العرب والعالم

باكستان ترفض عزل مدنها أمام تقدم كورونا

18 مارس 2020
18 مارس 2020

لاهور (باكستان)- (أ ف ب) - ترفض باكستان، الدولة الفقيرة ذات النظام الصحي المتردي، عزل مدنها، بينما تزايدت لديها حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الأيام الأخيرة ويُخشى من أن يؤدي مركز حدودي للحجر الصحي غير محكم العزل إلى تفشي الوباء.

قال رئيس الوزراء عمران خان مساء امس الاول خلال كلمة بثت عبر شاشات التلفزيون إن «الوضع ليس كما هو في الولايات المتحدة أو أوروبا».

وأضاف أنه إذا أمرت دول مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا مواطنيها بالبقاء في منازلهم للحد من انتشار المرض، فإن ربع الباكستانيين يعيشون «في فقر مدقع».

وأضاف «إذا أغلقنا المدن (...) سننقذ (سكانها) من فيروس كورونا من ناحية، لكنهم سيجوعون حتى الموت من جهة أخرى»، مضيفًا أن السلطات نظرت في مثل هذا الإجراء قبل أن تستبعده.

لكن السلطات أغلقت الملاعب الرياضية والمؤسسات التعليمية في حين يبدو أن سياسات «الابتعاد الاجتماعي»، أي عزل الناس عن بعضهم بعضاً، هي الوحيدة الفعالة لوقف تقدم الوباء. وتعد باكستان 207 ملايين نسمة وفق آخر تعداد للسكان في 2017.

لكن الخوف كبير من تفشي العدوى في بلد متاخم للصين حيث ظهر فيروس كوفيد 19 ولإيران التي ارتفعت حصيلة الوفيات من جراء الفيروس لديها إلى أكثر من 1100 وفاة وأكثر من 17 ألف إصابة.

والوضع خطر نظراً لتردي النظام الصحي الباكستاني، بعد عقود من نقص الاستثمار. كما إن تقليد المصافحة والمعانقة وارتفاع معدل الأمية من المرجح أن تكون كلها عوامل تساعد على انتشار الوباء.

وفيما أدلى عمران خان بكلمته ازداد عدد المصابين بفيروس كورونا بنحو ثمانية أضعاف في أربعة أيام ليصل إلى 241، بينهم 172 إصابة في السند جنوب البلاد وفق حصيلة أعلنتها وزارة الصحة أمس.

وأفادت ولاية السند بعد بضع ساعات بأن لديها 181 مصابًا، بينهم 143 في سوكور في جنوب الولاية، جاؤوا من مركز للحجر الصحي قال مقيمون سابقون فيه إنه ساهم في انتقال الوباء.

وقال محمد سادة الله الذي وضع في مركز الحجر الصحي قرب معبر تفتان الحدودي لدى عودته من زيارة للعتبات المقدسة في إيران، لوكالة فرانس برس امس الاول «لا يمكننا أن نغتسل إلا مرة واحدة كل ثلاثة أيام تقريباً» بسبب نقص أماكن الاغتسال.

وقال رجل آخر في الحجر طلب عدم الكشف عن هويته «أرتدي القناع الطبي نفسه منذ أكثر من سبعة أيام. لقد فحصوا درجة حرارتنا مرة واحدة فقط. لا يوجد متابعة ولا أطباء».

وأضاف «إذا لم يكن لدي الفيروس عندما وصلت إلى هنا، فلن أفاجأ إذا اكتشفت أنني مصاب به الآن».