزة قلقا. وذكر مصدر أمني فلسطيني أن وفدا من منظمة الصحة العالمية وصل الأحد إلى إلى القطاع عبر معبر بيت حانون (إيريز).

وكان خبراء حذروا بعيد ظهور كوفيد-19 من مخاطر انتشار الفيروس في قطاع غزة بسبب الكثافة السكانية الكبيرة وارتفاع معدل الفقر وتهالك البنى الأساسية الصحية فيه.

وقبل أيام، قال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ماتياس شمالي، إنه «من الوهم الاعتقاد بإمكانية إدارة مثل هذا الوضع في مكان مغلق كما هو الحال هنا»، مشيرًا إلى نقص الأدوية الأساسية والكهرباء والماء وحتى الموارد البشرية.

وعبر عن قلقه من حدوث «كارثة هائلة» في حال انتشار الوباء في القطاع، موضحًا أن «الوضع سيشبه (في حال انتشار الفيروس) ما حدث على متن سفينة الترفيه -دايموند برنسيس- التي رست قبالة سواحل اليابان» وانتشر الفيروس فيها بسرعة ليصيب 700 من ركابها البالغ عددهم 3700 شخص.

واستعد سكان القطاع الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة ويخضع لحصار اسرائيلي مشدد منذ صيف 2006 يقيد تحركاتهم وحركة البضائع، لاحتمال انتشار الفيروس.

وأحصيت 945 إصابة ووفاة واحدة في اسرائيل، و57 إصابة في الضفة الغربية المحتلة.

وفرضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة إجراءات احترازية مشددة، بينها إغلاق المعابر الحدودية مع إسرائيل ومصر وإغلاق المدارس والجامعات ومنع التجمعات وكل النشاطات الاجتماعية وكذلك قاعات الأفراح والمقاهي والمطاعم، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس.

كما فرضت وزارة الصحة في القطاع حجرا صحيا لمدة 14 يوما على لكل فلسطيني عائد من السفر.

ودعت وزارة الأوقاف في قطاع غزة الأحد المواطنين إلى صلاة في منازلهم.

وذكر مراسل فرانس برس أن الشوارع تخلو من المشاة بينما حث عناصر الدفاع المدني عبر مكبرات الصوت السكان على البقاء في منازلهم.

ويشكل معبر رفح الحدودي مع مصر المنفذ الوحيد لغزة إلى الخارج الذي لا تسيطر عليه اسرائيل. وتقوم السلطات المصرية منذ مايو بفتحه بانتظام بعد سنوات من إغلاق شبه دائم.

وبالقرب من الحدود مع مصر، بدأ عناصر من كتائب عز الدين القسام القسام، الجناح العسكري لحماس، تجهيز منطقتين تضمان ألف غرفة للحجر الصحي، أشرف على أعمال إقامتهما رئيس الحركة يحيى السنوار.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطيني جيرالد روكنشاب لفرانس برس إن مستشفيات قطاع غزة تضم حاليا ستين سريرا للعناية المركزة.

وتحدث عن نقص في الطواقم الطبية مشيرا أيضا إلى أن «أكثر من 90 في المئة من المياه في القطاع غير صالحة للاستهلاك البشري».

وفي رام الله حيث مقر الرئاسة الفلسطينية، أعلن رئيس الوزراء محمد اشتية عن سلسلة من الإجراءات لمكافحة انتشار الفيروس. ومن بين تلك الإجراءات، أقرت الحكومة الفلسطينية «الحجر الإلزامي» على المواطنين للبقاء في منازلهم اعتبارا من الساعة 22,00 أمس.

ويشمل المنع أيضا التنقل بين المحافظات والوصول إلى مراكز المدن.

وأعلن اشتية منع العمال الفلسطينيين من مواصلة أعمالهم في «المستعمرات الإسرائيلية».

وحمل رئيس الوزراء الفلسطيني، إسرائيل مسؤولية سلامة الفلسطينيين في القدس، وكذلك الأسرى في سجونها، مطالبا بالإفراج عن المرضى والأطفال والنساء منهم.

وتقوم السلطة الفلسطينية والجانب الاسرائيلي بالتنسيق المشترك في ما يخص مواجهة الفيروس، حسبما ذكر ناطق باسم السلطة من قبل.