1462767
1462767
المنوعات

نجوم ولوحات وأغان : الفن في مواجهة «كوفيد – 19»

18 مارس 2020
18 مارس 2020

كتبت : بشاير السليمية -

قبل أيام صرح الممثل الإنجليزي إدريس ألبا عبر حسابه في تويتر أنه مصاب بفايروس كورونا المستجد «كوفيد – 19»، وأنه خضع للفحص بعد أن اكتشف أن أحدا من الذين خالطهم قد تأكدت إصابته بالفايروس، ويقوم حاليا بالحجر المنزلي، مؤكدا لمتابعيه أنه سيبقى على تواصل معهم حتى يخبرهم ما هو فاعل خلال هذه المدة، واختتم تغريدته «No panic»، فأتذكر فجأة أنه بطل الفيلم الذي شاهدته في 2017 «The Mountain Between Us» وكيف أني كنت معجبة جدا بأدائه، حيث كان يلعب دور رجل يركب طائرة مع امرأة يلتقيها لأول مرة، فكان أن سقطت الطائرة وهكذا حتى حاولا النجاة، وكذا حال آخرين من نجوم السينما الذين أصابهم الفايروس مثل المخرج والممثل الأمريكي توم هانكس المعروف بأدواره الكوميدية والذي أصيبت زوجته كذلك قال للناس: «اعتنوا بأنفسكم». ومع بداية انتشار الوباء في وطننا العربي نشر الصحفي ومقدم البرامج في قناة الجزيرة والشغوف بفن السينما والمساهم في نشر وعي جمعي ثقافي كما يصف نفسه في حسابه على الإنستجرام، نشر مجموعة من ملصقات لأفلام، قال تحتها: «إذا أردتم تخفيف ضغوط مشاعر القلق والرهبة المتزايدة من انتشار وباء كورونا، عليكم بمشاهدة أفلام ومسلسلات حول الأوبئة» مشيرا إلى تصريح عالمة الاجتماع مارجي كيرر التي تقول: إنه من الطبيعي أن نرغب في مشاهدة أفلام عن الأشياء التي نخشاها لأنها تساعدنا على تخفيف القلق ومواجهة الخوف.

يقول فنان ما: إننا نستطيع من خلال الفن طرح أي قضية كانت، وكلامه صحيح بلا شك لكن الفن في الوقت الحالي وفي مثل هذا الظرف يرينا كيف يمكن تدويره وإسقاطه على حالات أخرى، فمع انطلاق حملة -خليك_بالبيت سجلت أغنية فيروز «الله يخليك..خليك بالبيت» تداولا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وترافق الأغنية صورة للفنانة اللبنانية بالكمامة، وفيما بعد ذلك ظهر فنانون آخرون منهم أليسا بنفس الصورة مع مقطع من أغنيتها «مابدي تسلم عليّ».

وفي عملية تدوير أخرى ينتشر مقطع من المسلسل السوري الكوميدي «مرايا» والذي بث عام 1986، كان الفنان السوري ياسر العظمة قد نشره عبر حسابه على إنستجرام، كان يغني فيها قائلا: «خيي لا تصافحني بنوب لا تلمس يدي ... يمكن في عندك ميكروب واللمس بيعدي».

وفي التصميم والتركيب يقول الفن أيضا شيئا آخر متميزا، فالفنان اليوناني كويستيس جريفاكيس مثلا والذي اتبع في أسلوبه تركيب الصور في أماكن غير أماكنها، طوع قدرته هذه المرة مستعينا بلقطات من الأفلام السينمائية يظهر فيها الممثلون ممسكين بمعمقات ومرتدين كمامات. ومن هذه الأعمال لقطة من فيلم تايتنك 1997 حيث يحمل جاك دوسون معقما واضعا منه قطرات على يد روز، يعطي النظر للعمل بعض اطمئنان فعلى كل حال لسنا على ظهر سفينة توشك على الغرق. ولقطة من الفيلم الغنائي Lalaland، حيث يظهر الممثلان رايان جوسلينج وإيما ستون وهما يرقصان في أغنية «Lovely Night» يمسك أحدهما بالمعقم والآخر بالكمامة. ومن عام 1965 يطوع جريفاكيس فيلم «Sound of Music» في اللقطة التي تغني فيها جولي أندروز بين الحقول ممسكة بما أمسكه من سبقها في الأعمال الأخرى، وأتذكر الأغنية تلك حيث تقول بالعربية «في دروب..هيا نغني...» لكن بالطبع ليس في المسارح والساحات.

ثم يجعلني الرسام أندريس ج. كولميناريس الذي يعمل خلف «WaWa-WiWa» أندهش من قدرته على تطويع كائنات لا تمت لكورونا بصلة حتى الآن في التوعية عبر لوحات ظريفة وبسيطة، فأندريس جعل من دودة «أم أربعة وأربعين» تشجع الناس على غسل أيديهم لأنهم على الأقل يملكون يدين اثنتين فقط بينما هي فأربعة وأربعين، وجعل الزرافة تؤكد أنها لا تلمس وجهها أبدا لأن أطرافها لا تطاله، أما حبات البازلاء وعائلتها بالنسبة له فهي تلزم قشرتها ولا تغادرها.

الكثير من الأمثلة التي تمر وتسري من أنحاء مختلفة من العالم الكبير، حيث يقضي الناس أوقات الحجر بالعزف والغناء عبر شرفات البيوت، آخذين بالأثر الذي يمكن أن يحدثه الفن بشتى أنواعه والذي أصبح يقدم التوعية المألوفة المعروفة لكن بأسلوبه المتفرد، مؤكدا عبر نجومه وفنانيه وممارسيه ومتلقيه إننا «سنجو».