1461499
1461499
كورونا

العالم يعزل نفسه والأوروبيون ينسقون تدابيرهم لمواجهة أزمة كورونا

16 مارس 2020
16 مارس 2020

الحصيلة تتجاوز 6500 وفاة -

عواصم - محمد جواد الأروبلي - (أ ف ب): بدأ الأوروبيون أمس العمل على تنسيق تدابيرهم في مواجهة فيروس كورونا المستجد الذي تجاوزت حصيلته 6500 وفاة في العالم ولا سيما في أوروبا، حيث دفع تضاعف أعداد الإصابات الحكومات إلى إغلاق حدودها وعزل مواطنيها.

على الجانب الأوروبي أعلنت باريس أن التدابير المتصلة بالحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي «ستصبح جاهزة وستعلن خلال الساعات المقبلة» بعد مشاورات بين الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشارة أنجيلا ميركل ورئيسي المجلس الأوروبي شارل ميشال والمفوضية الأوروبية أوسولا فون دير لايين.

دعا ماكرون قبل مداخلة له مساء أمس إلى «تكثيف التنسيق الأوروبي والعمل بسرعة على اتخاذ تدابير فعالة ومنسقة ولا سيما في ما يتعلق بحدود الاتحاد الأوروبي»، مدينًا «التدابير أحادية الجانب غير المنسقة التي اتخذت على حدود عدد من دول الاتحاد». ودعا رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي تعد بلاده الأكثر تضررًا من جراء الجائحة في أوروبا، إلى «تنسيق أوروبي» في مجالي الصحة والاقتصاد لمواجهة الوباء، محذرًا من أن بلاده «لم تصل بعد إلى ذروة» العدوى.

ومن المقرر أن يشارك كونتي في قمة استثنائية لمجموعة السبع التي ترأسها الولايات المتحدة حاليًا عن طريق الفيديو أمس لتنسيق طرق مكافحة الوباء في مجالات الصحة والاقتصاد والمالية والأبحاث. وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن عقد اجتماع استثنائي الثلاثاء عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة لقادة دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين. وتسعى الدول إلى حماية نفسها من خلال زيادة عزلتها عن العالم، حتى داخل الاتحاد الأوروبي، ما يقوض المبدأ الأوروبي المتمثل في حرية الحركة.

ومنذ صباح أمس فرضت ألمانيا المراقبة على حدودها مع خمس دول هي فرنسا والنمسا وسويسرا والدنمارك ولوكسمبورج. ولم تسمح الشرطة الألمانية سوى بعبور السلع والعمال الذين يعملون عبر الحدود.

وتضاف هذه القيود إلى سلسلة تدابير اتخذت في مختلف البلدان، حيث أغلقت الجامعات والمدارس والمطاعم والمقاهي والحانات في كل مكان تقريبًا بما في ذلك في إيرلندا. وبات العالم الرياضي متوقفًا أو يخوض مبارياته داخل قاعات مغلقة، ولا تزال المتاحف مغلقة وتتابع الأخبار عن إلغاء فعاليات وأحداث ثقافية وفنية.

عكست أسواق المال الاثنين هذا المزاج المتكدر الذي خيم عليها على الرغم من تدخل المصارف المركزية في جميع أنحاء العالم سعيًا لاحتواء الصدمة الناجمة عن انتشار فيروس كوفيد-19.

إذ خفض الاحتياطي الفدرالي الأمريكي الأحد معدلات فوائده إلى الصفر، مشاركا في تحرك عالمي منسّق لا سيما مع المصارف المركزية في بريطانيا واليابان وكندا وسويسرا بهدف ضمان تزويد العالم بالسيولة. وأعلن الاحتياطي الفدرالي كذلك شراء 500 مليار دولار من سندات الخزينة و200 مليار دولار من سندات الرهن العقاري دعمًا للأسواق.

لكن هذه الإعلانات لم تكن كافية لطمأنة أسواق الأسهم فهبطت عند الافتتاح في أوروبا، بعد أن تقهقرت في منطقة آسيا والمحيط الهادي (-9.7% في سيدني، فيما يشكل تراجعًا تاريخيًا). وتخيم حالة من الشلل على الأسواق بسبب المخاوف من الركود في مواجهة وباء عالمي يبدو أنه يتباطأ في مهده الآسيوي ولكنه يتفشى في سائر القارات. وهذا في وقت تتكشف العواقب الاقتصادية الكارثية للأزمة الصحية. إذ أعلن المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون الاثنين أن الاتحاد الأوروبي يتوقع ركودًا في عام 2020 إذ قد يبلغ التأثير العالمي للأزمة على النمو الأوروبي «من 2 إلى 2.5%».

أما الصين فأعلنت أمس أول تراجع لإنتاجها الصناعي في حوالي ثلاثين عاما وانهيار مبيعاتها بالتجزئة.

