oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

التأكيد على الالتزام والتضامن الاجتماعي

21 مارس 2020
21 مارس 2020

يظل التأكيد على الالتزام بالقرارات والإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا لمتابعة تطورات فيروس كورونا 2019 (كوفيد 19) من الأمور الهامة التي تساعد على كبح انتشار الوباء، بما يصب في مصلحة الجميع مواطنين ومقيمين على حد سواء.

من الضروري التأكيد على أن الصين التي نجحت لحد كبير في كبح المرض رغم توسع انتشاره، لم تصل لهذه الخطوة وهي تخفيض معدل الإصابات إلى الصفر، إلا عبر التقيد التام بالإجراءات والإرشادات المعروفة من الالتزام بالمنزل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، كذلك التباعد الاجتماعي، والالتزام بالحجر الصحي العائدين من الدول التي ينتشر بها الوباء وتفادي الاختلاط والتجمهر.

إن تساند المجتمع وتكاتفه يظل هو الأولوية وخط الدفاع الأول لصد الوباء، ودون ذلك فإن أي إجراءات احترازية لن تجدي أبدا، ما يدعو للتنبيه المستمر بالامتثال التام من قبل الجميع في ظل رقابة مشددة على أولئك الذين يخالفون التعليمات بما يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر.

ولعل مراجعة تجارب الدول التي ارتفعت فيها النسب بشكل كبير، يكشف أنها مرت بنوع من الخلل المبكر وربما اللامبالاة الاجتماعية التي كان لها الدور الأساسي في توسع دائرة الانتشار، بحيث صعبت السيطرة في مراحل تالية، وهذا هو ما يثير التخوف، لأن التوسع غالبا ما يتم بمتوالية متصاعدة وليس تراكميا.

نحن أمام جائحة عالمية لها انعكاسات على كافة قطاعات الحياة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية، ما يتطلب بالفعل هذا التكاتف الكبير وأن يشكل كل فرد من المجتمع القدوة للآخرين للخروج سريعا من دائرة هذا الوباء بإذن الله.

وكلما كان الالتزام كبيرا والحرص مشددا من قبل الجميع، فإن النتائج سوف تكون سريعة، ودون ذلك لا قدر الله، فسوف تكون النتائج عكسية، وهو ما يجب التنويه له، وأن «درهم وقاية خير من قنطار علاج» كما يقال في المثل العربي الشائع.

في ظل الآثار الأخرى من التأثيرات الاقتصادية الجلية من خلال إغلاق المحلات التجارية والمجمعات وغيرها من محلات لها مختلف الأغراض، فإن التضامن الاجتماعي مطلوب في هذا الإطار، وثمة من عمل على تعضيد هذا الجانب فعليا، فالعون والمساعدة والتضافر مطلوب هنا لأن المجتمع في النهاية يستمر ويتقوى عبر التكاتف ونظرة الناس لبعضهم البعض في هذه الأزمات بروح الإخاء والتعاون.

لقد قامت جهات عديدة ومؤسسات بتجاوب إيجابي في هذا الإطار، وهو أمر تشكر عليه، ويجب أن يمتد ليشمل دائرة أوسع من الجهات والقطاعات والأفراد في المجتمع، بما يساهم في تجاوز الظروف الحالية بأقل الخسائر المادية وقبلها سلامة الأرواح، حيث يبقى الإنسان هو باني الحياة ورأس الرمح لكل العمليات التنموية المستدامة.

أخيرا، يجب التأكيد مجددا على ضرورة الالتزام والتقيد التام بالتعليمات الصحية والقرارات الحكومية والعمل بكل تشديد على حماية أنفسنا وأهلنا وكل الناس من حولنا، بما يساعد في العبور إلى السلامة الأمان. وحفظ الله الجميع.