1462190
1462190
العرب والعالم

صالح برهم يكلف عدنان الزرفي لتشكيل الحكومة الجديدة و«الفتح» يحمِّله المسؤولية

17 مارس 2020
17 مارس 2020

التحالف الدولي أعاد تمركز قوات المنتشرة في قواعد عراقية -

بغداد - عمان - جبار الربيعي-(أ ف ب):-

كلف الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح، امس محافظ النجف السابق ورئيس كتلة النصر في مجلس النواب عدنان الزرفي برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة للفترة المقبلة.

وأعرب الرئيس العراقي، خلال مراسم التكليف التي جرت امس في قصر السلام ببغداد، عن أمنياته لرئيس الوزراء المكلف بالتوفيق والنجاح في مهامه الجديدة، وأن يعمل على إجراء انتخابات مبكرة ونزيهة، ويحقق تطلعات العراقيين، ويلبي مطالب المتظاهرين السلميين المشروعة من خلال إنجاز الإصلاحات المطلوبة، وأن يحافظ على سيادة واستقرار وأمن العراق.

وأضاف رئيس الجمهورية أن العراق يستحق الأفضل وشعبه بذل التضحيات الجليلة من أجل الحياة الحرة الكريمة والمستقبل الواعد لجميع أبنائه، مشيراً إلى أن الكثير من المهام والاستحقاقات التي ينتظرها الشعب العراقي بكافة مكوناته وأطيافه لا تزال أمامنا، وهي أمانة ومسؤولية في أعناقنا نسعى جميعاً لتحقيقها.

إلى ذلك رحبت بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي»، بتكليف مرشحٍ لرئاسة الوزراء لتشكيل الحكومة، فيما أشارت إلى أن العراق بحاجة ماسة لكابينة وزارية فاعلة.

وقالت الممثلة الأممية الخاصة هينيس-بلاسخارت في بيان «نرحب بتكليف مرشحٍ لرئاسة الوزراء لتشكيل الحكومة، في مواجهة أزمات أمنية وسياسية واقتصادية وصحية غير مسبوقة».

وأضافت أن «العراق بحاجة ماسة لكابينة وزارية فاعلة، أمامها عمل شاق، والدعم من جميع القوى السياسية حاسم للوحدة الوطنية والنجاح».

بينما أعلن رئيس تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، رفضه للخطوة غير الدستورية التي قام بها رئيس الجمهورية بتكليف مرشح خارج السياقات الدستورية والتي تنص على تكليف مرشح الكتلة الأكبر وإعلانه رسميًا ارتكابه للمخالفة الدستورية.

وأكد التحالف في بيان عقب تكليف الزرفي برئاسة الحكومة البديلة «صالح كرر نفس المخالفة فهو تجاوز الدستور من جهة ولم يلتزم بالتوافق بين القوى السياسية من جهة أخرى وعليه فاننا نحمل رئيس الجمهورية كامل المسؤولية عن تداعيات هذه الخطوات الاستفزازية وسنأخذ كافة الإجراءات لمنع هذا الاستخفاف بالقانون والدستور».

وحول ذلك، أكد النائب عن كتلة الصادقون النيابية، حسن سالم، أن سائرون والنصر والحكمة وبرهم صالح وراء تكليف عدنان الزرفي لرئاسة الحكومة الجديدة.

بينما اعتبرت كتلة تحالف القوى العراقية، امس، أن رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي «يعي جيدا» ما يحتاجه العراق بحكم تجاربه السابقة، مبينة انه يؤمن بالشراكة ولديه توجه مهني ووطني بعيد عن التخندقات الطائفية والمذهبية الضيقة، مؤكدا أن تخندقه «عراقي».

وقال نائب رئيس الكتلة رعد الدهلكي في تصريح صحفي، اننا «بالوقت الذي نبارك فيه لعدنان الزرفي تكليفه بمهام تشكيل الحكومة المقبلة، فإننا سنعمل جاهدين على أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة عبور وإنقاذ للوضع العراقي». مبينا أن «لدينا إيمان بالزرفي بانه يؤمن بالشراكة ولديه توجه مهني ووطني بعيد عن التخندقات الطائفية والمذهبية الضيقة وتخندقه عراقي».

وأضاف الدهلكي، «اننا ومن خلال ملامسة عمل الزرفي خلال تسلمه مناصب عديدة سواء تنفيذية او بعمله داخل مجلس النواب، فإننا نلمس فيه العبور بالعراق إلى بر الأمان. مشددا على ان «الزرفي يعي جيدا ما يحتاجه العراق بحكم تجربته السابقة وهو يعي بان وضع النازحين سئ ووضع المحافظات المحررة صعب وهو يحمل هموم جماهيرنا كما نحملها نحن».

ودعا الدهلكي، رئيس الوزراء المكلف أن «يكون برنامجه الحكومي واضح وصريح ويحدد بسقوف زمنية لإعمار المناطق المحررة وعودة النازحين وحصر السلاح بيد الدولة وضرب الخارجين عن القانون بيد من حديد لإعادة هيبة الدولة التي هي أمانة في عنقه بهذا التكليف».

وفي هذا الأثناء، رجح نائب عن تحالف الفتح، امس، عدم تمرير حكومة المكلف عدنان الزرفي داخل مجلس النواب. معتبرا أن تكليف الزرفي تم من قبل رئيس الجمهورية «عكس رغبة الكتلة الأكبر».