وأعلن العديد من شركات الطيران تراجع نشاطها إلى حد كبير. فقالت الخطوط الجوية النمساوية أنها ستوقف كل رحلاتها المنتظمة اعتبارًا من بعد غد. وتوقعت الخطوط الفرنسية-كي ال ام وبريتش إيرويز تراجع نشاطها خلال شهري أبريل ومايو بأكثر من 70%، وقالت شركة إيزيجت أنها قد لا تتمكن من تحريك معظم طائراتها. وقالت لوفتهانزا الألمانية أنها ستلغي حتى 90% من قدراتها التشغيلية للرحلات الطويلة، بدءًا من اليوم. ويشمل ذلك بشكل خاص الرحلات التي تؤمنها الشركة إلى الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، وفق بيان.

وفي ألمانيا، علق الاتحاد الدولي للسياحة، المجموعة السياحية الأولى في العالم، القسم الأكبر من نشاطاته كالرحلات المنظمة. وأعلنت شركة فيات كرايسلر الإيطالية الأمريكية لصناعة السيارات إغلاق «القسم الأكبر» من مصانعها الأوروبية في إيطاليا وصربيا وبولندا حتى 27 مارس. ويمثل ذلك 30 إلى 35% من قدرتها الإنتاجية. وفي العالم أجمع، ارتفعت حصيلة الجائحة إلى أكثر 168 ألف إصابة وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس من مصادر رسمية. وتجاوز عدد الوفيات 6500 وفاة بينها 2335 في أوروبا التي أصبحت «بؤرة» للوباء العالمي وفق منظمة الصحة العالمية. ويتفشى الفيروس بشكل خاص في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا حيث تتضاعف أعداد الإصابات.

وبات عدد الوفيات المسجلة في سائر أنحاء العالم (3288 وفاة) أكثر من تلك التي أحصيت في الصين (3213 وفاة) التي انتشر منها الفيروس، والتي لم تسجل بين مساء الأحد وحتى الساعة التاسعة ت غ أمس، سوى 16 إصابة جديدة جاءت 12 منها من الخارج. ومنذ مساء أمس الأول، أعلنت البحرين والمجر وغواتيمالا ولوكسمبورج أولى الوفيات فيها وترينيداد وتوباغو أولى الإصابات، مثلها مثل تنزانيا والصومال.

وسجلت إيطاليا، وهي الدولة الأكثر تضررًا في أوروبا من الوباء الذي لم يصل بعد إلى ذروته فيها وفق المسؤولين، 1809 وفيات من بين 24747 إصابة، أما إسبانيا التي تليها في عدد الإصابات فسجلت 309 وفيات من أصل أكثر من 9 آلاف إصابة بزيادة نحو 1500 إصابة خلال 24 ساعة. وأعلنت إسبانيا حال التأهب لأسبوعين وطلبت من سكانها البقاء في المنازل.

في فرنسا حيث سجلت 127 وفاةً من أكثر من 5423 إصابة في حين نقل أكثر من 400 شخص إلى المستشفى في حالة خطرة، حذر المدير العام للصحة جيروم سالومون من أن الوضع «مقلق للغاية ... ويتدهور بسرعة»، معلنًا أن «عدد الإصابات يتضاعف كل يوم». ومثل ألمانيا أعلنت روسيا وتشيكيا والأرجنتين وكولومبيا أو جواتيمالا والصومال وتنزانيا إغلاق حدودها كليًا أو جزئيًا. وحظرت النمسا التي سجلت 602 إصابة حتى السبت التجمع لأكثر من خمسة أشخاص ومنعت التنقلات إلّا للضرورة القصوى.

كذلك أمرت هولندا ولوكسمبورج الأحد بإغلاق كل مواقع التجمع من مدارس وحانات ومطاعم ومقاه ومتاجر، فيما أمرت إيرلندا بإغلاق الحانات.

وأعلنت صربيا حال الطوارئ لفترة غير محددة وستتم تعبئة الجيش للمساهمة في مكافحة الوباء. كما فرضت بوليفيا والإكوادور وبيرو قيودًا صارمة على تنقل سكانها. وعلقت دول الخليج العربية الست الرحلات الجوية وأعلنت تسجيل 1000 إصابة، لا سيما في قطر، في حين سجلت أول حالة وفاة مرتبطة بالفيروس في البحرين. وفي لبنان، أمرت السلطات المواطنين بان يلزموا منازلهم أسبوعين وسيتم إغلاق مطار بيروت الدولي اعتبارًا من الأربعاء وحتى نهاية مارس.

وأعلنت إيران، ثالث دولة بين الأكثر تأثرًا بالوباء في العالم، عن 129 وفاة جديدة ما يرفع الحصيلة الإجمالية لديها إلى 853 وفاة ونحو 15 ألف إصابة، وفق المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور الذي ناشد مواطنيه «كافة» أخذ الأمور على محمل الجد والامتناع عن التنقل. وفقدت إيران بسبب فيروس كورونا المستجد أحد أعضاء مجلس الخبراء المناط به تسمية المرشد الأعلى.

وفي كوريا الجنوبية ظهرت بؤرة جديدة للجائحة مع تبين انتشار الفيروس لدى ثلث أتباع كنيسة نهر الرحمة التي تعد 135 شخصًا في سيونغنام قرب سيول.

وأعلن المغرب الذي سجل وفاة و29 إصابة، أنه سيغلق اعتبارًا من مساء أمس كل الحمامات والمقاهي والمطاعم والمسارح ودور السينما وقاعات الرياضة بعد أن علق مساء الأحد كافة الرحلات الجوية الدولية.