صحافة

السويدية: الأطفال ومحنة القبوع في المنازل

21 مارس 2020
21 مارس 2020

صحف سويدية عديدة تناولت هذا الأسبوع موضوع المدارس و بخاصة تلك التي أقفلت فغاب عنها أطفالها وتلامذتها. في هذه الظروف الاستثنائية الكارثية صحيا التي يمر بها العالم منذ نهاية العام الماضي، يُطلبُ اليوم من الناس في كل أنحاء المعمورة، القبوع في المنازل وتمضية الوقت بين أربعة جدران. هذه التدابير المفروضة على الناس بسبب وباء كورونا، لا يترجمها البعض إلى محاولة سعي من أجل روابط عائلية أوثق.

في بلدان عديدة تبلغت الشرطة والدوائر الرسمية بلاغات و شكاوى كثيرة تطلب المساعدة، مشيرة إلى زيادة ملحوظة في العنف بأنواعه داخل بعض الأُسَر. من ناحية ثانية، يعتبر بعض المراقبين أن الأطفال بحاجة ماسة إلى المدارس، وأنَّ أحوال ونفسيات الأطفال داخلَ الأُسر، ستتأثر جداً من جرَّاء القبوع في المنازل والتغيُّب عن المدرسة، حتى ولو غابت عنهم أو تمَّ تجنيبهم أية أعمال عنف جسدي أو معنوي في منازلهم.

يومية داغنز نيهيتر السويدية كتبت: إن إغلاق المدارس سيؤثر على كل الأطفال، بكل طبقاتهم الاجتماعية وأحوالهم الأُسَرية، ولو بأشكال متفاوتة، وسيؤثّر بشكل خاص على أولئك الَّذين يعيشون في عائلات عنيفة، أو الَّذين يعيشون في عائلات تعاني من مشاكل صحية أو نفسية كبيرة.

إنَّ المدرسة هي شريان حياة بالنسبة للأطفال، كما أنها مصدر استقرار نفسي و معنوي لهم، لأنهم في المدارس يشعرون بنوع من الأمان ويكونون تحت إشراف مرجعية كبرى لها سلطتها وتأثيرها.

الآن، يحاول العالم جاهداً التخلص من وباء كورونا. عند انتهاء هذه المحنة العالمية ستتغيَّر شؤون حياتية كثيرة. لن نعود أبداً إلى فترة ما قبل انتشار الوباء. لقد تغيَّرت وستتغيَّر شؤون حياتية كثيرة. إنه نفق مظلم لا بد من المرور فيه كي نحيا مجدداً. كلُّ قرار نتَّخذه اليوم ستكون له نتائج مؤثرة على حياتنا المستقبلية. وعلينا أن نتعايش مع هذه النتائج، مهما كانت درجات سلبياتها، ومهما توقعنا من خلالها من إيجابيات بدرجاتٍ ونِسَبٍ متفاوتة.