oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

كورونا وتجربة العمل والتعليم عن بعد!

17 مارس 2020
17 مارس 2020

غالبا ما تتيح الأزمات للبشرية ابتكار الحلول، وفي أحيان عديدة فإن هناك الكثير من الإمكانيات والحلول المتاحة أمام البشر لكنهم لا يلجأون لها أو يستخدمونها إلا في وقت الأزمة، فالطاقة الإنسانية على الإبداع والعمل في أي ظرف كان، كبيرة، بيد أنه لا يتم استخدامها بالشكل الوافي والكبير. تأتي عملية العمل عن بعد كواحد من المسائل التي ساهمت الأزمة العالمية الحالية جراء كورونا 2019 (كوفيد 19) في دعمهما، إذ اتجهت العديد من الشركات والمؤسسات في العالم إلى تعزيز فكرة العمل عن بعد ومن المنازل، وقد رأينا بداية التجربة في شركات مثل تويتر، وغيرها من الشركات العالمية، ومن ثم كانت لدينا تطبيقات على المستوى المحلي في العديد من المؤسسات التي أعلنت عن ذلك سواء بشكل جزئي في الغالب أو جماعي.

تبقى التجربة في حد ذاتها مفيدة ويمكن أن تستلهم منها الشركات ما هو مفيد لمقبل الأيام ما بعد تلاشي الأزمة الحالية بإذن الله، حيث يمكن أن تعمل المؤسسات والشركات المحلية على دعم نظام العمل من بعد أو المنزل بما يماشي طبيعة هذا العصر الذي نعيشه، بحيث أن فكرة العمل لم تعد بذات المتطلبات التقليدية لها من تواجد الموظفين في مكان واحد أو الحاجة إلى تناقل الأوراق والمستندات الورقية، بالاستعاضة عن كل ذلك بالنواحي الرقمية التي هي جوهر فكرة العمل عن بعد.

كذلك لا يمكن إغفال التعليم عن بعد في هذا الإطار، بعد إغلاق المؤسسات التعليمية سواء العامة أو الجامعية، الأمر الذي يعني أن فكرة التعليم بحد ذاتها يمكن أن تستفيد من هذا الإطار، إذ يمكن لفكرة المدرسة أن تتحول إلى فضاء إلكتروني، وقد رأينا الآن في غضون أيام وجيزة كيف أن بعض المدارس عملت على نشر دروس للأبناء من الطلبة عبر الوسائط في الهواتف الذكية أو الحواسيب، بما في ذلك الواتساب، بالإضافة إلى توفر القنوات المعروفة كالتلفزيون واليوتيوب وغيرها، كل ذلك يعني أن فكرة التعليم يمكن أن تتم بأكثر من شكل وعلى الجهات المختصة دراسة إمكانية الاستفادة من هذا الجانب لدعم الخطوات المستقبلية في تعزيز مسار التعليم وآفاقه باتجاه ما هو أفضل لصالح الأجيال الصاعدة.

من ناحية ثانية فإن تجارب العمل عن بعد والتعليم عن بعد يمكن أن تفتح آفاقا للكثير من الناس وتعيد تشكيل فكرة العمل والتعليم في حد ذاتها، لاسيما لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، كما أنها فيما يختص بالمراجعين للمؤسسات الحكومية والإجراءات الروتينية يمكن أن تكون مفيدة بحيث يمكن الاستغناء عن الأسلوب التقليدي في المعاملات الذي يتطلب حضور الشخص مباشرة للقيام بالمراجعة أو أداء الخدمة المعينة.

نشير أخيرا إلى أن هيئة تنظيم الاتصالات في سبيل تعزيز الجوانب المشار إليها، فقد قررت السماح باستخدام التواصل عبر بروتوكول الإنترنت من خلال تطبيقات «سكايب» للأعمال وتطبيق «جوجل ميت» وتطبيق «زووم» بحيث يمكن للمؤسسات استخدام هذه التطبيقات خلال هذه الفترة الاستثنائية، كما ناقشت توفير الإتاحة المجانية لمنصات التعليم عن بعد بهدف عدم تحميل أولياء الأمور أو الطلبة أية أعباء مالية إضافية وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.