1463247
1463247
العرب والعالم

الأمم المتحدة توثّق 142 هجوماً على المرافق الطبية في اليمن

19 مارس 2020
19 مارس 2020

منظّمات حقوقية: الأطراف المتحاربة لم تمتثل للقانون الدولي -

10ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة .. جرائم حرب بحق اليمنيين -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد -

وثّقت منظّمة الصحة العالمية وشركاؤها 142 هجمة على المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى في كافة أنحاء اليمن منذ بداية الحرب في عام 2015.

وأكدت المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانية في اليمن ليز جراندي في بيان أمس أن قذيفتين ضربتا في 13 مارس الجاري مبنيين في «مستشفى الثورة العام» الذي يخدم مئات آلاف المدنيين في مدينة تعز (مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم والواقعة جنوب غرب اليمن).

وقالت «من المروّع حدوث هجوم على المرافق الصحية والمستشفيات.. هذا هو الهجوم الثاني على مستشفى الثورة في أقل من عشرة أيام».

وأكدت جراندي أن أقل من 50% من المرافق الصحية في كافة أنحاء اليمن تعمل حالياً، ولا يتوفّر في المرافق العاملة ما يكفي من المختصين والمعدّات والأدوية.

وشدّدت على أن «من حق جميع السكان الحصول على الرعاية الصحية، ولا يوجد أي مبرّر مطلقاً لحرمانهم من هذا الحق».

وتشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج فيها 80% من السكان تقريباً لنوع من المساعدات الإنسانية والحماية. وأصبح عشرة ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وسبعة ملايين شخص يعانون من سوء التغذية.

كما كشفت تحقيقات مشتركة نشرتها أمس منظّمتا «مواطنة لحقوق الإنسان» (اليمنية المستقلة) و«أطباء من أجل حقوق الإنسان» (مقرّها نيويورك) أن الأطراف المتحاربة في اليمن نفّذت ما لا يقل عن 120 هجوماً عنيفاً على مرافق طبية وعاملين صحيين، وأدّت الهجمات التي شنّها التحالف ، والحكومة اليمنية (المعترف بها دولياً) وقوات جماعة «أنصار الله»، إلى تدمير النظام الصحي في اليمن، وتسبّبت بالموت والمعاناة للمدنيين اليمنيين على نطاق واسع.

ورجّح التقرير المعنون «نزعت الإبرة الوريدية وبدأت بالجري : هجمات أطراف النزاع على القطاع الصحي في اليمن»- اطّلعت عليه «عمان»-، أن هذه الهجمات «تشكّل جرائم حرب بحق اليمنيين».

والتقرير هو نتيجة لعمليات توثيق وتحليل لهذه الهجمات خلال أربع سنوات تقريباً في 20 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية، والتي امتدت من مارس 2015 وحتى ديسمبر 2018، ويكشف التحليل عن أربع فئات رئيسية من الهجمات العنيفة التي شنّت على المرافق الصحية وهي غارات جوية (35)، وهجمات برية (46)، واحتلال عسكري (9)، واعتداءات على عاملين في مجال الصحة (23)، وانتهاكات أخرى (7)، مثل أعمال النهب والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية.

وأسفرت الهجمات التي يذكرها التقرير بالتفصيل عن مقتل ما لا يقل عن 96 مدنياً وعاملاً صحياً، من بينهم 10 أطفال، وجرح 230 آخرين، من بينهم 28 طفلاً، وكانت محافظة تعز، والتي تشكّل ثالث أكبر مدينة يمنية، هي الأكثر تضرّراً من الهجمات على المرافق الطبية، حيث تم توثيق ما لا يقل عن 65 واقعة هناك، كما تأثّرت محافظة صعدة، التي تشترك في حدودها مع المملكة العربية السعودية، تأثّراً كبيراً بالهجمات على مرافق الرعاية الصحية، حيث تم توثيق 25 واقعة منها 22 بغارات جوية.

ويخلص التقرير إلى أن عدم امتثال الأطراف المتحاربة للقانون الدولي قد أسهم في حدوث الوضع الإنساني الكارثي في البلد، وأن التدمير الروتيني والاحتلال المتكرّر لمرافق الرعاية الصحية وقتل وجرح العاملين في مجال الرعاية الطبية يسهم على حد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في حرمان المجتمعات المحلية في اليمن من تلقّي الرعاية الصحية.

وأفاد التقرير بأن «التحالف قد قام في المقام الأوّل بتدمير مرافق صحية وإلحاق الضرر بها بهجمات جوية، وقام أنصار الله، وجماعات مسلّحة أخرى موالية للحكومة اليمنية، بإلحاق أضرار وتدمير مرافق صحية باستخدام أسلحة برية عشوائية، كما قامت قوات أنصار الله وغيرها من الجماعات المسلّحة الأخرى باحتلال مرافق طبية، وقام كلا طرفي النزاع بقتل كوادر طبية». وقال التقرير «ارتكبت الأطراف المتحاربة في اليمن بما في ذلك التحالف، وجماعة أنصار الله والحكومة اليمنية خلال النزاع الدائر بينهم انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما انتهكت أطراف النزاع ، مراراً وتكراراً، مبادئ القانون الإنساني الدولي الأساسية المتمثّلة في التمييز والتناسب والحيطة».

وبحسب التقييم الذي أجرته المنظّمتان، «قد يصل حجم العديد من هذه الانتهاكات إلى درجة جرائم حرب، ولكن هناك قصور شديد ومؤسف بخصوص مساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات والإنصاف للضحايا».

وقالت رئيسة منظّمة «مواطنة لحقوق الإنسان» رضية المتوكّل «إن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحلقة المروّعة في اليمن تكمن من خلال بذل جهود مساءلة ذات مصداقية تتناول خطورة ونطاق الانتهاكات والجرائم المرتكبة».

وأكدت المتوكل أن «أولئك الذين يمدّون الأطراف المتحاربة بالأسلحة وغيرها من أشكال الدعم الأخرى، هم يطيلون من معاناة وبؤس اليمن ومشاركون في ارتكاب الانتهاكات المتفشّية والموثّقة في هذا التقرير».