آثار وتداعيات على المشهد العالمي!

لعل نظرة أولية إلى العالم قبل جائحة كورونا والآن يكشف بشكل واضح وربما غير مسبوق، حجم التداعيات المترتبة اقتصاديًا في عالمنا المعاصر، كذلك كافة الأبعاد الأخرى من سياسية إلى اجتماعية وثقافية وغيرها، الأمر الذي يشير بشكل واضح إلى أن الكرة الأرضية على موعد مع إعادة تشكيل بناء على هذه الوضعية الجديدة وهو ما يحدث الآن بوضوح.

عالم ما قبل كورونا وربما بعده سيختلفان، حيث ستعيد الكثير من البلدان قراءة الأوضاع بشكل عام في كافة مناحي الحياة الإنسانية، وسيكون العالم ربما على موعد مع إعادة ترتيب في المعارف بشكل عام والعلوم بما في ذلك علم السياسة والاقتصاد والطب، وهي وقفة للإنسانية بشكل عام، وهي ترى نفسها ضعيفة أمام هذا الوباء الجائح، بفعل هذه الجرثومة الصغيرة التي قد تبدو لا حول لها ولا قوة.

وعلى المستوى الاقتصادي والتواصل بين البلدان، فقد كانت فترة قصيرة لم تتجاوز الأسبوعين إلى الشهر، قد عطلت كل شيء تمامًا، بما في ذلك إغلاق الحدود، وتعطيل التجارة والمؤتمرات والأنشطة الرياضية والثقافية وغيرها، إضافة إلى الضغط الكبير على المؤسسات الصحية والمستشفيات وملاجئ الحجر في حدود العديد من الدول، بما في ذلك وصول المشهد إلى دور العبادة والمجمعات التجارية والمتنزهات إلخ.

لا يمكن في هذه اللحظة أن نحدد بالضبط حجم الآثار والمخاطر سواء الراهنة أو المستقبلية على المدى القريب، خاصة في ظل عدم وضوح خصائص هذه الفيروسات الغريبة، التي هي سريعة الانتشار ولها خصائص تختلف عن سابقاتها.

يبقى الأمل في توحد المشاعر الإنسانية بهدف تجاوز هذه الجائحة، في سبيل الوصول بالعالم إلى بر الأمان، ولن يتحقق هذا إلا بتوحد الجميع في سبيل تحقيق الهدف الأسمى وهو الحفاظ على الإنسانية في سلام.