حصاد قصب السكر تظاهرة اجتماعية وتعاونية بين أفراد المجتمع

11 مصنعا تقليدياً لإنتاج السكر الأحمر بمحافظة الداخلية -

الاستفادة من التقانات الحديثة فـي عمليات العصر والطبخ والتخزين دون المساس بالصفات -

نزوى : مكتب «عمان» -

يعد محصول قصب السكر من المحاصيل الزراعية التقليدية التي تشتهر بها محافظة الداخلية، حيث يتم خلال هذه الايام حصاد المحصول بعد مضي عام كامل من زراعته، وتنظير المحصول السابق بعد حصاده في العام المنصرم. ويعتبر قصب السكر من المحاصيل المعمرة والتي تمكث في الأرض لمدة طويلة، حيث إنها تنتج خلفات جديدة تنمو بعد الحصاد مباشرة لتصبح بعد عام كامل جاهزة للحصاد من جديد، ويزرع قصب السكر على مساحات صغيرة وخاصة في الأراضي التي تسقى بالأفلاج. ولا يزال مزارعو محافظة الداخلية متمسكون بزراعته حتى يومنا هذا وقد توارثت الأجيال زراعته جيلا بعد جيل، ويعتبر موروثا زراعيا من بين أقدم الزراعات التي امتهنها الإنسان العماني على مر العصور. لذلك نرى عند حصاد هذا المحصول تعاونا كبيرا بين أفراد المجتمع وخاصة على مستوى الأسر التي تحترف زراعة قصب السكر وإنتاج سكر القصب بمسمياته المختلفة. فحصاد قصب السكر تظاهرة اجتماعية يشارك فيها جميع الأجيال من أبناء المزارعين، لذلك استمرت هذه الحرفة كما هي حتى يومنا هذا مع بعض التغيرات في عمليات العصر والطبخ والتخزين مستفيدة من تقانات العصر الحديث دون المساس بصفات المنتج والتي تتمثل في السكر الأحمر والزيج والخميرة والبلوج، ولكل واحد من هذه المنتجات استخداماته المختلفة. وتشهد هذه المنتجات طلبا متزايدا سنة بعد أخرى وخاصة السكر الأحمر وهو المنتج الأكثر إنتاجا ورواجا لتعدد استخداماته وجودته وسهولة تداوله وتخزينه، حيث يستخدم في صناعة الحلوى العمانية بدرجة كبيرة، وتتميز الحلوى المصنوعة من السكر الأحمر المحلي بطعمها الرائع والمميز، بالإضافة الى الفوائد الغذائية الصحية التي تتواجد بالسكر الأحمر غير المكرر، كما أنه يستخدم كمشروب دافىء في فصل الشتاء وبارد في فصل الصيف بالإضافة الى استخدامه في تخفيف آلام البطن وتحلية الأطباق الغذائية المختلفة.

التوسع في زراعة القصب

ونظرا لأهمية هذا المحصول فقد سعت وزارة الزراعة والثروة السمكية إلى تطويره والتوسع في زراعته، من خلال تبني مشروعات تم من خلالها إدخال أصناف ذات إنتاجية عالية ومقاومة للأمراض التي يصاب بها قصب السكر، كذلك عملت على تطوير وتأهيل المصانع التقليدية العاملة في استخلاص وإنتاج السكر الأحمر والتي وصل عددها إلى 11 مصنعا على مستوى محافظة الداخلية، من خلال توفير آلات استخلاص العصير المتطورة (المعصرة ) ومراجل الطبخ، وإنشاء المظلات ومستودعات التخزين والتصفية، وتطوير عمليات التغليف والتعبئة. وأصبحت زراعة قصب السكر من المحاصيل الاقتصادية بالسلطنة نتيجة لسعره الجيد، فقد وصل سعر الكيلو جرام إلى 4 ريالات بالإضافة إلى تنامي الطلب عليه عاما بعد عام نظراً لجودته العالية التي تتفوق على السكر الأحمر المستورد من الخارج.