saidd
saidd
أعمدة

صالح زعل فنان لكلّ الأدوار .. والدرمكي شامل

17 مارس 2020
17 مارس 2020

د. سعيد بن محمد السيابي

نائب رئيس النادي الثقافي

تكريم المحبة الذي توّج به جهدُ ومثابرةُ وإخلاص الفنان القدير صالح زعل الفارسي من شارقة الإبداع والمحبة، هو تكريم لجيل من الفنانين المتميزين الذين تركوا بصمات في الذاكرة المجتمعية العمانية، إذ استطاع فناننا القدير أن يسجّل مع زملائه الكتّاب، والمخرجين الذين تشارك معهم في العديد من المسلسلات الإذاعية، والتلفزيونية، والسينمائية، والمسرحية التحولات التي حدثت بالمجتمع العماني، والتغيرات في الأماكن، والملابس، وطرق التفكير القديمة، وتصادمها مع تطوّر العصر بتمثيل أقرب للواقعية الفنية، ومفارقات من صميم المجتمع وشخصياته المنتقاة، والمنتخبة من بيئتها، فجميعنا يتذكر «الشايب خلف يحيكم».

فناننا القدير صالح زعل يمثّل جيلًا متدفّقًا بالعطاء، ومستمرًا في رسالته، ومحبته لفنه، وجمهوره، من هنا أعود بالذاكرة دائما لشهر رمضان الخير الذي ننتظره إيمانيًا بمحبة كبيرة، فلقد ترسخت البرامج الرمضانية في ذاكرتنا التي أصبحت بصمة المرحلة من الفوازير الرمضانيّة، والجديد الدرامي كان حاضرا في شاشتنا المحلية لأكثر من أربعين عاما فتردّدت أسماء مسلسلات (مسافر خانه)، (وتبقى الأرض)، (آباء وأبناء) والعديد غيرها، ومع الكثير من نجوم الدراما المحلية كالفنانة فخرية خميس، وأمينة عبدالرسول، وطالب محمد، وسعد القبان، وجمعة الخصيبي، وخليل السناني، وشمعة محمد، وغيرهم من صانعي البسمة والأداء المقنع، وكان الفنان القدير صالح زعل قائدًا في أدواره لا يذكر اسمه في عمل إلا ويشكّل إضافةً وتنوعًا في العديد من الأدوار من الشاب، إلى العجوز الطاعن في السن على خشبات المسرح العماني وتحديدا مسارح الشباب، فكان يعزف على لحن الأداء الجماعي، ويؤدّي على خشبات المسارح ببراعة، وآخر عمل شاهدته كان (ابن البلد) يمثل دور الشيطان مع مجموعته المنتقاة بعناية، ويتقمص الدور بحيوية أكبر، فهو يظهر شهد المحبة وتفانيا وإخلاص الواقف على جبل راسخ.

أما الفنان سعود الدرمكي فتتجلّى المحبة بحضوره، أبو معن هو البشوش دائمًا، والأنيق مظهرًا وجوهرًا، والفنان الشامل الذي قدّم الكثير للدراما العمانية، والعربية، وأعماله تشهد عليه كمخرج للبرامج والدراما التي تمثّل باللغة العربية في الإذاعة العمانية، وبتعاون مع فنانين كبار من الوطن العربي. تميّز بالدقة والانتقاء للمؤثرات الموسيقية والمقدمات التي ما أن تسمعها حتى تعرف أن وراءها مخرج مميز بكافة النواحي.

«سلوم الحافي» شخصية العجوز البخيل، ومقالبه شكّلت بصمة للفنان القدير سعود الدرمكي في التمثيل التلفزيوني، يعرفه بها الصغير، والكبير من الجماهير لما أثرته بأدائها المقنع الذي جسده فيها وبها ومعها أعمال درامية كانت شاهدة على العصر، ومتنوعة في تفاصيلها، فهو الثري الجبار حينا، والعجوز صاحب الخبرة والتجربة، والأب المتسلّط، والجار المشاكس، والصديق الملازم لثنائي الأداء الفنان القدير صالح زعل.

شكرا لشارقة الخير لهذا التكريم الذي جاء في توقيته المناسب، إذ يحتاجه فناننا القدير بعد الوعكة الصحية التي مر بها، ورحلة العلاج التي أبعدته عن الشاشة، وخشبات المسارح العمانية مؤخرًا. وفي كلمة ختامية أقول ما قدّمه سعود الدرمكي من شخصيات وأعمال خالدة في الذاكرة لا يطويها النسيان رغم تقادم بعضها، فستظل محفورة في ذاكرة الفن الصادق والإخلاص الباقي بمحبته لكل عملٍ شارك فيه، فقدّمه بإتقان، ليبقى رصيدا للأجيال التي تربّت على سماع صوته الرنّان، وضحكته العميقة. دام الألق في طريقك ممتدًا فناننا القدير سعود الدرمكي، وننتظر منك المزيد، فأنت مدرسة فنية تتجلّى في شخصك.