ورأى النائب كريم عليوي، إن «عدنان الزرفي سيأتي بكابينة ضعيفة من قبل حيدر العبادي وبعض الكتل المحسوبة على المكونين السني والكردي»، معتبرا أن «هكذا حكومة ستكون غير موفقة وعمرها قصير، ولن تمرر خلال البرلمان، لأنها لم تتكئ على أسس سياسية قوية من الممكن أن تعبر بها خلال هذه الفترة».

وأضاف عليوي، أن «ما اعتقده أن حكومة الزرفي لن يتم تمريرها خلال هذه الفترة، وسيكون مصيرها كمصير المكلف السابق»، مشيرا إلى أن «عمر حكومة الزرفي سيكون ثلاثين يوما إلى يوم منحها الثقة ولن تمضي» بحسب اعتقاده.

وأكد النائب عن الفتح إلى أن تحالفه «حتى هذه اللحظة لم يبد رغبته بالتكليف وقد تم الاعتراض عليه»، منوها إلى أن «هناك صفقات وموقف رئيس الجمهورية مغاير لما يريده الفتح والكتلة الأكبر ويأتمر بأوامر جهات أخرى» على حد وصفه.

ووصف عليوي، «موقف رئيس الجمهورية مع الفتح بأنه غير مجد ومتلاعب دائما بالأمور»، معتبرا أن رئيس الجمهورية «تجاوز رفض الفتح لتكليف الزرفي كرئيس وزراء للمرحلة المقبلة».

وبين أن «الفتح ليس لديه رؤية لآلية تشكيل الزرفي لحكومته المقبلة»، مشددا على «اننا غير موافقين عليه والشأن معني به العبادي وقسم من أعضاء البرلمان الداعمين له ممن جمعوا تواقيع في خطوة غير صحيحة لان الكتلة الأكبر هي من تشكل الحكومة».

في حين رأى النائب عن كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني جمال كوجر، أن رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي هو «الأفضل» بين الأسماء التي كانت مطروحة لتولي المنصب.

وقال كوجر إن «هناك العديد من الجوانب التي ينبغي أن يمضي من خلالها رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي لإنجاح مهمته، حيث إن المشاكل التي يعيشها العراق معروفة وواضحة، بالتالي فان وضع اليد على الجرح مباشرة هي نقطة مهمة، وأيضاً فان المعادلات الدولية الواضحة والفاعلة بالدولة العراقية أيضاً معروفة وينبغي مراعاتها».

وأوضح أن «الأمر الآخر يرتبط بالواقع العراقي الجديد من حيث التظاهرات وغضب الشارع، تقابلها الأزمات التي عصفت بالعالم اقتصادياً وصحياً ومن بينها العراق، إضافة إلى رسم الخريطة السياسية الواقعية للدولة العراقية للوصول إلى تشكيل حكومة قوية وقادرة على التصدي للملفات جميعها».

على صعيد آخر يعيد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تمركز مئات من قواته المتواجدة في القواعد العسكرية العراقية بما في ذلك إلى خارج العراق، بحسب ما قال مسؤولون أمريكيون من التحالف لوكالة فرانس برس أمس.

وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من هجوم صاروخي جديد استهدف قاعدة عراقية تنتشر فيها قوات أجنبية، وهو الهجوم المماثل الرابع والعشرون خلال أقل من ستة أشهر.وقال المتحدث باسم التحالف الدولي مايلز كاغنز إن «التحالف يعيد تمركز قوات من عدد قليل من القواعد الصغيرة».

وقال مسؤول في التحالف إن أول عملية إعادة انتشار كانت تتم في القائم من القاعدة الغربية على طول الحدود مع سوريا.

وأضاف المسؤول «يجري احتفال بالنقل اليوم لتسليم المنشآت للقوات العراقية، والنية هي مغادرة جميع قوات التحالف للقائم».

وأوضح المسؤول أن هذه خطوة «تاريخية»، لافتاً إلى أن نحو 300 عنصر من قوات التحالف سيتم نقلهم من القاعدة.

وسبق أن أعيد تموضع بعض القوات إلى مواقع للتحالف في سوريا المجاورة التي تشهد نزاعا، إضافة إلى مدافع، بينما سيتم إرسال البعض الآخر إلى قواعد أخرى في العراق أو إلى الكويت.

ونفى المسؤول أن تكون عملية إعادة الانتشار رداً على تصعيد الهجمات الصاروخية الأسبوع الماضي، التي استهدفت القوات الأجنبية المتمركزة في أنحاء العراق.وسقط صاروخان على قاعدة عسكرية قرب بغداد أمس، في ثالث هجوم من نوعه خلال أقل من أسبوع.

واستهدف الصاروخان في وقت متأخر أمس الأول معسكر بسماية على بعد 60 كم جنوب بغداد، حيث يتمركز جزء من عناصر الوحدة الإسبانية في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وقوات من حلف شمال الأطلسي.

وتضم القاعدة أيضاً قوات أمريكية وبريطانية وكندية وأسترالية، تقوم خصوصاً بتدريب عسكريين عراقيين على إطلاق النار وتشغيل الدبابات.

وقال مسؤول أمريكي إن قوات التحالف ستغادر ثلاث قواعد من أصل نحو 12 منتشرة فيها.وبالإضافة إلى القائم، من المقرر سحب القوات من قاعدتي القيارة وكركوك في شمال العراق بحلول نهاية أبريل المقبل.

ورغم أن قاعدة القائم لم تتعرض لهجمات صاروخية، تعرضت قاعدتا القيارة وكركوك لهجمات كثيفة في الأشهر الأخيرة.

وأضاف المسؤول أن «العنف ساعد في الحفاظ على سرعة (الانسحاب)»، مشيراً إلى أن إجمالي عدد القوات في العراق سيبقى كما هو.