صحافة

النمساوية:مساوئ الانقطاع الكامل عن هيكل المدرسة

21 مارس 2020
21 مارس 2020

كتبت يومية فالتر النمساوية: إن مساوئ أو مخاطر الانقطاع عن التعلُّم في إطار المدرسة، تطال بصورة خاصة، التلاميذ الَّذين يعيشون ضمن عائلات غير ميسورة أو مفككة أو مُصابة بالمشاكل والعَوَز. إن إقفال المدارس في الظروف الصحية الدولية الحالية هو أمر لا بدَّ منه. لكن لا بد من إحاطة هذا الموضوع بما يلزم من اهتمام، كي يعي الجميع مقدار الخطر النفسي الذي يرافق الخطر الصحي من جرَّاء الانقطاع الكامل عن المدرسة، بخاصة لدى فئة معينة من المراهقين الَّذين لديهم قدرات محدودة بالنسبة لتحفيز انفسهم للمدرسة. أحياناً كثيرة، لا يستطيع أو لا يتمكن الأهل من تحفيز أولادهم على الدرس أو الانتباه والتحصيل العلمي. فإذا غاب الأهل عن التحفيز المدرسي والرعاية التعليمية والتربوية لأولادهم، أثناء تواجدهم في البيت، هذا يعني أنهم يسرعون بإحلال سلبيات الانقطاع عن المدرسة. يعرف الجميع أنَّ الظروف الصحية الدولية تحرم التلاميذ من مدارسهم.

كما يعرف الجميع أنَّ الأجهزة الإلكترونية ليست دوماً موضوعة بتصرف التلاميذ، كما أنَّ البيت الواحد قد لا يحتوي على الأدوات الإلكترونية اللازمة كي يضعها كلها بتصرف كل أفراد العائلة. في البيت، يلاحظ الأهل اليوم أن المتابعة المدرسية تتم بسهولة لدى التلاميذ الَّذين يتابعون دراستهم عموماً بشكل جيد، أي التلاميذ الَّذين لا يتذمرون من الدرس. الخطر يكمن لدى التلاميذ الَّذين يملُّون بسرعة من الدرس. هؤلاء سيجعلون المسؤولين عنهم يملُّون من تدريسهم. موضوع آخر اهتمت به الصحف النمساوية يتعلق بالحجر الخطير في مخيمات اللاجئين الواقعة في الجزر اليونانية حيث تشير إحصاءات حكومة اليونان إلى وجود أكثر من أربعين ألف لاجئ يكتظون في مخيمات تقع على الجزر اليونانية شرق بحر ايجه. كما يوجد من بينهم اكثر من 1500 قاصر من دون أهل أو أقارب، كان من المفترض أن يتم توزيعهم على بلدان الاتحاد و لكن هذا الأمر لم يحصل بسبب تفشي الوباء. الجدير ذكره أن فيروس كورونا الذي صُنّفَ وباءً، يُخشى من تفشّيه بخاصة في المخيمات التي تفتقر إلى البنى التحتية الصحية الملائمة.

لذلك تخشى الصحف الأوروبية و النمساوية من كارثة إنسانية في حال تغلغل الوباء داخل المخيمات. يومية در ستاندارد في النمسا تذكّر بأن آلاف اللاجئين لا يزالون على حدود أوروبا الخارجية. جزيرة ليسبوس اليونانية قد يفتك بها الداء في أي وقت وفي ظل سباق محموم مع الوقت، يُخشى أن يكون لتفشيه هناك إذا حصل، نتائج كارثية.

لقد أقرت الحكومة اليونانية حجراً صحياً على المخيمات، وبدا واضحاً أن الدخول إليها صعب جداً حتى من قِبَل أفراد المنظمات الإنسانية. جمعية أطباء بلا حدود تؤكد في هذا الخصوص أن لكل ألف لاجئ تقريباً مصدراً واحداً لمياه الشفة، و أن كلَّ ستة لاجئين ينامون في خيمة صغيرة واحدة مصنوعة من المواد البلاستيكية.

يستحيل على اللاجئين أن يغسلوا ايديهم كما ينبغي، كما يستحيل عليهم التباعد عن بعضهم البعض، أو بالأحرى احترام قواعد التباعد عن بعضهم البعض بمقدار متر أو مترين كما هو متَّبعٌ عالمياً. إذا أصاب الوباء الجزيرة بمخيمها ستحصل الكارثة. أمَّا وقد رُصِدَت الأموال الأوروبية لمكافحة وباء كورونا، من الضروري جداً أن يُصار إلى سحب القاصرين من مخيم ليسبوس والإسراع في بناء مخيمات جديدة تكون أكثر ملاءمة لكي تصبح مكافحة انتشار كورونا في اليونان و جزرها أكثر فعالية.