Abdullah
Abdullah
أعمدة

رمـــاد: التسامح

18 مارس 2020
18 مارس 2020

عبدالله بن محمد المعمري -

[email protected] -

أن يقع صديقك أو من تحب في خطأ عليك فهو أمر وارد، فمن منا ليس ذا خطأ؟، فكل بني آدم خطّاء، لذلك فإن الصفح والسماح هي صفة يجب أن نتحلى بها، وأن تكون إحدى روابط الإخاء التي تقرب الودّ، وتجعل من الحياة في استمرارية مع الآخر، وأن لا شيء يوقف الحياة عن تلك الاستمرارية إن نحن اتصفنا بالتسامح فيما بيننا.

فلم يكن للخطأ بصيرة أمل إن لم يكن له باب للعفو والصفح، وليس للتسامح من وجود إن لك هنالك خطأ يُرتَكب، وهذا ليس على الآخر فقط، بل حتى على انفسنا، نحن نخطئ وعلينا أن نسامح تلك النفس التي نحملها بين حنايا هذا الجسد، وأن ندرك حقيقة خطأ النفس، وكيف نتصالح معها، فلا شيء أشد خطر على الإنسان من نفسه المخطئة التي تجره إلى خطأ أكبر إن لم يسامحها، ولنا في ذلك مواقف وعبر لو أمعنا فيها النظر.

إن دورك مع خطأ الآخر هو أن تسامحه، أما أن تستمر في علاقتك معه فهو أمر آخر، فالمسامحة على الخطأ تعني أن لا تحمل عليه حقدا في قلبك، أن لا تكيد له ما يضره، وآن تجعل من خطئه معك جسرا لأذيته، وسببا لعقوبته، «فمن عفا وأصلح فأجره على الله». هنالك من يخلط بين الخطأ والصفح، وما بين استمرار العلاقة الاجتماعية المبنية على ذلك الخطأ، فأن تتحول من مرتبة صديق إلى مرتبة شخص عام في المجتمع لا تشبه تحولك من صديق إلى عدو، فشتان بينهما، وإن كان السبب هو خطأ ارتكبته، فحينما أسامحك أحولك من صديقي إلى شخص عام، لا أن تتحول إلى عدوي. ولنا في الحياة مثال، فليت قومي يعلمون.

التسامح تلك الصفة النقية في عالم الفطرة الإنسانية، تجعل من القلوب في راحة، والحياة في سعادة، تنام قرير العين، لا ضغينة ولا شعور بالغضب، فما أحوجنا من أن نطهر القلوب والعقول، فمن أخطأ فله وعليه وزر خطأه، ومن سامح فله أجر المسامحة وأثرها في دنياه وآخرته.