صحافة

جام جم :لماذا يختلف عيد النوروز هذا العام في إيران؟

22 مارس 2020
22 مارس 2020

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (جام جم) مقالا فقالت:

كما في كلّ عام، ينتظر الإيرانيون عيد النوروز (رأس السنة الإيرانية الجديدة)، بفارغ الصبر وربّما أكثر من الأعوام الماضية، في ظلّ حاجتهم الماسّة للترفيه عن النفس، بعدما عاشوا عاما اقتصاديا صعبا جرّاء العقوبات الأمريكية. إلّا أن الضيف غير المرغوب فيه، أي فايروس كورونا الجديد، الذي وصل إلى إيران قبل النوروز بشهر، كان له تأثير سلبي كبير على الاحتفال بالعيد وطقوسه. وقالت الصحيفة: عادة ما يستعد الإيرانيون لعيد «النوروز» قبل حلوله بشهر، من خلال ممارسة طقوس تقليدية، تناقلوها عبر الأجيال، أهمها «خانه تكاني»، إذ ينظفون البيوت ويجددون الأثاث، ويشترون بعض الأساسيات للاحتفال الذي يستمر أسبوعين، حيث تكتظ الشوارع والأسواق الإيرانية بالناس، إلّا أن كورونا أطاح بأجواء الفرح هذه بعد وصوله إلى إيران منذ التاسع عشر من فبراير الماضي إثر إعلان وزارة الصحة اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفايروس في مدينة قم وسط البلاد. وتابعت الصحيفة مقالها بالقول إن فايروس كورونا قد قلب المعادلة هذا العام، بعدما فرض حظر التجوال، ومنع الإيرانيين من الذهاب إلى الأسواق والمتاجر للتبضع لتعمّ أجواء من الحزن والهلع، بدلا من أجواء الفرح والسرور، ما فاقم الضغوط النفسية غير المسبوقة التي عاشوها خلال هذا العام، على خلفية الضغوط الاقتصادية والمعيشية ووقوع أحداث صعبة أكثر من ذي قبل، ولهذا اتخذت السلطات الإيرانية إجراءات احترازية من خلال إلغاء الاحتفالات الجماعية بالعيد، وإغلاق الطرقات أمام السيارات ومنع دخول بعض المحافظات وإغلاق الفنادق وتقليص الرحلات الجوية الداخلية والخارجية إلى حدّ كبير.

ولفتت الصحيفة إلى أنه ثمة عوامل أخرى تشكل أرضية خصبة لانتشار فايروس كورونا الجديد خلال العيد، خصوصا الزيارات العائلية التي تمثل تقليدًا أساسيًا لدى الإيرانيين خلال النوروز، ولهذا امتنعت معظم العوائل من ممارسة هذا التقليد هذا العام للحيلولة دون الإصابة بالوباء، وأطلقت عدّة جهات حملات منها: «النوروز في البيت» و«نبقى في البيوت بالنوروز»، واقترح البعض على الأسر الإيرانية تهنئة بعضها بعضا على شبكات التواصل الاجتماعي وعبر الأجواء الافتراضية «الإنترنيت».

ولفتت الصحيفة إلى أن العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى قد عملت للظهور بأبهى صور التزيين والتجميل وذلك من خلال غرس أنواع الأزهار الربيعية كزهرة التوليب والنرجس في الشوارع والميادين وتزيين أعمدة الإنارة التي بدورها تضفي على العيد بهجة خاصة، بالإضافة إلى تزيين الجدران والساحات بلوحات فنية جميلة ورسوم ترمز إلى النوروز كجزء من التراث والحضارة الإيرانية.